الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القنابل العنقودية.... مخالب الامبريالية المحرمة دوليا

محمد حسن السلامي

2023 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تتشابه سياسة دول الناتو ، المفترسات من الحيوانات حينما تحاصر في زوايا الخطر، تمزق مكياج وجهها المبتسم بملامح تمدين الشعوب المستعمرة عبر قرون مضت وهي التي ضلت تسلب شعوب الجنوب مصادر ثرواتها باسماء الانتداب او الوصاية اوالتمدين خلال عمل عصبة الأمم -بعد الحرب العالمية الاولى - فلا تظهر صرخاتها عن حقوق البشر في اللوائح والمدونات التي فرضتها نهضة الشعوب بعد انتصار الاتحاد السوفيتي السابق على النازية . تعمل دول الشمال الغربي على فرض قواعد النظام العالمي الجديد باجهزتها الاقتصادية وبنوك المال الدولية اضافة الى الضغوط السياسية والدبلوماسية ... وغيرها والان القنابل العنقودية .
المدنيون والمنشآت المدنية
إن الحروب وما ابتدع الانسان من الاسلحة لها لا يمكن نعتها الا بأنها تدمير للبيئة فضلا عما بناه الانسان لجيله والاجيال القادمة بل هي تدمير للطاقات الانسانية المبدعة ، فإذا كانت الحروب سابقا لا تستثني الاهداف المدنية بكل مسمياتها ، المدنيون الافراد ، منشآت الماء ، الكهرباء ،المستشفيات ، المدارس .. الجنود الاسرى ، الجرحى ... الخ ؛ لكنه قد بدا الاهتمام بتجنيب المدنيين او المنشآت المدنية من ان تكون اهدافا عسكرية ( لاخضاع العدو ) منذ أواخر القرن التاسع عشر مثلا اعلان سان بطرس بورك سنة 1868حيث اقر الاعلان (( الغرض الشرعي الوحيد الذي تستهدفه الدول اثناء الحرب هو اضعاف قوات العدو العسكرية )) وتوالت الاتفاقيات التي تحدد بشكل اوضح ((القانون الدولي الانساني )) ، ومثال ذلك اتفاقيات جنيف الاربع والبرتوكولات الاضافية لها مثل الاتفاقية الخاصة بتحسين حال الجرحى والمرضى من القوات المسلحة في الميدان او البرتوكول الخاص بحماية ضحايا القوات المسلحة سنة 1949 لذلك توقف المتفاوضون بعد الحروب على مباديء جرى تثبيتها مثل مسألة تجنيب المدنيين في نصوص ضمن المعاهدات باعتبارهم اهداف غير حربية – اي مبدا التمييز بين المقاتلين العسكريين اوالمدنيين وهؤلاء المدنيون يكونون في (حماية ) خلال العمليات العسكرية - فاصبحت الاهداف المدنية غير مسموح جعلها مواقع حربية بل قد يكون قصفها او تدميرها ( جرائم حرب ) ففي بعض المعاهدات تم النص أن هذه المسألة حددت المواقع العسكرية والجنود المقاتلون والاسلحة فقط كأهداف خاصة للقتال وهذا قد اصبح ما يعرف ( القانون الدولي الانساني ) ، كذلك فإن بعض الاسلحة التي لا تستهدف المقاتلين فقط تتحول الى دائرة التحريم .
القنابل العنقودية وتحريمها دوليا
لم يدر في خلد مزارعي الكروم ابيضه الذهبي مع شعاع الشمس او احمره القاني أن تسمى اسلحة فتاكة باسم العناقيد التي يتغنى هو بجمالها متدلية في مزارعه او لذتها بالنسبة لشارب نبيذها فهي اسلحة على شكل عناقيد ينفلق بعضها في الهواء او قبل وصولها الارض فتنتشر على مساحة واسعة كقنابل صغيرة بهدف تدمير اكثر عدد من ( قوات الاعداء ) إلا ان ما يصل الارض لا ينفجر جميعه بل قد تصل نسبة ما لا تنفجر منها 10% الى 40% وفقا للصليب الاحمر الدولي ، لذلك يكون المدنيون ضحايا هذه القنابل الصغيرة التي لا تنفجر عند سقوطها بل تختبيء بين التراب كالعقارب البرية ليكون المزارعون والاطفال هم من يتعثر بها فتنفجر بهم ويكونون ضحاياها الاشد ضررا وعوقا ، علما ان هذه القنانل قد تدوم سنوات إن لم يكن لعقود من الزمن بسبب انتشارها مخبوءة داخل الارض مزرعة كانت او ملعبا او حيا سكنيا او تكون ارض محرمة لا يطأها احد ، حيث ان القنبلة الصغيرة يكون انفجارها بمحيط 10 امتار مربعة أما العلبة الواحدة فيمكن ان تغطي 30 الف متر مربع ، وقد استخدمت في الحقبة المنصرمة القريبة او الحديثة من قبل الولايات المتحدة في كمبوديا وفيتنام كذلك في العراق .
لذلك فقد وصفها نائب رئيس الصليب الاحمر الدولي جيل كاربونير ( تضل القنابل العنقودية واحدة من اكثر الاسلحة غدرا في العالم ، لانها تقتل وتشوه بشكل عشوائي ...) إن الامم المتحدة تعتبر الذخائر العنقودية اسلحة غير مقبولة لسببين :-
1- انها قنابل صغيرة وتنتشر في الارض فلا تميز بين المقاتلين او المدنيين .
2- أن استخدام القنابل العنقودية لا يقف تأثيرها بانتهاء الحرب بل يستمر الى عقود ويخلف انفجارها بعد زمن قتلى وتشويها للمدنيين والاطفال خصوصا ، كذلك يعوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بل ان عواقبها وخيمة قد تستمر لسنوات وعقود زمنية كما اشرنا سابقا .

هل هي محرمة دوليا فعلا ؟
لقد درست بعض الدول بعد اجتماع ممثليها في اوسلو عاصمة بلجيكا سنة 2007 وتمخضت عن اتفاقية بشأن الذخائر العنقودية هذه ( تحظر استعمال الذخائر- المعرفة -عنقودية وانتاجها وتخزينها ونقلها ) ، كما أعتمدت هذه الاتفاقية في دبلن بتاريخ 30 أيار 2008 ووقعت في اوسلو يومي 3و4 أيار 2008 واصبحت نافذة في 1 آب 2010 ، كما بلغت الاطراف الموقعة 106 دولة آب 2019 .
غير ان بعض الدول لم توقع على هذه الاتفاقية مثل الولايات المتحدة واسرائيل وروسيا والهند وباكستان والصين وكوريا الجنوبية ، اوكرانيا ....
ولا بد من معرفة ان عدد الدول الموقعة قد اصبح 123 دولة ، غير ان حجم ما تملكه مجتمعة من مخزونات القنابل العنقودية لا يزيد كثيرا عن 10 % من المخزون العالمي الحربي .
لذلك ومن اجل حق الحياة الذي يعتبر اسمى الحقوق للانسان لا بد ان تعمل الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية على منع بعض الدول من وضع المبررات لتقليل خطورتها وبالتالي عدم التوقيع او المصادقة لصالح الاتفاقية التي ثبت كون القنابل العنقودية بكل انواعها واوزانها خطر كبير يؤثر على طبيعة الحياة العامة المدنية لكونها عشوائية الانفجار اولا وان عدم انفجار الكثير منها قد لا يقل عن نسبة ثلث ما يرمى منها على الارض لا ينفلق ثانيا ؛ فتكون سببا للموت او التعويق للفلاحين او الاطفال والمدنيين عموما بعد سكوت طبول الحرب وما تخلفه من بشاعات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل