الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابتسامات حزينة قراءة غير منظمة في رواية -من يجرؤ على الشوق- لحميدة نعنع

محمد الراشيدي
باحث في السوسيولوجيا

(Mohamed Errachidi)

2023 / 7 / 17
الادب والفن


ابتسامات حزينة
قراءة غير منظمة في رواية "من يجرؤ على الشوق"
لحميدة نعنع
تنبيه أيها القارئ الكريم، قد يخيب املك إن كنت تنتظر من خربشاتي هذه أي ترابط منطقي، فلا وسيلة أنجع لوصف العبث سوى الكتابة بعبث...غير أن عبثي، شدرات تحاول أن ترسم صورة المنفى الوطن/ الوطن المنفى....
فإبداء قراءتها من حيث شئت، شريطة أن تلتزم بان يكون التأبين أخر ما تقرأ.
***************
النص يتسرب مع جسدي كنسمات صيف، لكنها ما تلبث أن تتحول إلى عاصفة هوجاء، نزيف من الكلمات، قيود تعود بي إلى واقعنا العربي الذي لم يشاء له القدر بعد أن يتحرر من ما يتخبط فيه من هزائم....
إن الحديث عن الهزيمة مع نص حميدة نعنع، يتجاوز ما سمي بالنكبة العربية 1948، انه تاريخ للهزائم والانكسارات، الحرب الأهلية، الغربة، الحلم، العبث، والإيمان بقضايا لا وجود لها إلا في أذهان معتنقيها الواهمين...
لقد جعلتني الرواية أعيد طرح السؤال، الذي ظلت شخوص الرواية تطرحه كلما اشتدت غربتها بعيدا عن الوطن، عن المنفى، بل وبعيدا كذاك عن قلم الراوي، سؤال اعتقد انه يسكن كل عربي، أو بالأحرى كل منتسب إلى هذه الرقعة المسماة " الوطن العربي «؛ لماذا نحن على هذه الشاكلة؟
أحاول أن اقنع نفسي مرارا - كما تفعل «نادية الإبراهيمي « - أن هناك خطاء ما في التاريخ، لكني كلما جردت أحداثه، وجدتني أمام واقع ينبئ بنكبات أخرى.
إن الرواية تحثنا على طرح أسئلة جديدة، اعتقد أن الظروف الزمكانية التي تدور فيها الأحداث، جعلتها مستحيلة الحضور في النص السردي، أسئلة تتعلق بنا نحن، كجيل لم يعاصر أحداث الرواية، لكنه سمع عنها وعن خيباتها، هذه الأخيرة التي لا نزال نعيش نتائجها؛ عالم عربي مشذر، مقسم بحدود، وحواجز وهمية، لا يعترف بها إلا ذوي الجاه والسلطة، أما الشعوب فمشغولة في كسب قوت يومها، في ظل سيادة ثقافة البؤس و التجويع، انه سؤال ماذا تغير اليوم؟ وهل تغير شيء حقا؟
ماذا بعد أحداث 1948 1967 1973...2001...؟؟؟ يبقى الحال على ما هو عليه..."فإننا ننتظر كل شيء ولا ننتظر أي شيء" إننا ننتظر لأننا لا نملك سوى الانتظار.
إن شخوص الرواية حبلى بالثورات والأحلام، التي شاء لها النفط أن تولد قيصريا، وان تموت عند الولادة، لتعمق في قارئها الإحساس بالعبث و اللاجدوة من التغيير والتحول أو النهضة، مادام الجهل و الظلام والاغتيال يتربصون بكل محاولة...تتوالى الأجيال، وتتوالى معها خيباتنا..."الكأس الأولى آو المائة، فبعد الكأس الأولى تتشابه الأرقام، وبعد الجرح الأول تتشابه الجراح والطعنات...تتزاحم الكلمات وتختلط لترسم عالما، ومدنا، وحروبا، ووجوها للحب " تتزاحم الكلمات وتختلط لترسم لنا اليوم المسار نفسه الذي سلكه "الأخضر" "عبد الرحمان" "فاضل" "محمد"...وكثيرين من جيل الخيبة الأولى...مسار يبتدئ بالموت في الوطن لينتهي بالانتحار على ضفاف المنفى..."حياة بدايتها عناء، ونهايتها فناء، آسف على الماضي، سخط على الحاضر، ونزوع بالأمل نحو المستقبل، لكن ما أن يصير هذا المستقبل حاضرا، حتى يصبح مصدرا للسخط وعدم الرضي...هكذا تتجدد الآمال والآلام..." بهذه العبارات يلخص شبنهاور نظرته للحياة، نظرة إن فحصنا مصداقيتها في الواقع، وجدناها تنطبق بل تتماهى بمأساوية مع هوية الإنسان العربي.
التأبين
إذا كانت حميدة نعنع قد رسمت لنا حسب الدكتور علي الراعي، خريطة فلسطين الدامية في روايتها " الوطن في العينين "، فهاهي ألان في "من يجرؤ على الشوق" ، تعيد فعلتها تلك، لكن هذه المرة تمسك قلمها-الريشة، لترسم خريطة العالم بحدود إنسانية، تتجاوز وتلغي كل الحدود الأخرى، حدود ساذجة فرضتها سياسات النفط، والمتاجرة بالبؤس، والشبقية الجنسية...حدود "لأوطان" ماتفتئ تنقسم على نفسها كخلايا مضغية ؛ لكن السؤال الأساسي ألان، هو هل بإمكان هذه المضغة أن تتحول إلى جنين يحمل معه الأمل والبشرى لشعوب "الوطن العربي" ؟أم أنها لن تنتج سوى تشوها خلقيا ينضاف إلى الأعباء التي تتقل كاهل هذه الأمة؟ لينكسر بذلك أخر ما تبقي لها؛ الحلم...لاشيء سوى الحلم ...

تنويه
كتبت هذه السطور قبل أحداث الثورة العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه


.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان




.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو


.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف




.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول