الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضليل الإعلامي بين العراق المتخيل والعراق المعاش إنجازات السوداني

صوت الانتفاضة

2023 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


عودتنا سلطة الإسلام السياسي على نشر الدعاية الإعلامية الكبيرة مع تنصيب كل رئيس وزراء، فالتهليل والتطبيل رافق جميع الحكومات، من الجعفري الى السوداني، وكل واحد منهم كانت تصوره الالة الإعلامية على انه "المنقذ"، الذي سيملأ العراق عدلا وقسطا، وهؤلاء –رؤساء الوزراء- أيضا ينخرطون في هذه الدعاية، ويكونوا جزءً اصيلا منها، فترى كل واحد منهم يلعن الذي سبقه، ويقول انه ورث تركة ثقيلة من الحكومة الماضية، وهكذا دواليك وهلم جرا.

هذه اللعبة الإعلامية مستمرة، ولا زالت تؤتي ثمارها بإنتاج جمهور مخدر وغائب، بل ان هذا الجمهور صار يصنع أدوات اضطهاده بيده، فعندما يشارك او يقنع نفسه بأن حكومة السوداني "گاعد تشتغل"، وأن لديها "إنجازات" على ارض الواقع، وبأنها "تحارب" الفساد، وأنه "يجب" إعطاء فرصة لها، كل ذلك الكلام يصب في مصلحة الدعاية الإعلامية التي تعمل عليها سلطة الإسلام السياسي منذ ان تم تنصيبها بعد 2003.

من السخف ان نتساءل عن انجازات السوداني، فلا شيء على ارض الواقع، بل يجب ان يكون لا شيء، فالذين رشحوا السوداني لمنصب رئاسة الوزراء هم رؤساء وزراء سابقين، زملاء له من ذات القوى الاسلامية، فهل من المعقول ان يسمحوا لأحد يخرج "من وسطهم" ان يجعلهم امام الناس "فاشلين"؟ وهو وحده من سيكون "الناجح"، حتما مجرد التفكير في الإنجازات حماقة.

لكن لو اننا غضضنا النظر عن منطق ان سلطة الإسلام السياسي تعمل بشكل منسجم، واردنا ان "ننصهر" مع منطق ان حكومة الإطار الاسلامية بشخص السوداني لديها النوايا الطيبة، وأنها تختلف عن بقية الحكومات السابقة-مع ان هذا المنطق أحمق تماما، فهو مكرر-، فما الذي نراه قد تحقق من إنجازات؟ هل هناك شيء ملموس على ارض الواقع؟ كأن نقول "ان مشكلة الكهرباء انتهت" او "ان الصحة والتعليم في تحسن مستمر" او "اننا بتنا نشاهد مدن نظيفة وجميلة" او "ان البطالة تشهد انخفاضا ملحوظا" او "ان تشريعات وقوانين متطورة ومتمدنة تلوح بالأفق" او "اننا بتنا نشاهد عمليات القاء القبض على الفاسدين ومحاكمتهم واسترجاع الأموال المنهوبة" او "ان اللغة الطائفية والقومية قد اختفت ومن يتكلم بها يحاكم" او "نسب الفقر بدأت بالتلاشي" او "ان الميليشيات تم حلها وانتهت" او "محاكمة قتلة شبيبة تشرين" او "تم حل ملف المغيبين والمختطفين"؛ هل هناك شيئا يحدث او سيحدث من كل هذا او حتى بعضه؟

عندما تستقل السيارة ذاهبا الى الديوانية او السماوة او الحلة او الكوت او الناصرية، فحتما ستشاهد مناظر البؤس والفقر، مدن مخربة تماما، تكاد تنعدم فيها الحياة، او تستطيع القول بشكل صادق: "الناس هناك شلون عايشه"؛ نعم الواقع شيء والمتخيل الإعلامي الذي تبثه السلطة شيء آخر تماما.
طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق