الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السياسية في سوريا ( 1 )

محيي الدين محروس

2023 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بداية لا أريد هنا الدخول في تفاصيل التعريفات النظرية للثورة السياسية، والتي تجتمع على أنها:
„ التغييرات الجذرية للأوضاع السياسة والاجتماعية لنظام الحكم السياسي القائم „.
من هنا أتفق مع وصف الثورة السورية بأنها حراك جماهيري ضد نظام الحكم الاستبدادي القائم، وتهدف لإقامة نظام العدالة الاجتماعية، والتي تجسدت بشعارات: الحرية والكرامة. ولا يوجد خلاف في الرأي حول التخلص من استبداد السلطات السياسية،
والمفروض أن لا يكون هناك خلاف حول كيفية تحقيق الكرامة للمواطن …ولكن يوجد !!
————————————
للأسف! على طريق هذا الحراك الثوري السياسي المدني، تشكلت فصائل مُسلحة سياسية - دينية وبدعم من أردوغان والسلطات السياسية في السعودية وقطر والإمارات… ودخل ما يُسمى الجهاديون من كل صوب وحدبٍ إلى الأراضي السورية عن طريق تركيا والعراق ..
وبذلك تشكلت „ الثورة المُضادة „ الإسلاموية السياسية والسلاحوية ..بقيادة الإخوان وداعش والنصرة وغيرها …ورفعت شعار بناء „ دولة الخلافة „ …والتي قامت بالتحويل النوعي من ثورة سياسية مدنية إلى معارك طائفية مسلحة بينهم وبين قوى النظام، والتي شارك فيها إلى جانت النظام „ حزب الشيطان „ والفصائل الشيعية المسلحة الإيرانية.
——————————
من هنا، تشكل الخلاف الأساسي على النظام السياسي القادم الذي سيحقق الكرامة:
هل هو نظام سياسي قائم على العدالة الاجتماعية ( عدم استغلال الإنسان للإنسان )، وقائم على أساس دولة المواطنة التي تُساوي بين كافة المواطنين دون التمييز على أساس الدين أو القومية أو الجنس ( رجل أم امرأة ) أو الفكر ؟ وهل هو نظام يقوم على الفصل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة؟
أم نظام سياسي قائم على الشريعة الإسلامية كما هُم يفهمونه .الإخوان وداعش والنصرة وغيرهم من التنظيمات الإسلاموية؟
بالطبع، جوهر الثورة السورية كان قائماً ولا يزال بناءً على المفهوم الأول لكرامة الإنسان.
—————————————-
الموضوع الآخر الخلافي مع قوى الثورة المُضادة هو: حمل السلاح!!
من المعروف بأن الثورة السورية انطلقت بشكلٍ سلمي من ساحات وشوارع كافة المدن والقرى السورية…
وإلى جانب شعار الحرية والكرامة تم رفع شعار: „ واحد واحد واحد …الشعب السوري واحد „،
ولم تقم الثورة على ما يُسمونه „ الجهاد „ السني ضد „ العلوية „ !
أي بكلماتٍ أخرى: أردوا وجزئياً حققوا غايات مُموليهم من تحويل الثورة السياسية ضد نظام استبدادي إلى معارك دينية إسلاموية „ سنية „ ضد „ الشيعة والعلويين „ !! وكل ذلك تم بدعم الأنظمة السياسية في تركيا والسعودية وقطر والإمارات…بالمال والسلاح والدعم السياسي!! وبدعمٍ من النظام في إدخال التنظيمات السلاحية الشيعية من لبنان وإيران.
————————————-
هل انتهت الثورة السورية كما يُشيع النظام أو كما تُشيع بعض الشخصيات السياسية التي شاركت في بداية الثورة؟
بالطبع، لم تنتهي ولن تنتهي حتى تحقق أهدافها السياسية والدليل هو استمرار التظاهرات في سوريا كلما سنحت الفرصة لذلك،
واستمرار التظاهرات في كل دول الاتحاد الأوروبي، وفي العديد من بلدان العالم تأييداً للثورة السورية.
كم تتم اللقاءات التشاورية بين تنظيمات المعارضة لوضع رؤية توافقية لمستقبل النظام في سوريا، وبالتالي التوافق على قيادة وطنية حقيقية لهذه التنظيمات ..وبما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254.
————————-
كما توجد أهمية خاصة للتوافق مع التنظيمات الكُردية المتواجدة في سوريا، والتي تُسيطر على أراضي واسعة في شمال شرقي سوريا، وغيرها من القيادات الكُردية بهدف التوصل إلى برنامج وطني واسع يضمن حقوقهم القومية والوطنية المشروعة مثل:
التمثيل في السلطات المركزية ..والإدارة الذاتية …وحق تعلم اللغة الكُردية في كافة مراحل التعليم.
بالطبع، الإدارة الذاتية في كافة المحافظات والمدن والقرى السورية، هو أفضل صيغة وجدتها شعوب العالم في البلدان المُتحضرة.
—————————-
سنتابع الطريق من أجل:
الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
من أجل دولة المواطنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم