الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حارق القرآن عراقي وحارق السفارة السويدية عراقي

ماجد فيادي

2023 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يا اتباع التيار الصدري هل اصبح الحرق لكم عادة؟ والتخريب وسيلة للتعبير عن خلافكم مع الاخر؟
الا يكفي ما عاشه العراق من فوضى جر لها على يد الحكام، منذ ايام فرهود اليهود الى الحواسم مرورا بإرهاب القاعدة ومن بعده الدواعش. الا يكفي على مر السنين كانت الدكات العشائرية عنوانا لفرض التخلف وغياب القانون، عندما منح الدكتاتور شيوخ العشائر مسدسات كنوع من التكريم، تلاه مختار العصر وقانونه بتسليح العشائر. الا يكفي شهداء سبايكر والصقلاوية بقرارات قرقوشية. الا يكفي شهداء تشرين ودمائهم التي غطت الشوارع وساحات التحرير في محافظات العراق على يد حكومة العراق والطرف الثالث. الا يكفي الضحايا في المنطقة الخضراء بين حشد الصدر وحشد الاطار. الا يكفي الصواريخ على السفارة والقواعد العسكرية الامريكية ترتب عليها حصار الدولار ليومنا هذا. الا يكفي محاصرة السفارة السويدية وخروج موظفيها وعودتهم الى السويد. لماذا حرق السفارة في الوقت الذي لا دخل للحكومة السويدية في منح رخصة لحرق القرآن الكريم؟
الى متى يبقى العراقي رهين عادات وسلوكيات متخلفة عادت على البلد بالويلات، اليس بإمكانكم التعبير عن رفضكم لحرق القرآن الكريم بالطرق السلمية، على طريقة حكام كرة القدم برفع نسخ من القرآن الكريم قبل المباراة، او فعل مراسلون برفع القرآن الكريم في تغطية اراء المواطنين.
ما ذنب السويد، اذا كانت الحكومة لم تمنح رخصة لحرق القرآن الكريم، انما القضاء منحها وفقا للدستور، مثلما فعلها بطلب الشاب السوري لحرق كتابي العهد القديم والجديد، لكنه فاجئ الجميع بانه رفض حرقهما، تعبيرا عن اخلاقه الإسلامية. ما ذنب السويد التي استقبلت العراقيين بمختلف انتماءاتهم وهم هاربين من بطش الدكتاتور، ومن إرهاب داعش ومن فساد حكومات المحاصصة الطائفية والعرقية التي كنتم لسنوات طرفها مهما فيها، باعتراف السيد مقتدى الصدر في وجود فساد بالتيار الصدري، قابله اعتراف السيد العامري والمالكي والحكيم بفشل تلك الحكومات في توفير الحياة الكريمة للشعب العراقي، لماذا على السويد التي احسنت للعراقيين ان تدفع ثمن خلافات عراقية داخلية، فحارق القرآن عراقي وحارق السفارة عراقي وسارق البلد عراقي وقاتل الناس عراقي، لماذا تدقع السويد الثمن؟؟؟
أي رسالة يوجهها التيار الصدري للمجتمع العراقي بفعلته هذه، في الوقت الذي غابت الكهرباء والنظام والامن والتعليم والصحة وفرص العمل وحتى اخلاق الإسلام التي يتباها بها المسلمون امام العالم، اخلاق التسامح والسلام. الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق؟؟؟
بعد ان حرقتم السفارة السويدية هل عدتم للبيت محملين بفرص العمل الجديدة، التي وفرتها لكم الحكومة؟ او بانخفاض سعر صرف الدولار؟ او اربعة وعشرين ساعة كهرباء بلا ترميش؟ او مياه صالحة للشرب وصلت لبيوتكم؟ او مستشفيات تعالج بالمجان؟ او او او ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انا لست مع حرق القرآن الكريم، أقول قولي هذا حتى اقطع الطريق على المتحذلقين ولا امنحهم الفرصة في اتهامي بما يجود به عقلهم الخرف، ليس بدواعي ايمانية، ولكن من باب احترام الاخر وقبول مقدساته بطريقة حضارية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون