الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في طه حسين والشعر الجاهليّ

أمل سالم

2023 / 7 / 21
الادب والفن


"افترى أحدا يحفل بي لو أني أخذت أهاجم البوذية أو غيرها من هذه الديانات التي لا يدينها أحد في مصر؟ ولكنني أغيظ النصارى حين أهاجم النصرانية، وأهيج اليهود حين أهاجم اليهودية، وأحفظ المسلمين حين أهاجم الإسلام. وأنا لا أكاد أعرض لواحد من هذه الأديان حتى أجد مقاومة الأفراد ثم الجماعات، ثم مقاومة الدولة نفسها تمثلها النيابة والقضاء".
يظهر من هذه العبارة، والتي وردت في كتاب "في الشعر الجاهلي"، للدكتور طه حسين، أمرين:
أولهما: أن الدكتور طه لم يكن يناقش موضوع الشعر الجاهلي وانتحاله، فهذا في البداية هو ظاهر الأمر، إنما كان يعرض –يهاجم حسب قوله- للديانة الإبراهيمية بفروعها الثلاثة؛ اليهودية، والمسيحية، والإسلام. وهذا هو سبب ذكره للنبيَين حينما قال: "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لاثبات وجودهما التاريخي...".
آخرهما: أنه كان يعلم بمدي المشكلة التي سيحدثها صدور الكتاب، وأنها ستصل للعداوة مع الدولة، وسيمثل الأمر برمته للقضاء. وقد يكون هذا ما دعاه لإهداء الكتاب لذي الميول الليبرالية، ورئيس وزراء مصر سابقا –آنذاك- عبد الخالق ثروت باشا.
.....
والفرق كبير؛ إذ أن الدكتور طه حسين عندما توقف أمام الشعر العربي بالدرس مطبقا منهج الشك -الغربي- وصل إلى قناعة انتحال الشعر الجاهلي، وهي النتيجة الأسهل والأيسر على الباحث؛ أو على الأدق نتيجة يصل إليها من اكتفى من الشعر العربي بوجهه فقط، لذا كانت جل ما وقف عليه مرجليوث.
بينما عندما طبق الأستاذ محمود شاكر منهج التذوق، أو النقد التاريخي، أو التاريخانية الجديدة - كما يحلو لي أن أصف منهجه، مستبقا في ذلك الناقد الأمريكي ستيفن جرنبلات بعقود، أعاد ترتيب ديوان المتبي، واستيقن نسب قصيدة (إن بالشعب الذي دون سلع...) لابن أخت تأبط شرا، وخاض في فقه النغم مثبتًا جاهليتها، هذا لأنه نظر للشعر على أنه علم العرب والعربية.
إذن: المشكلة تكمن في المنهج وتطبيقه!
.....
وأخيرا: تعريجة على الترجمة؛فالترجمة ليست أن تقلب النص؛ لكي يُقرأ من اليمين إلى اليسار، بدلا من العكس. الترجمة هي نقل الفكر المصدَر إلى لغة الفكر المستهدف، مع مراعاة الحفاظ على محتواه ترتيبا وترابطا.
فمثلا: بالنسبة لبحث المستشرق الإنجليزي "مرجليوث"، وعنوانه: “The Origins of Arabic Poetry”، الذي نشره في" مجلة الجمعية الآسيوية الملكية " الإنجليزية عام 1925، وهو البحث المشابه لفرضية الدكتور طه حسين في كتابه "في الشعر الجاهلي"1926، جاءت ترجمة الدكتور إبراهيم عوض درسا في الوعي -باللغتين الإنجليزية والعربية- وفي ثقافتهما، وعلاقتهما (الوعي والثقافة) بالترجمة؛ لذا جاءت ترجمته أدق من ترجمات سبقته لنفس النص، وهي لكل من :
-د. يحيي وهيب الجبوري، الباحث والمحقق العراقي، الذي ترجم البحث بعنوان: (أصول الشعر العربي).
-د. عبد الرحمن بدوي، وترجمته المتضمَّنة كتابه: "دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي".
- د. عبد الله أحمد المهنا، الأستاذ الجامعي الكويتي، الحاصل على الدكتوراه في الشعر العربي القديم من جامعة كيمبردج، وترجمته التي نشرت في مجلة "الشعر" المصرية، عام 1981.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل