الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الثقافية في سوريا ( 3 )

محيي الدين محروس

2023 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


التعريف المختصر والعام:
الثورة الثقافية هي التغييرات الجذرية في المفاهيم العامة للمجتمع، وتطورها النوعي نحو التقدم الثقافي والاجتماعي والعلمي.
كما تهدف إلى حرية التعبير والرأي على أوسع نطاق. وتأخذ طابع الثورة مع تمددها إلى أوسع الأوساط الشعبية على طريق التطوير النوعي للفكر، والنهوض به نحو الأعلى.
من الضروري التذكير بأن الثورة السياسية ما هي إلا رديف للتطور الاقتصادي والثقافي النوعي …
وتتضح هذه الفكرة عند التذكير بتطور أوروبا والعديد من الدول من العهد الاقطاعي إلى العهد الرأسمالي، وما رافقه من الثورة الثقافية والتعليمية …
ودخول المرأة سوق العمل، ومسألة المطالبة بحقوقها الاقتصادية والاجتماعية.
—————————————
من الصعب الحديث عن الثورة الثقافية دون ربطها بالمجال العلمي والتقني ( الثورة المعلوماتية ) ..
كما أنه من الصعب عدم ربطها بالثورة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية ..
وهنا مثال من واقع الثورات في البلدان العربية:
لقد لعبت وسائل التواصل الإلكتروني ( عبر الإنترنت ) دوراً هاماً في التواصل بين الشباب والناس في تجميعهم في الساحات والشوارع، مما أدى عملياً إلى انهيار بعض الأنظمة الاستبدادية.
ولا تزال الثورة الثقافية مستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أوسع نطاق.
ولا زلنا في بدايات الطريق، فيما يخص تطوير القيم القديمة، والتوصل إلى قيم جديدة حديثة تُناسب عصرنا ومجتمعنا في عمليات النقل النوعي في التفكير والسلوك الجمعي.
—————————————-
للأسف! هناك قوى اجتماعية وسياسية ودينية تريد وقف هذه الثورات الثقافية من خلال رفع شعارات مثل:
„ العودة إلى التاريخ المجيد !!
التمسك بعاداتنا وتقاليدنا وديننا … شاهدنا ما قامت به داعش من جَلدٍ وزواج „ شرعي „ من القاصرات لعدة أيام أو ساعات! ومهاجمة دور العبادة للمسيحيين وغيرهم ..
الخليفة هو الحاكم الشرعي …حيث تم تنصيب خليفتهم حاكماً في المناطق التي سيطروا عليها…
من هنا أهمية التصدي الثقافي لمثل هذه الأفكار في استغلال المشاعر الدينية من أجل السلطة السياسية.
————————————-
هنا يأتي تساؤل: ما هو دور المثقف في مجتمعنا؟
بالتأكيد - حالياً وفي المستقبل القريب والبعيد - له دور أساسي في النهوض بمجتمعاتنا من العصور الوسطى أو ما قبلها إلى القرن الواحد والعشرين.
ومهامه عديدة ومتعددة لا يمكن حصرها بعدة نقاط، فعليه تقع مهمة هذه التغييرات النوعية نحو مستقبلٍ أفضل
لشعوبنا ولأبنائنا ولأحفادنا. والحكمة تقتضي عدم „ الترفع والتكبر „ للمثقف على أبناء مجتمعه، بل أن يعيش بينهم بتواضع، ويستنبط ما هو المناسب في الزمان والمكان المُحدد.
وعندها وفقط عندها يتقبله المجتمع ويتقبل أفكاره.
أما إذا تعالى كما هو الحال اليوم مع بعض مثقفينا… أو إذا طرح نصوص منقولة من الدول الغربية لتطبيقها حرفيا في مجتمعاتنا … فلن نشاهد سوى هذه القطيعة الاجتماعية معه.
—————————
توجد ظواهر ثقافية - اجتماعية سلبية في مجتمعاتنا نتيجة الأزمات الاقتصادية مثل:
اعتبار „ الرشوة „ أمر طبيعي ..مع إضافة „ حلل على الشاطر „ !
تبرير الاختلاس من المال العام بأنه حلال وشطارة ..طالما هو من نظام استبدادي لا يرحمنا!
وأترك الجواب لكم:
مَن هو المسؤول عن هدم بناء القيم الاجتماعية التي كانت سائدة من الإخلاص في العمل والأمانة على المال العام؟
وهنا تبرز أهمية دور المثقف في التصدي لهذه الظواهر السلبية.
—————————

نعم ، تنتظر المثقفين السوريين مهام عديدة وهامة
وعليهم تقع مسؤولية التقدم الثقافي - الاجتماعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار