الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح 13

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 7 / 21
الادب والفن


مر اليوم واليومان وأنا أحاول لملمة شتاتي لأتخذ موقفا عقلانيا من الأمور، فقد بدا لي أن أقدامي تذهب مسافات أبعد مما أحدد لها، إذا هناك خلل في أمر ما ولا بد من حل حتى لو كان مؤلما...
حاولت الهروب من مواجهة نفسي وأنشغلت في الكتابة ...
كتبت عشرات القطع الأدبية.... الخواطر ... شيء من الشعر المنثور... حاولت أيضا الهروب للموسيقى والأغاني فكل كلمة أسمعها تدفعني بقوة نحو الشعور به... إذا لا مهرب من هذا القدر الذي نزل في ساعة سعد أو ربما ساعة أبتلاء...
الحقيقة لا أدري ما أفعل...
يا سيد الاحلام
دعنا نسير رويدا
نحلم معاً كأننا في عالم بعيد
نكتب معاً
نجعل أحاسيسنا الصادقة
نبوءة
تصل الى قلبينا
فتهزم الخوف
أو نحارب الفناء
فنحن وحدنا الآن أبطال الوجود
والإصرار على العودة للجذور
للذات التي تشق طريق الخلود
يا نخلتي الباسقة
وطلعها النضيد
يا رزقي الموعود
والنعمة الإلهية من رب جميل محبوب
أنت يا شجرتي المباركة في الكتاب القديم
والوفرة والخيرات
يا ضوء إلاهيا يتسلل الى قلبي
عندما أفقد النور

أنت وحدك من تشبه اوجاعي
فكيف لا نعشق الحياة معاً
أو نشيخ سريعا معاً ؟...
نعم هذا كان قراري الجديد أما أن نعشق الحياة ونمزق الحجب وليكن ما يكون .....
أو نشيخ معا وسريعا كمثل غيمة تمطر مسرعة لتنفض ما تحمل من خير..... وأمامها طريق طويل حتى تصل البحر لتمتلئ من جديد... أنا الآن تلك الغيمة الرمادية التي ستلد نهرا من حنان دافق لتتحول إلى زهرة سماوية بيضاء...
فقد ذبحت عجل الخوف الذي كنت أعبده وأخافه وأسترهبه... ليس مع عتيق خوف وهو حصني الذي عرفت معه أو لحظات الأمان.
في اليوم الثاني كان الموعد غيلا اللقاءات السابقة غير الوجه الذي كنت ارتديه... وجه الحياء والخوف والرهبة... الأن انا اعرف طريقي واعرف أين أسير ولما أنا هنا...
لقد كان عتيقي أكثر مني رغبة في اللقاء .. رأيت كل ذلك في عينيه الصغيرتين التي رأى فيهما كل شيء وعرف كل شيء فأعطاني في لحظتها كل شيء... أحسست أن بساطا من الورد والريحان قد فرش أمامي لأسير نحوه كملكة متوجه بأعلى مراتب التعظيم والحب الصادق...
أول قبلة ترسم على يدي اليمنى نزعت كل ألآمي وهاجت معها كل أحلامي... يا له من نبل ظريف فنحن مجتمع لا نلقي لمثل هذه الحركات أهمية.... لقد غزا قلبي مرة أخرى... لكن هذه المرة غزو جميل لطيف مرحب به من كل ما في قلبي من مواقع الإحساس...
انا ورجائي
بين رجائي والرجاء
سبع سموات وسبع بحور
من يعبر التأريخ نحو عصر المعجزة
ويكسر لي صنم أسمه
شيء محال
عندها الأرض ستخذل عادتها السقيمة
تتوقف .... لا تدور
سيصبح الرجاء
كنخلة مريم
فقط علينا أن نهز الجذع المتخم بالشوق
يتساقط الحلم كالرطب
المسحور
دور يا زمني
وخذ قلبي إلى عتيق
في عالم يستضاء بلا نار
ولا نور
إلى رجائي اليتيم
المنتظر عودة القلب المأسور .....
دور .... ودور .....
وستبقى تدور.
وهكذا غرقت في بحر أحلامي أبحث عن روحي الذي فقدتها منذ اعوام وأعوام... إنها هي التي تجدني...
وجدت روحي تبحث عني قبلي...
وتم اللقاء... تحت نخلة مريم في شاطئ النهر الصغير أضع صغيري الذي وهبني إياه القدر في لحظة تقدير...
ما أجمل المولود الموعود بالخلود في حضني .. يرقص طربا ... يغني فرحا ... يطير بلا أجنحه ... إنه يشبهني ويشبه عتيق مثل عسل مملح يختلط بحليب الأسود....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير




.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام


.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي




.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية