الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف سيتغير الموقف من الزمن بعد خمسمئة سنة ، سنة وأكثر ؟!

حسين عجيب

2023 / 7 / 21
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الموقف العلمي ، من الزمن خاصة ، سنة 2525 كمثال ؟!

الفكر العلمي جديد بطبيعته ، بمعنى أنه ينسجم ، ويتوافق بالكامل مع أي اكتشاف علمي ( منطقي وتجريبي معا ) ، هذا بالإضافة إلى شروط مسبقة متعددة منها قابلية التكذيب ( أو الاختبار ) ، مع قابلية التعميم وبلا استثناء .
1
من كتاب " الزمن " تأليف روديغر سافرانسكي وترجمة د عصام سليمان :
( لكل شيء زمنه الخاص المحدد زمكانيا بحسب تموضعه في المكان ، وبحسب حركته " قياسا بحركات أخرى " . ينقضي الزمن في كل نقطة من الكون على نحو مختلف ، أسرع أو أبطأ ، مقارنة بنقاط أخرى ، وتبعا للحركة الخاصة والقرب من الكتل الثقيلة .
وبهذا يكون الزمن المطلق قد انحل كليا .
لا يوجد مقياس مطلق لكل الأحداث ، يمكن فقط مقارنة الأزمنة المختلفة ، أي مقارنة المدد المعنية بعضها ببعض ، فالثانية هنا ليست هي نفس الثانية هناك . إلا أننا ، على الصعيد العملي اليومي ، ما نزال نستخدم أيضا زمن نيوتن المطلق من غير أن نلحظ ذلك ، لأن اختلافات المدد الزمنية التي تنتج وفقا لحسابات اينشتاين هي في الحدود الدنيا جدا .
لكنها تلعب دورا في الأنظمة التقنية ، كما في جهاز الملاحة ، وفي التواصل الإلكتروني عموما ، ويتعين حسابها .
من هذه الناحية ، نحن نعيش يوميا في عالم تقني لا يقوم بعمله إلا لأن قواعد النظرية النسبية الخاصة والعامة تؤخذ في الاعتبار ) .
انتهى الاقتباس .
أرجو من القارئ _ة التفكير مليا بالفكرة الأساسية للنص المقتطف :
1 _ فكرة أن " الزمن نسبي ، وتختلف الثانية هنا عن الثانية هناك " ليست مجرد فكرة أو نظرية ، بل هي تمثل اليوم أحد قوانين العلم الأساسية .
وبكلمات أخرى ، الزمن نسبي : هذه حقيقة موضوعية ، ومن الحماقة إنكارها . وربما من الحماقة نقدها أيضا !
2 _ فكرة مضمرة ، وأكثر خطورة ، وهي سائدة في الوسطين الثقافي والعلمي ( العربي _ والعالمي ربما ) لا السوري فقط تتلخص ، بأن موقف اينشتاين من الزمن ، يجسد الموقف العلمي الحالي ، ويتضمن مواقف نيوتن وغيره والعلماء والمفكرين من مشكلة الزمن وبلا استثناء .
سوف أناقش الفكرتين بشكل تفصيلي وموسع ، عبر حلقات متسلسلة ، آمل وأرجو أن تفتح مجالا لحوار عقلاني ومنطقي بفكرة الزمن .
....
قبل البدء بمناقشة تفاصيل الفكرتين ، أرغب بتوضيح الغاية من هذا النص :
1 _ محاولة فهم ، موقف الكاتب والمترجم والمثقف العام ( السوري أو الألماني وغيرهما ) من قضية الزمن ، وهل يتجاوزني فهمهما ، الذي يختلف عن فهمي بشكل واضح ودقيق ، وموضوعي ؟
2 _ الأهم بالنسبة لي شخصيا فهم الإدعاء ، الذي تقوم عليه الفكرة :
مساهمة فكرة الزمن النسبي ، الذي يتغير بين مراقب وآخر ، في " الأنظمة التقنية والتواصل الألكتروني ، وغيرها من العبارات الفخمة والمتعالية " ...
وهي تتكرر في الثقافة العالمية ، بمختلف ثقافاتها ولغاتها بشكل ميكانيكي .
وأرجو الرد والمساعدة في الشرح ممن يفهمون ذلك ، ويمكنهم تقديم دليل علمي ( منطقي أو تجريبي ) ويمكن فهمه ( للقارئ _ة المهتم بالفعل ) .
مع أنني وبصراحة أعتقد أنها إنشاءات لغوية ، أو عبارات جوفاء ، وبلا أي معنى حقيقي وملموس .
سبب رفضي لهذه الأفكار ، السائدة في الثقافة العالمية منذ أكثر من قرن ، يستند على بعض الملاحظات المنطقية :
طبيعة الزمن ، والحاضر ، مجهولة .
الواقع مجهول أيضا طبيعته وحركته ، إلى اليوم ؟!
....
كيف سيكون الموقف من مشكلة الزمن بعد أكثر من خمسمئة سنة ، سنة 3023 مثلا ؟!

مثال 1 تفسير فرويد للدافع الجنسي ، بالمقارنة مع أريك فروم :
يرغب الشاب لاشعوريا في الاتحاد الجنسي مع أمه ، أو مضاجعتها . وبالعكس بالنسبة للفتاة ، والتي ترغب بالاتحاد الجنسي مع أبيها .
قارئ _ة التحليل النفسي ، يعرف بعض تفسيرات فرويد المثيرة ، والتي يصعب نسيانها .
لكن ، وبعد قراءة تفسير أريك فروم لنفس الحادثة ، يتغير الفهم والموقف غالبا ...
يعتبر أريك فروم ، أن الدافع الجنسي يغير موضوعه بسهولة وسرعة ، وهذا الخطأ الأول لفرويد الذي كان يعتبر أن الدافع الجنسي يبقى ثابتا ، ويتثبت ، على أحد الأبوين بصورة عامة وبشكل لاشعوري .
لكن الخطأ الثاني برأي أريك فروم ، المنطقي والأكثر وضوحا ، أن الدافع الجنسي يمثل أحد أسباب ابتعاد الابن عن الأم ( على النقيض من تفسير فرويد ) ، والاتجاه نحو امرأة أخرى يمكنه الاتحاد الجنسي معها ( مضاجعتها ) . أيضا بالنسبة للبنت ، التي تدفعها قوة الرغبات الجنسية إلى شاب غريب ، يمكنها مضاجعته ( أو الاتحاد الجنسي معه ) .
أدعو القارئ _ة للمقارنة بهدوء بين التفسيرين :
التفسير الأول المنطقي والصحيح ، والعلمي كما أعتقد ، يمثله أريك فروم .
والتفسير الثاني غير المنطقي ، والشاذ بالفعل يمثله فرويد .
يشرح أريك فروم ، بأنه توجد حالات نادرة بالفعل ، لمريض _ ة درجة شذوذهما في الحد الأقصى ، ويشتهيان بالفعل مضاجعة الأب أو الأم .
بالرغم من توافق تفسير أريك فروم ، مع الملاحظة والمنطق والواقع يفضل الغالبية تفسير فرويد إلى اليوم !
والسبب المنطقي لأنه مريح من الجهتين ، ويتلائم مع العقل الخراافي للقارئ _ة . والسبب الثاني ، معرفة أغلب الكتاب لتفضيل القراء لأفكار السحر والشعوذة على المنطق والحقيقة .
( مترجمو _ ات فرويد وأريك فروم أيضا ، كثر . ولهم الشكر الجزيل ، واعتذر عن صعوبة تذكر كل الأسماء ) .
مثال 2 تفسير اينشتاين لتجربة ألبرت ميكلسون وأدوار مورلي سنة 1887 ، والتي تبين أن سرعة الضوء واحدة في جميع حالات القياس . سواء في اتجاه سرعة الأرض ، أو بعكسها ، وبصرف النظر عن سرعة المركبة التي يقف عليها الراصدون .
التفسير الشعبي ، سهل وبسيط ولذيذ ( مثير ، أو يتوافق مع الرغبة ) . بينما التفسير العلمي بالعكس ، صعب ، ويحتاج غالبا إلى تغيير الموقف العقلي للقارئ _ة أو المجرب نفسه .
فسر اينشتاين نتيجة تلك التجربة ( الشهيرة في الفيزياء ) بموقفه المعروف من الزمن ، حيث تختلف المدة الزمنية ( الثانية تتغير بين مراقب وآخر ) نفسها بحسب السرعة ، أيضا بدرجة قربها من الأجرام الكبيرة !
الثانية ( وأي مدة أخرى ) عندما تكون السرعة بعكس حركة الضوء ، تكون عديمة القيمة وتساوي الصفر . وبالعكس تماما ، الثانية نفسها تصير لا نهائية عندما تتوافق مع سرعة الضوء وتكون بنفس السرعة والاتجاه .
نعم ، تفسير أينشتاين بالضبط :
الزمن يتباطئ أو يتسارع ، بحسب السرعة .
ولا يوجد شيء اسمه الزمن ( الموضوعي ) ، أو المطلق .
....
التفسير الصحيح ، كما أعتقد :
توجد ثلاثة أنواع للزمن ، أو لحركة الزمن :
1 _ الزمن الحقيقي .
2 _ الزمن التخيلي ( يتطابق مع الحقيقي ، لكن بعكس السرعة والاتجاه ) .
3 _ زمن الحركة .
....
قد يكون من المناسب أكثر ، تبديل المصطلحات السابقة ب :
1 _ الحركة التعاقبية للزمن ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر ، وتتمثل بتناقص بقية العمر بداية من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تناقصت للصفر لحظة الموت .
2 _ الحركة التعاقبية للحياة ، وهي بعكس حركة الزمن ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر ، وتتمثل بزيادة العمر من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت .
( الحركتان السابقتان ، لا يمكن ملاحظتهما بشكل مباشر ، لكن يمكن استنتاجهما بسهولة ، وبشكل دقيق وموضوعي ) .
3 _ الحركة الأفقية ، أو الذاتية أو السطحية ، أو التزامنية وهي تحدث عبر الحاضر دوما .
وهذا النوع الأخير من الحركة ، الذي تدرسه الفيزياء بشكل دقيق وموضوعي ( أو منطقي وتجريبي ) بشكل علمي ويقارب الكمال .
الحركات الثلاثة ، تحدث عبر ثلاثة أنواع للمسافة :
1 _ المسافة المكانية وهي المعروفة للجميع وتقاس بالمتر .
( الحركة الأفقية ، في الحاضر ، تمثل المسافة المكانية )
2 _ مسافة الزمن ، وتتمثل بحركة تناقص بقية العمر إلى الصفر .
( لا نعرف هذه المسافة : نوعها وطبيعتها وحدودها !؟ وهي مهملة في الثقافة العالمية الحالية ) .
3 _ مسافة الحياة ، وتتمثل بحركة العمر المتزايدة إلى العمر الكامل .
( مسافة الحياة ومسافة الزمن ، تتساويان بالقيمة المطلقة وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه . وأعتقد ان من المناسب ، اعتبارهما حركة واحدة لكن مزدوجة أو ثنائية الاتجاه بين الماضي والمستقبل ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انبطاح مستوطنين بسديروت خوفا من صواريخ غزة


.. ضابط استخبارات أمريكي يستقيل بسبب ما يجري من أحداث في غزة




.. ملك بريطانيا تشارلز الثالث يكشف عن فقدانه لإحدى حواسه بسبب ت


.. أخبار الساعة | صحيفة أميركية: مصر تدرس سحب السفير وقطع العلا




.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية يقول لـ-العربية- إن واشنطن ض