الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكملة الرسالة المفتوحة للصديقة الأستاذة نور حريري

حسين عجيب

2023 / 7 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


دعوة للحوار المفتوح حول الزمن أو مشكلة الزمن ، والحاضر أولا
( وللقارئ _ة ، جديد _ ة أيضا )

لماذا يصعب فهم كتاب ، أو نص ، وقراءتهما بشكل صحيح ومناسب ؟!
( النظرية الجديدة بصورة كمثال )

توجد ثلاثة أنواع من الأسباب :
1 _ ذاتية وتخص القارئ _ة حصرا .
2 _ اسلوبية وتخص الكاتب _ ة حصرا .
3 _ موضوعية ، وتتعلق بالأفكار الجديدة ، بالإضافة إلى الالتباس في فهم ، ومعرفة الأفكار القديمة ، أيضا المعروفة منها والشائعة أو النخبوية .
سوف أبدا بمعالجة الأسئلة أعلاه بشكل عكسي ، ومن الآخر إلى الأول ...
1
الأسباب الموضوعية لفهم النظرية الجديدة مثلا ، أو لأي فكرة جديدة ، والمنفصلة عن القارئ _ة والكاتب _ ة بالفعل محدودة ، وواضحة . تتلخص بمشكلات اللغة والعادة ، أو الاجبار على التكرار بتعبير فرويد الشهير ، أو العود الأبدي الأكثر شهرة لنيتشه .
....
كلنا نتعلق بعاداتنا ، وحياتنا وأشيائنا الفكرية أيضا .
لا أحد مغرم بنقاده ، باستثناء بعض الفلاسفة والحكماء ...
وهم قلة نادرة ، في مختلف العصور والثقافات .
وبالتالي لا خوف من ( المازوشية الثقافية والفكرية ) ، والعكس صحيح دوما ، كل الخوف والحذر من النرجسية والمبالغة تجاه أفكارنا ومعتقداتنا .
....
الطريقة النموذجية ، والأنسب كما اعتقد ، لحل هذه المشكلة تتمثل بالتجربة والتكرار . المثابرة ، مع الاهتمام والصبر ، طريق الفهم والمعرفة .
سأكتفي بمثال تطبيقي ، يوضح فهمي لهذه المشكلة ، ويوجد الكثيرون في العربية وغيرها يفهمون هذه المشكلة ( صعوبة القراءة والفهم والتعلم ) أكثر مني وخاصة الفلاسفة وعلماء النفس .
أدعو القارئ _ة للتفكير بهذه التجربة ، واختبارها بالفعل :
تخيل أكثر مكان ، هناك ، تعرفه بشكل دقيق وموضوعي .
وفي المرحلة الثانية ، اجراء المقارنة بين الصورة الذهنية ( أو الاعتقاد ، والذاكرة ، والتخيل ) وبين المكان الحقيقي ، والموضوعي بالفعل .
في حال تعذر ذلك لسبب ما ، فليكن الاختيار للمكان الثاني أو بالدرجة التالية من الأهمية وبحيث يسهل اجراء المقارنة بين المكان الحقيقي ، وصورته المتخيلة أو في الذاكرة .
أعرف هذا المثال من تجربتي الشخصية :
مثال 1 تقدير الوقت ،
قبل النظر إلى الساعة ، أحاول تقدير الوقت بشكل دقيق .
نسبة الخطأ تتجاوز التسعين بالمئة ، مع أنني أكرر التجربة منذ سنوات .
مثال 2 ، وأوضح ، حالة القلق الهوسي :
بعد أرسال النص للنشر بفترة ، بعد يوم مثلا ، تخطر في بالي فكرة مقلقة أن أكون متزلفا ( زيادة على اللطف الطبيعي ) ، أو العكس ، القلق والخشية من أن أكون متنمرا على أحد الشخصيات الواقعية ، أو الأدبية .
مثال آخر ، شبيه ومن نفس الطبيعة الهوسية ، بعدما أخرج من الغرفة واغلق الباب الخارجي ، أتذكر بأنني ربما لم أضع الموبايل في الشحن ، أو بالعكس لم أفصله عن الكهرباء ...
هذه التجربة أوضح ، واعتقد أنها هامة جدا للتحرر من التعصب اللاواعي بطبيعته . نسبة خطأ توقعي ، او ذاكرتي ، أو اعتقادي ، لا تقل عن الستين بالمئة وبعد تجربتي وخبرتي المتكررة .
الخلاصة ، كم من البؤس ( والغباء ) ، بالإضافة للخسارة المتبادلة مع الصديق _ة حين أكون متعصبا لفكرة ، أو اعتقاد ؟!
....
وأختم الفكرة بتجربة سهلة ، ...
ما عليك سوى اغماض عينيك لدقيقة ، مع تخيل المنظر الفعلي أمامك .
ثم فتح عينيك ،
والمقارنة بين التصورين ، المختلفين بالطبع .
( الشخصية النرجسية يصعب عليها القيام بتجربة هذه الأمثلة ، على بساطتها وسهولتها ...بالنسبة لي هي تجربة ممتعة ، أن اكتشف ضعف ذاكرتي ، وخطأ تقديري وبعض معتقداتي أيضا ) .
2
السبب الأسلوبي ، في صعوبة القراءة وعسرها الصريح .
هنا أتحمل المسؤولية الكاملة ، ولا أعرف كيف أحل المشكلة بشكل نهائي وحاسم . أعرف أن كتابتي غير ممتعة ، للقارئ _ة الجديد خاصة .
أحاول عن طريق الحوار المفتوح ، بالإضافة إلى الكتابة بشكل يومي لمدة ساعة على الأقل .
أعتذر بالفعل ، عن ضعف الأسلوب ، وعن عيوب الكتابة الكثيرة .. واعمل ما بوسعي لكي أخفف منها ، ولا أقول تجنبها ، تلك غاية لا تدرك .
3
السبب الذاتي ، يتعلق بالقارئ _ة حصرا .
سوف اعرض موقفي ، وخبرتي الشخصية ، عبر مثالين :
المثال 1 ، ....
ذكرته سابقا أكثر من مرة ، من كتاب أريك فروم " فن الاصغاء " .
في جلسة مع محلل نفسي جديد ، متدرب مع أريك فروم ، وبحضور بعض تلامذتهما :
يتحدث الطبيب المتدرب عن ( مريضته ) الثلاثينية ، يقول بأنها أخبرت أبوها وأمها ، في جلسة غداء بأنها تقابل ( فلان ) وهو شخصية يعرفها الأب والأم بشكل جيد ، واكثر من ذلك هو موظف في شركة والد المرأة .
وأضاف الطبيب المتدرب ، أن الأب والأم قالا للمرأة نفس الرأي ، لا تنسي أن ( فلانا ) متزوج ولديه أولاد أيضا .
ويكمل الطبيب المتدرب حديثه ، حيث يعتبر أن ما ذكره غير مهم ، وهو حديث يومي في العائلة ، مثل بقية الأحاديث العادية .
يوقفه أريك فروم ويقول : هنا المشكلة الأساسية ؟
هل شخصية الأب غبية ، ويسهل التلاعب معه في شركته مثلا ، من قبل موظف ما ؟
ليس كذلك ، بل هو شخص فطن وذكي ، وهذا معروف عنه يخبره الطبيب المتدرب .
لماذا إذن ، لم يفهم الأب ، أن ابنته في ورطة عاطفية وهي تحتاج لمساعدته بالفعل ، ولولا ذلك لما أخبرته ؟
أجاب الطبيب المتدرب ، بأنه قدم لها النصيحة ، ونبهها لأنه متزوج ومرتبط بعائلته ، ماذا يمكنه أن يفعل غير ذلك ؟
هنا جوهر العلاج النفسي يؤكد أريك فروم : الاهتمام ، شرط الفهم .
لا يمكن فهم أي كلام ، أو فكرة وغيرها ، بدون اهتمام حقيقي .
ثم تابع اسئلته للطبيب المتدرب ، وماذا عن الأم ، هل هي مغفلة ، ويمكن لجارتها ، أن تبدل بعض اغراضها الخفيفة بالأغراض الثمينة للأم مثلا ؟
لا ، ليست كذلك هي أيضا شخصية ذكية ومثقفة ، يجيب الطبيب المتدرب .
ويكمل أريك فروم ، شرحه :
الأم والأب في هذا المثال ، نموذج لعدم الاهتمام ، وهما لا يعرفان أي شيء بشكل فعلي ، وصحيح ، سوى ضمن دائرتهما الخاصة والصغيرة جدا .
ويكمل عدة صفحات في شرح فكرة ( الاهتمام ) ، وأنها تشكل الفاصل الحقيقي ، والعتبة ، بين الشخصية المريضة عقليا ونفسيا وبين الصحة المتكاملة للفرد .
أعتقد أن هذا المثال يفسر بالفعل ، فشل شخصيات ثقافية مرموقة ومشهود لها بالفطنة والذكاء والابداع أيضا ، في فهم النظرية الجديدة .
وأكتفي بذكر ثلاثة أسماء ، من الذين كتبت لهم رسائل مفتوحة : أدونيس ، وناشيد سعيد ، وخلدون النبواني كمثال على مشكلة القارئ كما أعتقد .
بالمقارنة مع ثلاثة فهوا النظرية بسهولة ، ويسر : علي عبدالله سعيد ، وكمال شاهين ، ومنذر مصري ، ...على سبيل المثال .
أعتقد أن الاهتمام سبب وجوهري ، وثابت ، في فهم ( أو عدم فهم ) النظرية الجديدة وغيرها من الكتب والنصوص .
المثال 2 ...
حادثة اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ، كما يرويها كاتب مدرسة المشاغبين علي سالم :
اكتشفت المؤامرة ، التخطيط والتنفيذ لعملية اغتيال السادات ، قبل عدة ساعات . وتم ارسال ضابط كبير في المخابرات المصرية ، برتبة عقيد ، إلى الاحتفال للتبليغ عن ذلك .
وصل الضابط قبل أكثر من ساعة ، على بداية الاحتفال . وحاول مقابلة الرئيس ليخبره بالمؤامرة ( المشكلة ) .
لكن الحرس الرئاسي منعه من ذلك ، ووعدوه بأنهم سينقلون الرسالة ( الشفهية ) للرئيس ، وهذا دورهم ومسؤوليتهم .
لكن ما حدث بعد ذلك ، ويعرفه جميع من عاصروا تلك الفترة ، يشبه فيلم هوليودي ، حيث تم اغتيال السادات بشكل مسرحي ويصعب تصديقه ، اكثر من أي فيلم وثائقي عن تلك الحادثة ومثيلاتها .
لماذا حدث ذلك ، يسأل علي سالم ، ويقدم الجواب الصحيح ( المنطقي ) . بدل نظريات المؤامرة ، التي شاعت في تلك الفترة :
وصل الضابط إلى مسرح الجريمة ، أو الاحتفال ، وهو على يقين من صدق مهمته ( فكرته ) .
لكن ، بعدما قابله الحرس الرئاسي ، بذلك الجبروت والفوقية . اعتقد ، مثلهم ، أن الرئيس السادات أكبر واقوى من مؤامرة صغيرة ، وهو لا يمكن أن يموت بالاغتيال خاصة .
القارئ _ة الجديد ، يشبه حامل الرسالة الشفهية .
....
القسم الأول من الرسالة

رسالة مفتوحة إلى الأستاذة / الصديقة نور حريري

يسعد أوقاتك ...
الشكر أولا للصديقات والأصدقاء المشتركين _ ات ، عبر صفحاتهم تعرفت على كتابتك وطرق تفكيرك الإبداعية ، والمتميزة بجدارة .
لا أعرف إن كنت سمعت بالنظرية الجديدة ، أم لم يحدث ذلك ...
في كلا الحالتين ، أغتنم كل الفرص الممكنة ، للحوار مع صديق _ة جديدة _ة وأقترح التفكير ببعض الأسئلة ( الجديدة ) المهمة والملهمة كما أعتقد :
السؤال الأول ، والأساسي :
من أين جاء اليوم الحالي ، خلال قراءتك لهذه الكلمات ، وإلى أين يذهب ؟!
والسؤال الثاني ، تكملة للأول ، ويتصل مباشرة بأحجيات زينون :
ما نوع المسافة بين لحظة الولادة ، وبين هذه اللحظة ( خلال قراءتك لهذه الكلمات ) ، وهل هي مسافة واحدة وتبدأ من الماضي للمستقبل ، وهي من نوع ( الزمكان ) التي تروج لها الثقافة العالمية منذ أكثر من قرن ؟!
....
الأجوبة المناسبة على السؤالين السابقين ، مع الظواهر الستة ، تقدم البرهان المنطقي والتجريبي معا للنظرية الجديدة ، وبنفس الوقت توضح اختلافها النوعي ، والكمي ، عن الثقافة السائدة بنوعيها الحديثة أو التقليدية .
....
يقولون في الفلسفة عادة ، إن السؤال المناسب يتضمن نصف الجواب الصحيح على الأقل ...
بالعودة للسؤال الأساسي :
من أين جاء اليوم الحالي ، وإلى أين يذهب ؟!
بحسب الموقف الثقافي السائد ، والمشترك بين الفلسفة والعلم ، يأتي الزمن من الماضي ويذهب إلى المستقبل .
هذا الجواب ناقص ، وغير واضح .
( مثلا ، ....ملاحظة هامة جدا ، يقفز فوقها ، أو يتجنبها الفلاسفة والفيزيائيون ، والمثقفون _ات العرب وغيرهم بصورة دائمة :
لا يوجد أي تمييز بين فكرة الحياة وفكرة الزمن ، وهل هي نفسها ؟
وفي الواقع الفعلي ، يتم التعامل مع الحياة والزمن ، بالإضافة للمكان على اعتبارهما واحدا فقط ، مفردا وبسيطا أيضا .
ويعتبر اتجاه الحركة الثابت ، والوحيد ، من الماضي إلى المستقبل .
وبدون أي تحديد للماضي أو للمستقبل ، ولا للحاضر طبعا )
لكن وبحسب النظرية الجديدة ، وهنا محور الاختلاف مع الثقافة السائدة الحديثة أو التقليدية على السواء : الحياة تأتي من الماضي إلى المستقبل بالفعل ، لكن حركة مرور الزمن ( أو الوقت ) هي بالعكس من المستقبل إلى الماضي . وحركة المكان ثالثا ، وتختلف عن الحركتين السابقتين ، من حيث أنها تحدث في الحاضر فقط ، من النقطة 1 إلى النقطة 2 ... إلى النقطة ( س ) ، وغيرها .
....
والسؤال الثاني ، المسافة بين لحظة الولادة وبين اللحظة الحالية ليست بسيطة أو مفردة ، بل هي ثلاثة أنواع من المسافة أو الحركة ... وهنا سأنسخ مقالة سابقة تناقش الفكرة نفسها ، وأعتقد أنها توضح المشكلة :

الفرق ، التشابه أو الاختلاف ، بين أنواع المسافة الثلاثة ؟!
( مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة )

1
للتذكير :
الموقف الثقافي العالمي ، خاصة الفيزياء الحالية ومعها الفلسفة ، يعتبر أن المسافة المكانية هي نفس المسافة الزمنية ، وهي نفس المسافة الحياتية !؟
بكلمات أخرى ،
الموقف السائد في الثقافة العالمية الحالية ، يعتبر أن حركة الزمن هي نفسها حركة الحياة وهي نفسها حركة المكان وبدون فروق .
هذا خطأ بمستوى الفضيحة ، كما أعتقد وأحاول إثبات ذلك عبر الأدلة المنطقية والتجريبية .
المسافات الثلاثة تختلف نوعيا ، وجذريا ، وليس كميا فقط .
....
مثال نموذجي ، وهو دليل حاسم على خطأ الموقف الثقافي العالمي الحالي :
المسافة بين لحظة ولادتك ، وبين اللحظة الحالية ( القارئ_ ة الآن ) ، هل هي من نوع المسافة المكانية بين نقطتين ، ويمكن حسابها بالمتر مثلا ؟
وهل هي نفسها المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت ، للفرد ، والاختلاف كمي وفردي فقط ( بحسب طول العمر الفردي أو قصره ) .
هذا الموقف خطأ ، كما أعتقد .
وهو عامل إعاقة ثابت ، ومزمن أمام معرفة العلاقة بين الزمن والحياة .
ولكنه موقف اينشتاين ، الذي اعتبرته الثقافة العالمية حقيقيا ( موقف العلم والفلسفة الحاليين ) منذ أكثر من قرن عبر فكرة الزمكان .
....
مسافة الزمن ومسافة الحياة هي نفسها بالقيمة المطلقة ، ولكنها تختلف في الإشارة والاتجاه .
مسافة الزمن أو مسافة الحياة ، هي نفسها لكن بحالة مطابقة عكسية .
تشبه الخط المزدوج بين نقطتين ، أو مدينتين ، وبشكل متعاكس دوما .
هذا كل ما نعرفه حاليا ، إلى اليوم 13 / 7 / 2023 .
مثلا ، لا نعرف نوع المسافة ، ولا الحركة ، بين لحظة الولادة وهذا اللحظة سواء بسواء ، بالنسبة للكاتب أو القارئ _ة .
لكن ، يمكننا أن نعرف بثقة ووضوح ، أن الموقف الثقافي العالمي ، الحالي والمستمر بعد اينشتاين خطأ صريح _ ومتناقض _ كما أعتقد .
المسافة بدلالة المكان خطية أو فضائية .
لكن المسافة بدلالة الحياة ، أو الزمن ، لا نعرف عنها سوى أنها جدلية عكسية بين الحياة والزمن . وتربط بينهما _ الحياة والزمن _ معادلة صفرية من الدرجة الأولى ، ونجهل بشكل شبه كامل العلاقة بين المكان والحياة وبين الزمن والمكان .
فكرة الزمكان ، فرضية غير مقبولة ( تافهة كما اعتقد ) ، حيث تستبدل قيمة المتحول المجهول ( الحاضر ) بالصفر أو اللانهاية .
وهو ما فعله نيوتن أولا ، حين اعتبر أن قيمة الحاضر تقارب الصفر ويمكن اهمالها بدون أن يؤثر ذلك على الحسابات العلمية _ والعملية .
وقام اينشتاين بالنقيض ، واعتبر قيمة الحاضر لا نهائية .
ما تزال مشكلة الحاضر ، قيمته ومكوناته وحدوده وحركته ، بدون حل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) .
لكن حدث تقدم مهم كما اعتقد ، صرنا نعرف بدلالة النظرية الجديدة أن الحاضر ثلاثي البعد والطبقات . ( وليس عنصرا مفردا ، وبسيطا ) .
بكلمات أخرى ،
الحاضر ثلاثة أنواع على الأقل :
حاضر الزمن ، وهو نفسه الحاضر .
حاضر الحياة أو الحضور .
حاضر المكان أو المحضر .
وقد ناقشت هذه الفكرة ، الجديدة ، بصيغ مختلفة ومتنوعة ، عبر نصوص منشورة سابقا على الحوار المتمدن _ لمن يهمه الأمر .
2
المشكلة الحقيقية بين مسافة الحياة وبين مسافة الزمن ، تحتاج إلى الاهتمام والتركيز والتفكير النقدي .
المشكلة الزائفة بين مسافة الزمن ومسافة المكان ، وهي تكشف خطأ تفكير اينشتاين ، ومثله تفكير فرويد ( كان الاثنان يعتقدان أن الزمن يتحدد بالشعور الفردي ، ويستخدمان نفس المثال ، على سرعة الزمن في الحالات اللذيذة وبطئه في حالات الألم ) . يعرف اليوم طفل _ة متوسط الذكاء ، بعد العاشرة خطأ ذلك المنطق ، لا الفكرة فقط .
....
المثال النموذجي : فرق العمر بين شخصين ؟
دليل على أن الزمن موضوعي ، ويتحرك بسرعة ثابتة واتجاه ثابت أيضا .
لكن تبقى مشكلة الحاضر ، والزمن معلقة .
( وهنا ينتهي الاقتباس من المقالة السابقة ) .
....
والأهم للفهم ولحل مشكلة الزمن والحاضر ، كما أعتقد " الظواهر الستة " ، ويكفي فهمها لتغيير الموقف الثقافي والعقلي للقارئ _ة ، وهي تفتح باب التفكير الجديد بالفعل :
1 _ الظاهرة الأولى :
يولد الانسان في العمر صفر وبقية العمر كاملة ، ويموت بالعكس تماما : في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
2 _ الظاهرة الثانية :
اليوم الحالي ( هذا اليوم نفسه 17 / 7 / 2023 ) ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء ، ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، ويوجد في المستقبل بالنسبة للموتى . كما يوجد احتمال رابع بالنسبة لمن سوف يولدون خلال اليوم الحالي ، واحتمال خامس بالنسبة لمن سيموتون خلال اليوم الحالي .
3 _ الظاهرة الثالثة :
أصل الفرد ، قبل الولادة بقرن وأكثر تتكشف الصورة بوضوح تام :
في مرحلة قبل الولادة يكون الفرد في الماضي والمستقبل ، بنفس الوقت ؟
حيث يكون جسده ، أو حياته ، عبر مورثاته الشخصية في سلالات الأجداد . وبنفس الوقت ، تكون بقية عمره ( أو زمنه ) في المستقبل .
( يكفي التفكير بهدوء ، وتعمق ، بمن سيولدون بعد قرن وأكثر ، بعد سنة 2123 ، لتتكشف فكرة " اصل الفرد " بشكل دقيق ، وموضوعي ) .
4 _ الظاهرة الرابعة :
ثنائية الفعل والفاعل ، في العربية تتمثل ثنائية الفاعل والفعل بمزدوجة عكسية تنطلق من الحاضر دوما :
1 _ حركة الفاعل ، أو الحياة ، دوما من الحاضر إلى المستقبل .
( خلال قراءتك لهذه الكلمات ، ستبقى – ين في الحاضر ، حتى لحظة الموت ، ومعك بنفس الحركة " الموضوعية " جميع الأحياء ) .
2 _ حركة الفعل ، أو الزمن ، دوما من الحاضر إلى الماضي .
( خلال قراءتك نفسها ، فعل القراءة يتجه بعكس الحركة الذاتية الشخصية : من الحاضر إلى الماضي ) .
5 _ الظاهرة الخامسة :
الحدث خماسي البعد ، وليس رباعيا فقط .
لا توجد حركة للزمن بشكل منفصل عن حركة الحياة ، ولا العكس أيضا .
بعبارة ثانية ، الحدث ثنائي البعد بين الحياة والزمن بطبيعته ، أو خماسي البعد بدلالة المكان والزمن والحياة .
( ناقشت هذه الفكرة المهمة ، والخطرة ، عبر نصوص عديدة ومنشورة سابقا على الحوار المتمدن ) .
6 _ الظاهرة السادسة :
يولد الانسان في الحاضر ، ويبقى طوال عمره ( أو بقية عمره ) في الحاضر ...
والسؤال كيف ، ومن أين ، يدخل الماضي والمستقبل إلى العمر ؟!
أيضا هذا السؤال ناقشته سابقا ، بشكل تفصيلي وموسع ، ويتكشف جوابه الصحيح ، بعد فهم أنواع المسافة ( والحركة أيضا ) الثلاثة : مسافة المكان ، ومسافة الزمن ، ومسافة الحياة .
الحوار المقترح مفتوح مع القارئ _ة الذي يهتم بالموضوع : مشكلة الزمن والحاضر خاصة .
بكل الود والاحترام
اللاذقية 17 / 7 / 2023 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30