الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم الكتابة والكاتب

محمد نبيل صابر

2023 / 7 / 18
الادب والفن


بعد ما يقرب من 9 شهور من الغياب، اعود الى الكتابة
9 شهور افتقدت فيهم الكتابة، كفعل يبحث فيه الكاتب عن ترجمة نوازع نفسه، وترجمه افكاره الى حروف وكلمات وجمل، يصل بها الى القارئ، الذي يتلقى تلك الرسالة وتنطبع في وعيه ومشاعره وعقله الباطن، فتترك اثرا ما سلبا او ايجابا ، وتنقل له فكرة ما، او تنطبع فيه جمله مميزة من هذا الكاتب، او تصله مشاعر الكاتب كاملة او منقوصة، كدرجات مختلفة لتعريف نجاح فعل الكتابة، او يلقي بالمكتوب كله في سلة المهملات، بلا اي اثر اي كان، كتعريف لفشل هذا الفعل
في خلال تلك المدة، هل افتقدنا ما نكتب عنه؟.. هل لم نشهد احداثا تثير فينا شجونا، او تضرم الافكار نارا تلقي بضوئها على الحدث؟.. بالطبع لا
ولكن تلك النار كانت تختنق في الحال، تضمر وتستحيل ثلجا تحت ضغط سؤال لماذا نكتب؟، ومن سيقرأ؟
اتواجد على موقع الحوار المتمدن منذ ما يقرب من 16 عام، قدمت فيه 130 مقال ، وحصلت به على 870 الف قراءة لمواضيعى، تلقيت كافة الردود، الايجابية منها والسلبية، بمنتهى السعادة، فلم ولن اعتقد اني في مقدار نجوم الموقع الزاهرة، والاساتذة العظام المتواجدين في الموقع، مجرد هاو منحه هذا الموقع منذ الصغر، فرصة للتنفيس عن افكاره ومشاعره وارائه، بل وحصلت بسببه على عدد من اقرب الاصدقاء لي.
ولكن تضطرم في النفس عواصف منعتني من التواجد في مكاني المفضل على مدار 9 اشهر، اختلط فيها الخاص بالعام، مصاعب اقتصادية وانسداد سياسي في مصرنا الغالية، بلا امل في الافق عن اي انفراج لهذا الانسداد، او الرغبة لسماع اي صوت مختلف ولو كان يصطف في نفس الخندق مع النظام. فقط معدومي المواهب والكفاءات هم من يتصدروا المشهد، هم من بامكانهم تكرار ما يملى عليهم كالببغاء من التقديس والتمجيد في محراب النظام. او الاقل منهم درجة في الجهاز الوظيفي الذين لا هم لهم سوى التسبيح بحمد اولياء امرهم، من وضعوهم في مراكز لا يستحقونها، فقط لانهم لن يكونوا منافسين لهم على مقاعدهم الوثيرة.
لماذا نكتب اذن؟... لماذا نسعى لتحسين العام وابداء النصح؟.. ونحن محاصرون في قلعتنا، مطلوب منها ان نخرج مكممى الافواه، مطأطي الرأس وتأبى الكرامة وبقية من الامل ان نخرج منها.
ثم من سيقرأ؟.. الاصدقاء ممن اعتادوا تلك القراءة ومشاركتي الرأي والنصح..اصابهم نفس اليأس وضربتهم نفس العواصف..وتناقص لديهم مخزون الامل وتعاظم محصول اليأس .. ودخلنا جميعا مطحنة الظروف الاقتصادية الخانقة.. فأصبحت الكتابة كفعل الصياح وحيدا في هايد بارك.
اما ولي الامر الذي يتوجه اليه الجميع بالكتابة بالنصح فلا ميل له للقراءة او رغبة للاستماع في النصح.

ان الكتابة ليست مهنة لي، بل ولا اعد نفسي حتى كاتبا بعد 130 مقال وكتاب منشور وثان قيد الاعداد، انا مجرد هاو اجد في الكتابة براحا اتجاوز فيه الحدود المفروضة وانطلق فيه مدفوعا بطاقة مصدرها الأمل ان يقرأ ما اكتب فرد واحد تصله فكرتي او تلهمه مشاعري
اذن لماذا العودة؟
لان الحدود تخنقني وافتقدت كسرها
ولانها بلادي وانا احبها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية