الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناشط اقتصادي

أحمد فاروق عباس

2023 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مال عهد النشطاء السياسيين إلى الغروب ، بعد بوار تجارتهم وكساد سلعتهم ..
وكذلك عصر الناشط الحقوقي والناشط الإعلامى ... إلخ .
وهم فئات من الناس كان يتم إعدادهم قبل التغيرات التي تعمل الدول الكبرى على إحداثها فى الدول التى تستهدفها ..
وكان دور النشطاء السياسيين والنشطاء الحقوقيين فيها إعداد الأرض لفورة الغضب المنتظرة ، ورفع منسوب السخط عند الشعوب ، بالحق حينا وبالباطل فى أغلب الأحيان ، ومع نجاح التغيير المطلوب - أو الثورة بمصطلحاتهم - يتحول النشطاء الى ثوار ، أو قوى الثورة وقادتها ..
ومع زوال عصر الناشط السياسي والناشط الحقوقى بعد انكشاف حقيقة دورهم وحدوده فقد اخلوا مكانهم اليوم للنوع الجديد من النشطاء .. الناشط الاقتصادى .
وهو نوع ثان من الناس له نفس أهداف النوع الأول ، وإن كان مجال عمله وحركته هو الاقتصاد وليس السياسة ..
وبعضهم دارس فعلا للاقتصاد ، وإن كان أغلبهم مجرد هاو أو - فى أغلب الأحيان - قارئ أو متابع من بعيد ، ولكن من وجهة نظره ونظر أتباعه هو رجل يتبرع بوقته وعلمه من أجل افهام الجماهير وتنويرها لئلا يستفرد بها النظام وأنصاره !!
والناشط الاقتصادى - مثله مثل سلفه الناشط السياسي - لا تهمه الحقيقة فى شئ ، ولا أمانة الكلمة ومسئوليتها ، وهو فى كل الأحوال مطمئن ، لأن أغلب متابعيه من الساخطين لأسبابهم ، سواء من بقايا النظم السابقة ، الذين يقولون للزمان إرجع يا زمان ، أو من أنصار النظام الحالى الذين لم يجدوا ما كانوا ينتظرونه أو يتوقعونه نظير تأييدهم ، فانقلبوا إلى الغضب ثم الى النقد المستتر ثم إلى النقد العنيف ثم إلى الشتائم والسباب !!
وبعضهم - للحق - له عذره ، وهم هؤلاء الذي ضاقت بهم أحوال المعيشة ، وليس لديه الوقت أو الطاقة للفهم أو الصبر ..
هؤلاء هم جمهور الناشط الاقتصادى ..
والنشطاء لا يريدون الفهم بل إثارة الغضب ، ولا تهمهم الحقائق بل رفع منسوب السخط لدى الناس ، وكلامهم ليس بحثا أكاديميا يمكن أن يثير التفكير ويثرى المناقشة ، ولا حقائق موضوعية يمكن أخذها بجدية ، بل أغلب كلامهم
أحاديث لا تسندها معلومات ، او تلاعب بأنصاف أو أرباع الحقيقة وأخذها إلى الوجهة التى يريدونها ، أو توقعات تلعب على مخاوف الناس وقلقهم الطبيعى من المستقبل ..
ليس لدى أى مشكلة فيمن يتحدث فى الاقتصاد ، على العكس ، نحن بحاجة إلى عشرات - أو مئات لو أمكن - ممن يتحدثون بعلم وبخبرة في الاقتصاد ، وممن لديهم ما يقولونه بعلم وأمانة في هذا الفرع الصعب من أنشطة الحياة ..
ولكن ما العمل وأغلب من لدينا منهم هم أهل الهبد ( بمصطلحات هذه الأيام ) ..
أو ممن يعد البحث عن الحقيقة آخر همه ، او من تعد المبالغات مبلغ علمه ..
أو ممن تعد السياسة هدفه الحقيقى .. والنهائي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه