الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا الاوردوغانية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية الصاعدة ( 3 )

آدم الحسن

2023 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مشكلة تركيا الأوردوغانية هي انها ارادت السير في كل المسارات في آن واحد , و هذا أفقدها القدرة على السير في أي من المسارات , هذه المسارات هي :
اولا : المسار الإسلامي .
تبنت تركيا في عهد الرئيس اوردوغان ما يسمى الإسلام السياسي المعتدل حيث وجدت في حركة الإخوان المسلمين ضالتها فاندفعت بقوة تجاه هذه الحركة و اندفعت الحركة تجاه تركيا .
لقد عزلت تركيا الأوردوغانية نفسها بسب الورطة الكبيرة التي ادخلت نفسها فيها بدعمها لحركة الإخوان المسلمين في مصر ادى ذلك الى اشتداد العداء بينها و بين الحكومات في مصر و السعودية و الأمارات و دول اخرى بعد أن شعرت هذه الدول بخطورة الإسلام السياسي على استقرار بلدانهم .
لم تتوقف تركيا عند حد التدخل في الشأن الداخلي المصري بل امتد تدخلها ليشمل سوريا و ليبيا حيث وقفت الى جانب الحركات الإسلامية المسلحة في هذين البلدين , و حاولت زج نفسها في الشأن الداخلي التونسي فلم تجد لها منفذ .
ثانيا : المسار القومي التركي .
في سنة 2009 تأسست منظمة الدول التركية التي كانت تسمى مجلس التعاون للدول الناطقة باللغة التركية , عملت تركيا الاوردوغانية على تقوية و زيادة نشاط هذه المنظمة التي تشبه الى حد ما جامعة الدول العربية , و قد ورد في كلمات الرئيس اوردوغان دعوات لتطوير هذه المنظمة في المجال الاقتصادي إلا أن ثلاثة من الدول المشتركة في منظمة الدول التركية هم اعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون هي اوزبكستان و كازاخستان و قيرغيزستان لا تحتاج الى الاشتراك في منظمة اقتصادية اخرى لذا ظلت منظمة الدول التركية منظمة هامشية .
لقد تعارض نشاط تركيا الإسلامي مع نشاطها القومي إذ إن معظم الدول الناطقة باللغة التركية قد رفضت تنشيط الإسلام السياسي في بلدانهم .
ثالثا : المسار الأوربي .
عملت تركيا الأوردوغانية على احياء مشروع انضمامها للاتحاد الأوربي عدة مرات و لم تنجح , و محاولتها الحالية بربط انضمام السويد لحلف الناتو بانضمامها الى الاتحاد الأوربي ستواجه معوقات عديدة تحول دون قبولها في هذا الاتحاد , و قد تكون نتيجة هذا الربط بين قضيتين مختلفتين في المعايير و الأسباب هو قبول انضمام السويد الى حلف الناتو مقابلة مرونة بسيطة في مباحثات انضمام تركيا للاتحاد الأوربي .
رابعا : المسار الناتوي .
حافظت تركيا الأوردوغانية على توثيق علاقتها بحلف الناتو لكن في نفس الوقت تعمل على ممارسة دور الدولة المحايدة في الكثير من صراعات و حروب حلف الناتو , على سبيل المثال لا الحصر اتخذت تركيا موقف الحياد في الحرب الدائرة رحاها حاليا بين روسيا و حلف الناتو على الأرض الأوكرانية .
خامسا : المسار الأسيوي .
حين توجهت تركيا الأوردوغانية صوب الشرق الأسيوي صرح اوردوغان " إن منظمة شنغهاي للتعاون هي نافذة تركيا لأسيا " .
لقد ضن الكثير من المتابعين للشأن التركي أن الرئيس اوردوغان اختار لتركيا مسارها الصحيح باعتبارها دولة اسيوية تبحث لها عن مكان في الكتل الاقتصادية الصاعدة , لكن تركيا وجدت امام انتمائها لمنظمة شنغهاي شروط اعتبرها اوردوغان تعجزيه , من اهم هذه الشروط خروج تركيا من حلف الناتو فمنظمة شنغهاي ليست منظمة للتعاون الاقتصادي فحسب و انما لها مهام في حفظ الأمن و الاستقرار الإقليمي و محاربة الإرهاب و الجريمة المنظمة و تجارة المخدرات و لهذا الغرض يقوم اعضاء المنظمة بتبادل المعلومات الاستخباراتية بينهم و اجراء مناورات مشتركة و هذا يتعارض مع وجود دولة عضو في حلف الناتو في هذه المنظمة .
لقد وافق الرئيس اوردوغان على سحب تركيا لطلبها للانضمام للاتحاد الاوربي لكنه رفض خروج تركيا من حلف الناتو فتوقف مسارها الاسيوي عند هذا الحد , فعادت تركيا الأوردوغانية الى محاولة تنشيط مسارها الأوربي .
لتركيا مشاكل عديدة مع الادارات الأمريكية المتعاقبة , و لهذه المشاكل انعكاسات سلبية على علاقة تركيا بالدول الأوربية و بعلاقتها بحلف الناتو و من هذه المشاكل قضية شراء تركيا لصواريخ اس 400 الروسية بالإضافة الى قضية اكراد سوريا و الدعم العسكري الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) التي تعتبرها تركيا منظمة ارهابية و امتداد لحزب العمال الكوردستاني التركي الذي يمارس نشاط عسكري ضد القوات المسلحة التركية منذ عدة عقود .
في الجانب الأخر ظلت علاقة تركيا الأوردوغانية مع روسيا متذبذبة و غير مستقرة رغم أن روسيا قدمت الكثير لتركيا من اجل ابعادها عن المعسكر الغربي و اهم ما قدمته روسيا لتركيا :
اولا : مشروع انشاء محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية بكلفة حوالي 20 مليار دولار و هذه المحطة ستكون من المحطات النووية الكبيرة حيث ستبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 35 مليار كيلو واط ساعة في السنة .
ثانيا : تزويد تركيا بالغاز الروسي بأسعار مخفضة مما يساهم في تخفيف الأعباء المالية على الاقتصاد التركي .
ثالثا : انشاء مركز في تركيا لتوزيع الغاز الى الدول الأوربية , سيمنح هذا المركز تركيا امتيازا مهما يجلب لها منافع اقتصادية كبيرة و يزيد من الأهمية الجيوسياسية لتركيا .
رابعا : تنشيط قطاع السياحة في تركيا حيث تُشَكلْ السياحة مصدرا مهما لحصول تركيا على العملة الصعبة بالإضافة الى أن السياحة اداة مهمة لتحريك الاقتصاد التركي فالسواح الروس يشكلون نسبة مهمة من حجم السياحة في تركيا .
لا يمكن الحكم على منهج أوردوغان و وصفه بالمنهج الجيد و كذلك لا يمكن وصفه بالمنهج السيء لأنه اصلا لا يمتلك منهج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-