الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امبراطورية العجائز وسور الصين الجديد

طاهر مسلم البكاء

2023 / 7 / 23
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مشكلة الولايات المتحدة الأمريكية في انها لم تستفد من الفرصة الذهبية التي تبوأت فيها قياد العالم بعد انهيار الأتحاد السوفيتي .
سارعت امبراطورية اليانكي الى حروب عبثية أبرزت من خلالها عضلاتها على دول لم تكن من عداد قوتها العسكرية ،كالعراق وافغانستان وسوريا وليبيا وغيرها ولم تكن هذه الدول ،لو تركت لحالها، تشكل أي خطر او تأثير ملموس على امبراطوريتها ،غير ان نتائج مغامراتها في هذه الدول أساءت وجه أمريكا وحطمت أقتصادها وعجلت من انهيارها وسرعت من بروز دول كبيرة مناظرة لها كالصين وروسيا .
صامويل فيليبس هنتنجتون عجوز خدع أمريكا
اثار أمريكا ،في بداية تصدرها العالم ،أراء البوفسور هنتنجتون حول صراع الحضارات ،وفي هذا الجانب حذر هنتنجتون الأمريكان من عدوهم الأول ،حسب رأيه ، وهو الحضارة الأسلامية وليس الصين او روسيا ،ويظهر ان قادة أمريكا صدقوا ذلك فأتجهوا بحروب عقيمة ضد الدول الأسلامية متناسين روسيا والصين !
اين كفاءات أمريكا :
الرئيس عجوز بالكاد يصعد سلم المنصة ،يترجون منه مقارعة الدول الناهضة !
صحيح انه تدرج في مسؤوليات سابقة قبل ان يتبوأ هذا المنصب ولكن الصحيح ايضا انه أصبح بعمر لايناسب أبدا ً المسؤوليات الجسام التي تواجه الأمبراطورية المتدحرجة بسرعة نحو القاع ،هذا العجوز كان يحاول التصابي وهو يمني نفسه : لو ان أمريكا تفعل بروسيا والصين مافعلته بالعراق وأفغانستان ،متناسي ان هذا هو أضغاث أحلام لابد من ان يستيقظ ليرى الحقائق التي برزت الى العلن وهي توحي بأنهيار الدولار وبروز عملات جديدة وعلى رأسها عملة دول البريكس ،وبروز ظاهرة الأبتعاد عن الدولار بالتعاملات الدولية واستبدالها بالمقايضة وبالتعامل بالعملات المحلية وذلك بعد العقوبات الغبية والحمقى التي شنها الأمريكان على العشرات من دول العالم ،وسيرى ان هناك دول تقول لأمريكا لا ،ومستعدة للوقوف بوجهها وخاصة بعد هزائمها المشينة في العراق وأفغانستان .
أمريكا تستعين بعجوز أخر!
لم تكتفي أمريكا بالرئيس العجوزولا بالمفكر من قبله ، بل استعانت بهنري كسينجر ،والذي بدى وكأنه لفافة أخرجت من المقابر لترسله الى الصين أملة ً في كسر التحالف الأستراتيجي المتين بين روسيا والصين ،وبدى ان أضلاع أمريكا تتكسر تحت ترسانته المتينة ،والذي بني اساسا ً بسبب تصرفات أمريكا الحمقاء في العالم ومحاولاتها الحصول على كل شئ وبدون ثمن ،وانتهاجها نهجا ً يجعل منها شعب الله المختار لأستعباد شعوب الأرض الأخرى !
لقد استخدمت أمريكا مزيجا ً من القوة العسكرية والمؤسسات التي تسمى دولية كذبا ً،والترويج لقيم الديمقراطية والليبرالية لحماية مصالحها وضمان هيمنتها على إدارة العالم .
التساؤلات العجيبة هل ان أمريكا لاتعلم ان الدنيا قد تغيرت وان سور الصين أصبح يدار بالذكاء الأصطناعي وان هذا العجوز الذي برز قبل خمسين عام ماعاد يعرف الألف من الباء اليوم وان على أمريكا تغيير كل سلوكها الذي جعلها مكروهة ٌ من شعوب وحكومات الدنيا ،وان لاتسترسل في جرائمها بتغذية الحروب والمكائد والحصارات الظالمة الجائرة على شعوب الأرض ،لتعود مقبولة من الآخرين مرة أخرى ،وهذا لن يحصل وهي تتمسك بالوجوه القديمة التي تمسحت بالدماء وسرقت الثروات ،بل عليها أولا ً ضخ الدماء الجديدة الفتية في قياداتها وأفكارها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -