الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة ونظام الحكم المعيار الذي يميز بين الدول المتقدمة والمتأخرة

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


السياسة علم ولولا علميتها لما أصبحت مادة علمية تدرس في جميع كليات وجامعات العالم وتأتي علميتها أيضاً عن كيفية قيامها بتنظيم البشر في الحياة بشكل أفضل من أجل تحقيق السلام والسعادة للإنسانية جمعاء كما تعرف السياسة عن كيفية توزيع القوة والنفوذ ضمن مجتمع معين كما تعرف السياسة أيضاً بأنها تشكل علاقة بين الحاكم والمحكوم أو الدولة وكل ما يتعلق بشؤونها أو سلطتها الكبرى في المجتمعات الإنسانية وكل ما يتعلق بظواهر السلطة، والسياسي هو الشخص الذي يشارك في التأثير على الجمهور من خلال مقدرته على صنع القرار السياسي كما يستطيع التأثير على الطريقة التي تحكم المجتمع من خلال فهم السلطة السياسية ودينامية الجماعة التي تشمل كافة التخصيصات العلمية والتقنية التي تشمل تخصيصات العلوم التطبيقية والهندسية والصناعة والزراعة والسياحة وشتى العلوم المختلفة وتوظيف هذه المعارف لخدمة التنمية المستدامة في البلد.
وحينما ننظر ونبحث الواقع السياسي لنظام الحكم في العراق فإنه يتناقض ويختلف عن المفهوم السياسي العام ويظهر ذلك من خلال فشله وعجزه عن تقديم الخدمات والاستقرار والعيش الرغيد والكريم للشعب العراقي على مدى عشرون عاماً في نظام الحكم التي انحصرت في قاعدة المحاصصة الطائفية والحزبية والمحسوبية والمنسوبية وجهاز وظيفي لا يحمل صفة العلمية والإدارية والسياسية وإنما كان أكثريته من الجهلة والأميين وأصحاب الشهادات المزورة جمعتهم المحاصصة الطائفية والرشوة والفساد الإداري ومثل هكذا جهاز لا يرتجى منه أو يتأمل سوى الفشل والخذلان والفقر والجوع والبطالة وانفلات السلاح وتفشي المخدرات والعنف الأسري.
وبعد أن بلغ السيل الزبى وضج الشعب وانفجر بثورة الجوع والغضب التشرينية التي استمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق تحركت المرجعية في النجف وأصدرت فتوى (المجرب لا يجرب) وشمل ذلك منصب رئاسة الوزراء فقط بينما كان المفروض أن تشمل الفتوى رفض القاعدة التي كانت تبنى عليها اختيار الوزراء والدرجات الخاصة وقاعدة الحكم حسب قاعدة (المحاصصة) السبب الرئيسي بما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق مما دفعت الأحزاب والكتل السياسية اختيار السوداني لمنصب رئاسة الوزراء مع البقاء على قاعدة المحاصصة التي كانت أحد أسباب فشل الحكومات السابقة وإن هذه القاعدة بالرغم من اعتمادها صيغة الإصلاح إلا أنه لا يستطيع إنجاز إصلاحاته من خلال قاعدة للحكم فاسدة وتكونت حسب قاعدة المحاصصة سيئة الصيت التي كانت هي إحدى الأسباب في فشل وانتكاسة الحكومات السابقة ولذلك إن نتيجة السوداني سوف تكون نهايتها كالحكومات السابقة لأن رئيس الوزراء عندما يرفع راية الإصلاح يحتاج إلى كابينة وزارية وقاعدة واسعة من الموظفين التي تنسجم وتسير معه وتساعده في شروعه الإصلاحي وليس العكس ... وبناء على هذه الصورة الظلامية ما عاد الشعب العراقي أن يتحمل أن يصبح مختبر تجارب للحكومات بين الصحيح والخطأ لأن المثل يقول (يد واحدة لا تصفق) وهذا يعني أن السوداني كرئيس وزراء واجبه الإشراف والمراقبة والتوجيه في عمله مع الوزراء والموظفين بمختلف مناصبهم ودرجاتهم الذين من واجبهم العمل وتنفيذ المشاريع المختلفة ومن خلال ذلك أصبح التغيير مهمة ملحة وضرورية من خلال تولي واستلاك حكومة بديلة من أصحاب الاختصاص والكفاءة والإخلاص والأيادي البيضاء تمارس عملها حسب قاعدة الرجال المناسب في المكان المناسب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس