الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول خنق اليسار العراقي لبؤر النضال الاجتماعي

عصام شكري

2023 / 7 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اي نشاط نقوم به كقوى مدافعة عن الانسانية والمساواة والحرية ومساواة المراة بالرجل وحرية الملبس واتخاذ القرار في الحياة الشخصية وتحريم الحجاب الاجباري او حجاب الطفلات او زواج القاصرات والدفاع عن الحداثة والحياة الغربية وعن الثقافة الانسانية وعن حرية التعبير والصحافة، يجب ان يكون نشاطا سياسيا لا نشاطا خيريا - اي نشاطا مواجها للقوى التي تخلق الظروف الخانقة للمجتمع وتسلط عليهم قوانين الاسلام او العشائرية.

اي نشاط لا يواجه القوى التي تقف وراء الظروف البائسة الحالية في العراق هو نشاط سيصب في خانة خنق البؤر المضيئة للمواجهات الاجتماعية المحتدمة. بدلا من تعزيزاتها وتقويتها.

ان من يريد تسليط الاضواء على معضلات مجتمعات اخرى ويبرزها بمثابة معضلات اساسية في العراق، او من يطرح تصورات مدرسية مستلة من نواميس الحركة القومية الاشتراكية الفاشية كالبعثية والناصرية او الاكثر حداثة كالشافيزية او الكوبية او الكورية الشمالية وغيرها من تجارب العسكر، لا يقوم بالواقع سوى بمحاولة سافرة لخنق تطلعات الجماهير او في احسن الاحوال اثارة الغبار امام عيونها لكي، بدلا من ان ترى عدوها واضحا، ترى اوهاما. اشباحا.

هذه القوى تبدو خارجيا اشتراكية او شيوعية او يسارية، ترفع صورا لقادة او مفكرين تحرريين ولكنها تفتعل صراعات جانبية او تخلق ازمات اجتماعية مفبركة لتخنق وعي الجماهير بغبارها. لتطفي بؤر التوهج الثوري الاجتماعي او تغيبه بالاهمال.

لهذه القوى اقول

ان كنتم تريدون خوض نضال سياسي وانساني واشتراكي في العراق والسير على طريق الحسين (عفوا اقصد طريق الاشتراكية) فلا تنحنوا كالجبناء امام وزراء الحشد الشعبي وتروجوا لهم بقذارة وضعة.

ان كنتم تريدون النضال ضد الاسلام وممارساته الوحشية فلا تميعوا جرايمه ضد البشر والاحرار في العراق والمنطقة بالتبختر بالمؤتمرات الدولية واخذ السلفيات مع النكرات،

وان كنتم تريدون محاربة الراسمالية كنظام ظالم يقوم على استغلال البشر فلا توهموا الجماهير ان الخطر قادم من صندوق النقد الدولي او البنك الدولي لتبرئة طرف اقذر قاذورات البرجوازية الوطنية على طريقة الاقتصاد الوطني للجمهورية الاسلامية الايرانية او حزب العمال الكوري الشمالي المجرم .

ان كنت اشتراكيا فاول مهمة هي فضح ومواجهة القوى السياسية التي تديم الراسمالية في العراق و التي تدمر حياة البشر وتقتل المجتمع بخنق احلامه وحرياته وتهدده بالرعب وانعدام المساواة - قوى الحكومة الميليشياتية الاسلامية القومية العشائرية. ان كنت حزبا سياسيا ثوريا فاعلن بياناتك السياسية يوميا لتصعد من الهمة الثورية للجماهير ضد هذه السلطة الحقيرة اللصوصية بدلا من محاباتها والتذلل لها وتتوسل الا تتحول الى اقتصاد السوق الحرة “الراسمالية” وكان كوبا او فنزويلا او ايران ليست انظمة راسمالية.

خارج معنى تحويل كل مواجهة اجتماعية الى نضال سياسي لا افهم اي معنى اخر للاحزاب الشيوعية او الاشتراكية او العمالية سواء سارت على نهج او طريق او دربونة الاشتراكية ام لم تسر.

دون نضال ثوري سياسي علماني وانساني معادي للاسلام السياسي فليس هناك اي معنى لكل هذه الهمروجات سوى المعنى العملي؛ دفن بؤر التوهج الاجتماعي تحت نرجسيات القادة الافذاذ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتم انظف الاحزاب الاشتراكية
منير كريم ( 2023 / 7 / 23 - 22:35 )
تحية للاستاذ المحترم عصام شكري

شكرا على مقالك الذي يكشف انتهازية الطبقة المثقفة العراقية ووصوليتها السلطوية
لافرقا نوعيا بين الستاليين والخمينيين والقوميين
انا لست اشتراكيا بل ليبراليا لكني الاحظ انكم انظف الاحزاب الاشتراكية في فكركم وممارساتكم
شكرا

اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ