الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاتل مُجاهد والمقتول شهيد

عدنان فارس

2006 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


القاتل مجاهد والمقتول شهيد.. اين المشكلة اذن؟.. خصوصاً وان الاثنين في الجنة.. يبدو ان المذنب الوحيد في العراق هو الحياة.
عندما يتخذ الارهابيون وأمراؤهم من تعبير "الجهاد" وسيلة وحجة لتبرير جرائم القتل والتدمير نقول انهم يكذبون على بعضهم ويكذبون على الله وعلى الناس أجمعين وأنهم باسم الجهاد يتسترون على نزعة الجريمة وأمراض الحقد والكراهية الكامنة في داخلهم نتيجة التربية الخاطئة والحقن بالأخلاق الغلط... ولكن على ماذا يتستر اولئك الذين يدّعون "الولاية أو الإمارة" على ضحايا الارهاب عندما ينعتون هؤلاء الضحايا ب "الشهداء"؟.. إن نعت ضحايا الارهاب ب "الشهداء" إنما هو محاولة غبية أو خبيثة لتخفيف المسؤولية عن كاهل المجرم الإرهابي "المجاهد"... علينا تسمية الأشياء والأحداث بمسمياتها كما هي في حقيقتها. الذي يحدث في العراق ومنذ ثلاث سنوات ونصف على وجه التحديد من قتل وتدمير وتخريب وتهجير وفساد إنما تقوم به مجموعات و ميليشيات مسلحة باسم الدين والطائفة تارة وباسم التحرير والاستقلال تارة اخرى وأن قسماً من ميليشيات الإجرام هذه موجودٌ في الحكومة والبرلمان وهم من يُسمّي ضحايا الارهاب الأبرياء "شهداء" وقسماً آخرَ من ميليشيات الجريمة والخارج على الحكومة والبرلمان يُسمّي الارهابيين القتلة "مجاهدين"
ان الشخص، إمرأة كان ام رجلاً، البالغ الرشد الذي يضحي بروحه، عن قصدٍ ودراية وتخطيط، من أجل حق الآخرين في الحياة والحرية يُسمى شهيداً أو مجاهداً.. وهكذا توصيف تقرّه وتعترف به كل الشرائع والمُثل الانسانية.. ولكن هذا التوصيف، الجهادي أوالإستشهادي، لاينطبق على الارهابي القاتل ولا على الضحية البريء.
العراق الآن هو بلدٌ محتل.. نعم إنه بلد محتل ولكن ليس من قبل الأميركيين وبقية قوات التحالف التي أشفت غليل العراقيين من صدام وبعثه وإنما هو بلد مُحتل من قبل مجموعتين إرهابيتين تتبنيان "الجهاد والشهادة" وتحرضان عليهما ضد عراق حر ديمقراطي فيدرالي.. أولهما: المجموعة التي تضم كل المتضررين من سقوط نظام صدام وبعثه. وثانيهما: اولئك الذين يريدون توظيف سقوط نظام صدام وبعثه لصالح أغراض طائفية فئوية لئيمة.. والغريب في الأمر ان هاتين المجموعتين الارهابيتين وميليشيات القتل والقتل المُضاد تحضيان بالدعم والإسناد والتجهيز والتمويل من نفس المصدر ألا وهو "الثنائي الايراني السوري"!!؟؟
اذا كانت "هيئة علماء حارث الضاري" متضررة من عملية إسقاط نظام صدام حسين ومن نجاح "حملة حرية العراق" وتدعوا وتدعم "الجهاد ضد المحتل".. فلماذا "هيئة علماء وأمراء وتيارات ومجالس وآيات الشيعة" تنعت تحرير العراق ب "الاحتلال"؟ وكما جاء على لسان "بهاء الأعرجي" أحد ممثلي "فرق الموت" في حكومة نوري المالكي عندما وصف الجندي الأميركي ب "المحتل الكافر" علينا مقاتلته.. راجعوا يوميات الفضائية الحسينية العراقية 2 نوفمبر / تشرين الثاني / 2006... زعماء شيعة العراق ملأوا الدنيا صراخاً بأن صدام حسين قاتلهم ومضطهدهم وعندما جاء الذي أشفى غليلهم من صدام حسين نعتوا "المحرر" بالمحتل الكافر وحللوا مقاومته!!؟؟
الحياة الآن في العراق " في محنة " بسبب أحزاب وميليشيات الإسلام المسلح... على الإدارة الأميركية و " لجنة جيمس بيكر " أن تدركا هذه الحقيقة...العراق الآن بحاجة ماسة الى حكم " الديكتاتورية غير المُتحزبة " من أجل القضاء على الميليشيات المسلحة وأحزاب الارهاب الديني واسترجاع الأمن وتوفير الخدمات.
على العراقيين عموماً ولكن على "الآيات والمشايخ" منهم على وجه الخصوص:
الشهداء في العراق الحديث هم وجبتان: وجبة الجنود البريطانيين الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل تخليص العراقيين من التبعية العثمانية البغيضة ومساعدة العراقيين في تأسيس هويتهم الوطنية المستقلة عام 1917.. والثانية هي وجبة الجنود الأميركيين وجنود التحالف الذين بأرواحهم أعتقوا رقبة العراقيين من قبضة صدام حسين وعصاباته عام 2003... لقد منح الله العراقيين فرصتين للتحرر والانعتاق فيا أمراء "الجهاد والاستشهاد" بأي فرصتي ربكما تكذبان؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قرر بوتين استبدال وزير الدفاع شويغو الآن؟


.. أية تبعات لتوقيف صحافيين في تونس؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. نتنياهو: عازمون على النصر وتحقيق أهدافه وعودة الرهائن إلى ال


.. أين سيلعب النجم الفرنسي مبابي الموسم المقبل ومن سيخلفه في هج




.. الأضواء القطبية : ظاهرة كونية تُبهر سكان الأرض.. فما سر ألوا