الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي وتهديداته وتحذيراته المتكررة

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تحضرني قصة طريفة من التاريخ تقول : أن الإمام الشافعي مصاب في رجله اليمنى بمرض تفرض عليه اعتكاف رجله ويجعلها دائماً ممدودة حتى يكسب راحته ويتجنب الألم، وفي أحد أيام شهر رمضان المبارك زاره شخص من إحدى الدول العربية مهيوب الشكل والملابس فرحب به الشافعي وعكف رجله اليمنى احتراماً لذلك الإنسان وبدأ الحديث عن الدين وعن شهر رمضان فسأل الضيف الشافعي عن شهر رمضان وامساكيته والفترة بين الفطور والإمساك عن الطعام فقال له الشافعي : نتمسك بالفطور والإمساك عن تناول الطعام عند بزوغ الخيط الأبيض مع الفجر ونفطر عند غروبها في المساء ... فقال له الضيف : إذا لم يظهر الفجر ولم يبدأ الغروب ماذا تفعلون ؟ فضحك الشافعي وقال مع نفسه فليمد الشافعي رجله.
والحكومة العراقية برئاسة السوداني التي ولدت من رحم الإطار التنسيقي توجد خطوط عريضة تفصلها بين النجاح والفشل من خلال إنجازاتها إيجابياً وسلبياً التي تستجيب مع مصالح الشعب وبالعكس وحكومة السوداني التي تحكم وتسير بتوجيه وإرشاد من مهندسها المالكي وتتجاوب مع إرادة ومصالح الإطار التنسيقي وسياسته التي تقوم وفق النهج المحاصصي والمحسوبية والمنسوبية ولحد الآن لم يمسك الشعب منها سوى الوعود وإنني وسوف ومن يريد ويرغب أن يطلع ويتعرف على حكومة السوداني يظهر نجاحها وفشلها من خلال ما تذيعه وتنشره الفضائيات العراقية من الصور والشكوى التي يعانيها الشعب العراقي من مآسي وآلام وليس ما تقول به بعض الأقلام في تحسين صورة حكومة السوداني لأن التركة الثقيلة والواسعة لفترة الحكومات السابقة التابعة للأحزاب والكتل السياسية لا تستطيع حكومة السوداني إصلاحها بسبب تكوين وبناء حكومة السوداني وفق القاعدة التي سببت الفشل للحكومات السابقة وهو اعتمادها على المحاصصة الطائفية والحزبية والمحسوبية والمنسوبية إضافة إلى الكابينة الوزارية المتكونة من اثنا عشر وزيراً من الإطار التنسيقي وستة وزراء من السنّة ووزيرين من الأكراد ووزير واحد من المسيحيين وجميعهم من العناصر التي تحالفت وتعاونت مع الإطار التنسيقي في مراحل سابقة كما أن هؤلاء الوزراء تم التحاقهم بحكومة السوداني وفق نهج المحاصصة مما يعني أن وزارة السوداني لم تقوم وتبنى وتتكون وفق قاعدة الكفاءة والاختصاص والمقدرة وقاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب ومن خلال هذه الصورة القاتمة تعني أن الوزارة تحمل في طياتها بذور فشلها وموتها وإذا كان المالكي يحذر ويهدد القوى الأخرى بإفشال وسقوط حكومة السوداني المفروض به أول من يحاسب نفسه ومن ثم عدم التدخل والمليء والخطوط الحمراء أمام حكومة السوداني والطلب من حلفائه في الإطار التنسيقي عدم التدخل في شؤون الحكومة ومنع هيئة النزاهة من القيام بواجبها وعدم وضع العراقيل والمطبات أمامها في ملاحقة المشبوهين من حيتان الفساد الإداري من الموظفين أن قوى المعارضة العراقية من واجبها الرصد والمراقبة والنقد الهادف والبناء لأعمال وإنجازات الحكومة التي تتعثر بأعمالها لقيامها وفق قاعدة المحاصصة وكابينتها الوزارية المشبوهة ومن ثم الوعود التي أطلقها السوداني وغيرها والمطلوب من المالكي وغيره متابعة ما تنشره وسائل الاعلام المقروءة والمرئية كي يشاهدوا معاناة ومآسي الشعب العراقي الآن وما سببته له الحكومات السابقة من أعمال وفساد إداري من خلال جهاز وظيفي الأضخم في العالم بالنسبة لعدد نفوس العراق الذي يمثل 82% من عدد الموظفين محسوبين على المالكي والإطار التنسيقي وقد تفشى بينهم البطالة المقنعة والفضائيون والفساد الإداري والأمية والجهل والشهادات المزورة إذن ما هو المتوقع إنجازه للشعب العراقي من هكذا وزارة وجهاز وظيفي غير الفشل كما شاهدنا ولمسنا أعمال وإنجاز الحكومات السابقة سوى الفشل .. كما أن المعارضة تحمل العقل المفكر والقلم ولا تحمل السلاح كما أن المالكي يطلب من المعارضة وكل من ينتقد الحكومة برئاسة السوداني أن يفسحوا المجال لها بينما يجعلنا المالكي نسأله هل فسح المجال لحكومة التيار الصدري في الحكم عندما فازت بالأكثرية النيابية ولم يقم الدنيا ويقعدها ويؤلف الثلث المعطل لإسقاطها وبدلاً من اجراء انتخابات مبكرة استغل المالكي سحب التيار الصدري نوابه من البرلمان وقام بعملية التفاف مخجلة ومشبوهة عندما عوض النواب المنسحبون بالفاشلين من نواب الإطار التنسيقي وتشكيل حكومة للسوداني والاستحواذ على اللجان النيابية والوكلاء والخبراء والمستشارون من أجل الاستحواذ وللسيطرة على الدولة العراقية وآخرها ما قام به رئيس الجمهورية المحسوب والمعين والمؤيد من الإطار التنسيقي بسحب المرسوم الجمهوري عن رئيس الكردنالية الكاثوليكية سيكو والثانية تهديم جامع السراجي في البصرة والدوافع الطائفية ورائها.

يقول الشاعر أبو الأسود الدؤلي :
يا أيها الرجل المعلم غيره ---- هلّا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ---- كيما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ---- فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك تعذر إن وعظت ويقتدى ---- بالقول منك، ويقبل التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي بمثله ---- عار عليك إذا فعلت عظيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث