الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هادي شويش في ذكراه الثالثة

جواد الديوان

2023 / 7 / 19
سيرة ذاتية


وأرى المنايا بالذي تختارُه
للموتِ عاطلةً، وذاتَ سِوار
رحيلك مؤلم يا هادي الأخ، والزميل، والصديق، والرفيق. كنت من قادة بارزين للحركة الطلابية في منتصف السبعينات، وكنا وقتها في كلية الطب-البصرة. ونجحت في التوفيق بين دراسة الطب، والنشاط الاجتماعي، والمهني، والسياسي، والنشاط المهني جراحا متميزا.
ومن أمريكا، وصل لكلية الطب، طبيب يحمل البورد الأمريكي. وظن الجميع بانه سيحاول ان ينقل حضارة او تقاليد التعليم في كليات الطب او العمل في المستشفيات في ذلك البلد المتحضر. الا انه اصطف مع حراس القومية العربية في عنفها، ورفضها الشراكة في العمل، ويحرص على اظهار حرصه على قيادتها، وشرح بان العداء للقومية يتركز في حركات اليسار. وفي احدى جولاته التفتيشية على الالتزام بالزي الموحد، وفي مختبر علم الامراض (3 ساعات أخيرة من يوم دوام)، ابدى سروره بصرخة "صدتك" وبرد فعل بارد منك "ماذا أستاذ؟ هذا زي موحد" فأجابك بانفعال "لا لقد غيروا الازرار من الذهبية الى اللون الأسود". ولكنك يا هادي لم تشتر الزي الجديد لضيق ذات اليد. ورد فعلك بسرعة مذهلة وبذكاء متميز، قفزت على منضدة المختبر Lab Bench واستحوذت على انتباه الجميع بهذه الحركة، واشرت لاعتراضه على لون الازرار في سترتك، ويطلب اخراجك من المختبر لمخالفتك. وقلعت كل الازرار وأصبحت سترتك بدون ازرار. وسئلت الأستاذ هل انتهت المخالفة؟ اطرق الأستاذ البورد الأمريكي راسه، وخرج بصمت تلاحقه ضحكات الطلبة وقفشاتهم. كان رد فعلك استهزاء باليات التفكير لديه، وطاعته العمياء لتبليغات من قادة القومية الطلاب. وهكذا تستطيع ان تحول كل ازمة الى فرح وقفشة لتبقى في الذاكرة.
يا هادي قصصت هذه الحادثة في مقابلة على احدى الفضائيات، وعاتبني الأستاذ المقصود. وعلى فنجان قهوة ناقشنا الحادثة بتفاصيلها، وتحدث طويلا عن تلك الأيام. لقد رحل الأستاذ في الأردن يرحمه الله، ولم تبق أساليب قادة القومية مكانا امنا له.
اختار زميل لنا في النشاط الطلابي اسم أبو ايمان تيمنا او تقليدا للشهيد البطل أبو ايمان. لكنه لا يصمد في وجه رعب وتهديد وعنف قادة القومية الطلبة لاحقا. فيتذلل، فأخرجته من غرفتهم مع كلمات قاسية، وصريحة ... ويطمح أبو ايمان ان يصبح في إدارة مكتب منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط EMRO اه يا هادي لقد تجاهلت المنايا حاجة البلد لك.
وتجاهَلتْ أنَّ البلادَ بحاجة
ٍ لكَ حاجةَ الأعمى إلى الإِبصار
هادي العزيز أنك في ضمير الزملاء والأصدقاء والرفاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟