الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي القيمة المضافة ( للاعتراف ) الإسرائيلي بمغربية الصحراء ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


( الاعتراف ) الإسرائيلي بمغربية الصحراء ، تسبب في خلط كبير بين من اعتبر إسرائيل قد اعترفت بمغربية الصحراء ، وبين من اعتبر ( الاعتراف ) للوزير الأول ، يثير الشكوك ، لأنه لا يختلف في شيء عن اعتراف Pedro Sanchez بمغربية الصحراء . فكلا ( الاعترافين ) ، كان بواسطة رسالة للوزير الأول ، موجهة الى الملك شخصيا ، ولم يكن الاعتراف ناتجا عن مجلس وزاري ، أُضيفت قضية الصحراء لجدول المجلس الوزاري ، الذي ترقى قراراته الى مستوى القرارات المنصوص عليها في الدستور ، مما يجعل القرار المتخذ قرار دولة ، هي الدولة الاسبانية ، او الدولة الإسرائيلية . فكما تبخر قرار Sanchez حين تم التخلي عنه ، من خلال مجموعة من التصرفات ، ومن التصريحات ، خاصة عندما بدأ Sanchez يدعو الى حل الأمم المتحدة ، والى المشروعية الدولية ، ويرفع راية الاتحاد الأوربي بخصوص موقفه من نزاع الصحراء ، وهي مواقف ضد مغربية الصحراء ، وهو الموقف الذي تم النفخ فيه فرنسيا ، يأتي ( الاعتراف ) الإسرائيلي كذلك من خلال رسالة للوزير الأول Benjamin Netanyahou . وكالحالة الاسبانية ، لم يكن قرار Netanyahou صادرا عن مجلس حكومي ، يعلن من خلاله عن تأييد الحكم الذاتي الذي يعني الاعتراف بمغربية الصحراء .
فالحكومة الاسرائيلية كالحكومة الإسبانية ، آخر من علم برسالة الوزير الأول الإسرائيلي ، من خلال رد فعل النظام المخزني الذي صفق كثيرا لرسالة Netanyahou ، كرسالة Pedro Sanchez الذي ايد حل الحكم الذاتي ، الذي اخلط الأوراق بالنسبة للحكومة الاسبانية التي كانت تجهل رسالة Sanchez ، وتبرّئها منها حين دعت الى المشروعية الدولية .. واخلط من بعض المواقف بالاتحاد الأوربي التي تعتبر اسبانية احد اعضاءه النشيطين .
فرسالة Benjamin Netanyahou كرسالة Sanchez ، كانت رسالة شخصية ، ولم تكن رسالة مجلس وزاري الذي وحده يعطي لمثل هذه القضايا الاستراتيجية ، قيمتها الدستورية ، ليصبح القرار قرار دولة ، وليس رسالة شخصية تفتقر الى الصيغة القانونية التي وحدها تعطيها أهمية دستورية . والسؤال كما ل Pedro Sanchez . ماذا منع رئيس الحكومة الإسرائيلية السيد Benjamin Netanyahou ، من معالجة قضية الاعتراف بمغربية الصحراء ، التي تعتبر بالنسبة للنظام المخزني قضية من القضايا الاستراتيجية ، والجيوبوليتيكية ، قضية حياة او موت ، في مجلس وزاري ، كما تقتضي القرارات المُعْتدُّ بقانونيتها في الدول الديمقراطية ؟
ان ما تعرضت له قضية الصحراء ، من الاعيب ، ومناورات ، ومواقف ملغومة ، لم يسبق في تاريخ العلاقات الدولية بين الدول ، ان تعرضت له قضية ما . فمن اعتراف Trump وليس المؤسسات الدستورية الامريكية بمغربية الصحراء Un pseudo reconnaissance ، وتم الغاء ( الاعتراف ) من قبل إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي John Biden ، ودعوته الصريحة الى اطراف النزاع ، بضرورة تعيين ممثل شخصي للأمين العام بملف الصحراء ، وتركيزه على الحل الاممي المنصوص عليه في جميع قرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 ، وقرارات الأمم المتحدة منذ سنة 1960 التي صدر فيها القرار 1514 ، الى رئيس الحكومة الاسبانية السيد Pedro Sanchez ، الذي كانت مراجعته بواسطة رسالة ، أجاب عنها الملك محمد السادس ، شاكرا Sanchez على موقفه الشخصي داخل حكومة تتشكل من أحزاب ، باستثناء الحزب الاشتراكي الموحد ، فلا احد منها مع موقف مغربية الصحراء ، الى الرسالة المماثلة لرسالة Sanchez ، رسالة Benjamin Netanyahou التي تفتقر الى السند القانوني الدستوري ، الذي يعني الزام الدولة عن طريق مجلس الوزراء ، وليس رسالة شخصية لرئيس الحكومة ، لأنها لن ترقى ابدا الى مرتبة الحكومة ، ليصبح القرار قرار دولة ، وليس بقرار شخص .
فغداً اذا حصل ما من شأنه ، واراد النظام التوضيح وتفادي الغموض ، فالدولة الإسرائيلية ليس لها ما تخاف عنه ، خاصة وان المسؤول عن الوضع المضطرب ، ليس الدولة ، وليس الحكومة ، لكن المسؤول عنه يبقى رئيس الحكومة Benjamine Netanyahou ، الذي يكون بموقفه الميكيافيلي ، قد استفادت الدولة العبرية من علاقتها مع النظام المغربي التي خرجت الى العلن ، وليس النظام المخزني الذي سيجد نفسه ، من جهة قد أضاع وقتا في قصور مبنية فوق الرمال ، ومن جهة سيكون قد قدم خدمة ليس ل Netannyahou ، وليس لحزبه ، بل قدمها الى دولة إسرائيل الكبرى في صراعها الذي يبقى صراعا منذ ان نجحت الدولة الإسرائيلية ، في تحقيق قفزتها النوعية ، لمّا اسالت لعاب قيادات منظمات ( التحرير ) الفلسطينية ، عندما وقعوا على نهايتهم في مؤتمر مدريد 1982 ، وفي مؤتمر Oslo في سنة 1993 ، فأصبحت كل منظمة التحرير ، وبعد التخلص من عرفات الذي اغتيل بالسم ، من قبل فريق مشترك ، جورج بوش الابن ، أرييل شارون ، وبعلم حسني مبارك ، ومشاركة محمود عباس الذي كان نائب رئيس حكومة السلطة ، ومحمد دحلان كان وزيرا للداخلية .. واصبحت إسرائيل التي بها اقوى بوليس في العالم ، تتصيد قادة المنظمات الفلسطينية الراديكالية التي تمارس العنف ، بعواصم البلاد العربية ، كالإمارات ( المبحوح ) ، وكالأردن ( مشعل ) .. بل واصبح الموساد الإسرائيلي يتصيد زعماء المنظمات الفلسطينية ، وبتوجيه من حسين الشيخ ، ومن معه ، في البلاد الاوربية ـ وبكل سهولة . فحين تصبح قيادات منظمة التحرير تشتغل لصالح الموساد ، والشباك ، والجيش الإسرائيلي . وحين يتحلل النظام السياسي العربي من نزاع باسم النزاع الإسرائيلي العربي ، وليختصر في العنوان الجديد ، النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، وتكون إسرائيل بمخططاتها التي تساهم في بلورتها الأجهزة البوليسية الغربية ... يكون ثمة شيئا عرف باسم فلسطين ، قد انتهى ، ويكون حل الدولتين ، ولو واحدة منزوعة السلاح ، وحق العودة ، قد تبخر ، والذي تبخر شعارات فلسطين التي استشهد في سبيلها آلاف الناس ، من دون تحقيق لا حل الدولة الذي انتهى ، ولا حق العودة الذي فقد بريقه ، عندما تم اقبار المشاريع الكبرى كقضايا ، مجسدة في دولار الضرائب التي تغدقها إسرائيل ، في خزانة منظمة التحرير . فحسين الشيخ ، ومحمود عباس ، وياسر عبد ره ... والقائمة تطول ، كم يزبدون ، ويهيجون ويحتجون ، عندما توقف إسرائيل عن ضخ ملايين الدولارات في صندوق القيادة ، وليس الفلسطينيين الذين يعيشون في Les ghettos ، ومشردين خارج الدولة الإسرائيلية التي ربحت الحرب بفضل ذكائها ، وبفضل تبصر ساستها الذين وجهوا ضربتهم القاضية في مؤتمر مدريد Madrid ، ومؤتمر Oslo ، ومن قبل في " وايْ ريفرْ " Way river ، بحضور الرئيس الأمريكي Clinton .
-- وامام هذه الحقيقة التي لا ينكرها غير جاهل ، او اعمى ، او عميل ...
-- وامام تسابق الأنظمة السياسية العربية على خطب ود إسرائيل ، وتبادل السفراء معها ، بل وحلم الشباب العربي للرحيل الى دولة إسرائيل ، باستثناء الأقلية القومية ..
فان اخراج النظام المخزني لعلاقاته مع الدولة الإسرائيلية ، جاء بسبب الموقف الإسرائيلي من الصحراء ، الذي سيتسبب في اسقاط النظام المغربي ، اذا أضاع الصحراء .
فموقف إسرائيل من قضية الصحراء ، كان هو الحياد ، وبخلاف الدول العربية التي انكرت مغربية الصحراء ، واستعملتها كسلاح فعال في مواجهة النظام المغربي . فموريتانية تعترف بالجمهورية الصحراوية ، وكذا الجزائر التي تقف وراءها ، دون إغفال تونس ، سورية ، منظمة ( التحرير ) الفلسطينية .... التي أدخلت ممثل البوليساريو لحضور المؤتمر التشريعي الفلسطيني الثامن في الجزائر ، وياسر عرفات يرفع بأيديه يد رئيس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز ..
لكن هل من قيمة مضافة ستترتب على اعتراف رئيس الحكومة الإسرائيلية بمغربية الصحراء ؟
فكما ان Pedro Sanchez لم يرتب نتائج إيجابية ، عند ابراق رسالته الى ملك المغرب ، لان دور اسبانية في الاتحاد الأوربي ، لن يكون مؤثرا في مواقف الاتحاد المعادية لمغربية الصحراء ، فاعتراف رئيس الحكومة الإسرائيلية لن ينتج قيمة مضافة لمغربية الصحراء ، لا في الاتحاد الأوربي لان إسرائيل ليست عضوا به ، ولا في الأمم المتحدة ، حيث ان إسرائيل لا تتمتع بالفيتو الذي يستعمله الخمس دول الكبار .. لكنه سيبقى موقفا لرئيس الحكومة يطلقون عليها " العدو " ، واقعة في منطقة ( عربية ) ، لم ولن يصل موقفهم من قضية الصحراء موقف Benjamine Netanyahou ..
فعندما اعترفت ( منظمة التحرير ) بإسرائيل كدولة ، وأصبحت عبارة عن موظفين عند الموساد والشاباك ، ومتعاونين مع الجيش الإسرائيلي ، هنا يكون الجميع قد تخلى عن شعارات رددتها أجيال واجيال ، واستشهد الآلاف من اجلها .. واصبح اكبر مخبر للدولة العبرية ، بالمقاتلين الفلسطينيين ، قيادة منظمة التحرير التي تنسق مع البوليس الإسرائيلي ، لضبط العناصر الفلسطينية التي بعد انْ اعيتهم أكاذيب عباس ومن معه ،بدأوا يتصرفون لوحدهم ، ومن دون الرجوع الى منظمات ليسوا أعضاء فيها .لانهم سحبوا ثقتهم منها ، عندما تبين دور منظمة التحرير في احراق المناضلين .. والغريب ان قيادة المنظمة بزعامة حسين الشيخ ، ودحلان قبل ابتعاده عن القيادة ، أصبحت تدعو الفارين بتقديم نفسهم الى الجيش او الى البوليس .. أي تسليم الشخص لنفسه بنفسه ..
ومرة أخرى . ماذا منع رئيس الوزراء الإسرائيلي ، من الإعلان الصريح الواضح بمغربية الصحراء ، داخل مجلس وزاري ، ليكون للاعتراف قيمته القانونية والدستورية . وطبعا يختلف القرار الحكومي ، مع الموقف الشخصي ل Netannyahou ، لان قراره هذا يبقى شخصيا ، ولن يرقى الى مستوى ودرجة القرارات التي تتخذها الحكومة ، والتي وحدها تحوز على الشرعية الدستورية ؟
الملك محمد السادس برسالة Netannyahou الشخصية ، يكون قد فات وتعدى درجة الفرح العادي ، ليصبح فرحا اكثر من العادي . وبسبب هذه النزوة النفسية ، لم يتأخر الملك في توجيه دعوة ل Benjamine ، بزيارة رسمية الى بلده الثاني ، دولة امير المؤمنين ، وحده حامي حمى الملة والدين ، والساهر وحده على صحة وسلامة المواطنين . طبعا هذا يقوله الدستور الذي لا علاقة له بما يجري لرعايا امير المؤمنين ، في دولة امير المؤمنين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة