الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَبَقُ آلْعَمَى

عبد الله خطوري

2023 / 7 / 18
الادب والفن


●غبش :
كان الكولونيل المتقاعد فرانك سليد وحيدا في غرفته ذاك الصباح، على غير عادته ارتدى بزة القيادة، سَوَّى الأوسمة ونياشين الجأش كما دأب على ذلك أيام آلشبيبة وآلقيادة ثم جعل يتملى صورته في مرآة تبذل جهدها لتمحي معالم الفتوة والصولة والصولجان .. لم يبال في يوم بعاداتها العبثية السخيفة وأكيد لن يفعلها في لحظته هذه ولا في أي لاحظة من لحظات مستقبل الزمان .. سيظل واقفا سمهريا يؤدي تحية الإقدام بشهامة مَنْ يحيا ويموت واقفا .. الآن، الذين كانوا معه وإياه والذين شاهدوا عاينوا عايشوا وقائعه كلهم ذهبوا، رغم ذلك لا يبالي .. جعل ينظر إلى صورته إلى تجاعيد تزحف تحبو تتلوى كأفاعي الأحراش تحسحس تتربص لتودي به بما تبقى من نبالته .. أبدا .. لن يسلم لن يستسلم .. سيظل رابطا مرابطا كما كان دائما الكولونيل فرانك سليد .. زعموا .. أنه لَمْ تَرَ شيئًا بعدُ .. صَدَقوا، لكن، في عمق آلجحيم الذي رُمِيَ فيه، انبجسَتْ حُبَيْبَةُ منْ زُلالٍ .. رآها .. تلك آلأقَيْحَاتُ آلنافرات مازلن يانعات في سويداء بآبئه يتذكّرنَ إبصارَه الخالدَ آعْتِصَاره لحظاتٍ هاربة في غفلة من زُمَيْنٍ هاذٍ بالمُحَرّمات .. كان انتشاؤُها خلاصا لعمره آلآبق، فكرا له .. فَرَحُها، زهوُها آغْتَالا بِدَايَته لِيغُوصَ كُلُّ شيء في صَدْرِ شيخوخته، فلا ينْبسُ لا يتحرّكُ .. يتَذْكُرُ سْلِيدْ عبق البهاء الذي كان ذات يوم ساكنا في مُقلتيه .. خُطواته السريعة المُتحفِّزَة، والجَبينُ الذابلُ والنظرات الشاردةُ وَوجهُه آلباسم المتألق يتضرجُ حَياءً .. و .. آهَات تَتْرَى تتناسلُ تتكاثرُ .. ما عساه يفعلُ بهذا كله ؟؟ أيَنْسى هسهسة آلبراري آلحسان .. ؟؟ .. أيها الدهرُ الجائرُ .. رُوَيْدَكَ مهلا .. !! .. أينسى أنه كان عاشقا صامتا ومحبوبه يتكلمُ التوقُ بلسانِ هَمْسِهما ؟؟ أينسَى أنه كان يفكرُ فيه لا يقدرُ على إيقاظ الخلائق الجميلة التي كان يعلمُ جيدا أنها كانتْ تسكنُ روحه روحها ..؟؟.. الميزاج .. التوق الحب .. العطف .. العاطفة .. ولعبة الصمت الدائب .. كانا يحَدِّقان في ذواتيْهماا .. في الفَراشاتِ الزاهيات تَعيشُ لُحَيْظتها القصيرة في سُطوع تنصرفُ .. في صَدَى كركرات الأطفال جعلتْ تُعَانِقُ زنابقَ الجُلنارِ .. في الوجوه التي يعرفانها والتي بالكاد يتذكران سحناتها .. في كل القسمات التي يتحسسها وتتحسسها معه يجسان وجيبَ صلف التكتكات سوية يتيقنان من حتمية النهايات يكمل الطريق الكولونيل المتقاعد فرانك سليد ضرير الآن يرى غبش بياض ممزوج بسواد يعاني لا يبالي .. في كل المجازات التي سلكتها خطواته الرعناء .. جعل يبحثُ عن شيء يعكس تردده في آقتحام خصوصية محبوبه، يتذكر خوفه رعبه هواجسه وسوسات مشاعره الدفينةَ .. كل ذلك كان في صمْـتٍ في ريبة في حُبور .. في جنون .. فهل ينسى ذلكَ الصمت ؟؟ تلك اللحظات الخرساء ويكتفي الآنَ بسطوة النبض المُمْطِرِ حجارةً وجليدا .. يغْرَقُ في لُجَجِ الفُتور هنا في مَهامهه وحيدا حبيسَ وحدة شريدة ؟؟ أليس له حق الذكرى أم تراه عصارة وَيْنٍ مَخْمُورٍ يَزْدَرِدُهُ زَمَنٌ عاثرُ ؟؟ تكلم يا مَطَرُ يا صخرُ أيها آلصلد آلمتحجرُ .. أيكمل آلطريق أينصرفُ أم يظلُّ واجما خسيفا في آلفلوات تالفا متسمرا يتَحَسَّرُ ..؟؟.. ثم هو لم يختر شيئا، هم اختاروا كل أقداره .. مسقط رأسه .. اسمه حياته مصيره عجزه شيبته تجاعيد السنين كلها والمكان الذي كان فيه والذي لم يكن .. اختاروا كينونته المنبتة المترنحة .. عمله .. تقاعده القاهر المزمن .. خَرفه .. عطالته .. يوم مماته .. تبا .. تلك روما من بعيد لاحت تحترق من جديد ونيرون يجأر سحقا للمجد للماجدين .. تاريخ الصناديد لن يجدي شيئا .. وأنت .. أيها العمر الباقي أيها آلجَلَدُ، ها أنت ترحل الآن وغدًا وفي كل آن، تسحق آثار الوشم في غيابات سلافة الجأش المهروقة .. يا صانع الأحلام في بلاد آلأسقام، هلا جُدْتَ بحلم يحشوه الكولونيل لفافته يشهق روحه لا يزفرها أبدا يُبقي تباريحها حبيسة البوح واللابوح .. يا غدق الجراح العصية، سحي عليه بسرك العصي، إنه يأمل يرتاح من وجده من ومْضه يهفو يفقأ ما تبقى في مقلتيه الكفيفتين من رُؤى عقيمة كان رآها ذات شغف بالأحياء والحياة بعزم سيطمسها لئلا يذوب وهم الحنين في عينيه من جديد مثل دوائر ماء .. دوائر مغلقة .. مجرد نقط سوداء مشرعة .. هووووهااااا Hooha .. يراها .. على بياض ينفجر كالسديم .. قالوا .. أنْتَ لَمْ تَرَ شيئًا بعدُ، صدقوا، لكن، في عمق آلجحيم الذي رُمِيَتْ فيه بآبئه المدماة، انبجسَتْ حُبَيْبَةٌ منْ زُلالٍ آنبعَثَتْ .. رآآآها شَمَّهااااا تذوق أريجها .. وكان مجرد إبصارها متجلية صافية رقراقة منعشة كااااف لتنقذه تخلصه وتجعله يعيش يستمر في كينونة عبير مطلق آلحياة ...

●شفافية :
.. عطر آمرأة .. شريط يدور حول شخصية الكولونيل المتقاعد فرانك سليد الذي فقد بصره أثناء الخدمة، فطفق يعيش حالة اكتئاب حادة بعيدا عن المجتمع .. تبدأ القصة بحاجته إلى مرافق يساعده في أمور حياته، الشيء الذي سيقوم به الشاب الفقير تشارلز سيمز، لكن لم تسِرِ الأمور في البداية بشكل سلس بسبب ميزاج الكولونيل الحاد المتقلب المتهور الغاضب الحانق نتيجة سخطه على ما يحسه من عجز مستمر في حياة الظلمات بسبب إعاقته البصرية؛ لكن الشاب لم يستسلم للوضع، لتبدأ مغامرة الاثنين في عالم جديد مختلف عامر بالدهشة والغرابة وآقتناص تفاصيل الحياة الهاربة ...
يمكن معرفة التفاصيل بمتابعة مجريات أحداث الفيلم بعنوانه الاصلي : Scent of a Woman أو بترجمة فرنسية : Le Temps d un week-end من إﺧﺮاﺝ : مارتن بريست عام 1992، ﺗﺄﻟﻴﻒ : جيوفاني أربينو (الرواية) وجولدمان (سيناريو) وتشخيص الممثل آل باتشينو الذي قام بدور الكولونيل الضرير، و "كريس أودونيل" في دور الفتى الطالب المرافق للكونويل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا