الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيه فى العراق بين تهكم بوتين وحذاء المشهدانى

أحمد السعد

2006 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


فى لقاء جمعه بالرئيس الأمريكى أجاب الرئيس الروسى بوتين عن سؤال لصحفية امريكيه عن طبيعة الديمقراطيه فى روسيا بأنها بدون شك ليست كالديمقراطية فى العراق وضحك الجميع بمن فيهم الرئيس الأمريكى . الديمقراطيه فى العراق اذن صارت موضوعا للتندر مادامت مهدده بأن تداس بحذاء المشهدانى مثلما تداس يوميا وفى كل مكان من ارض العراق حيث تضطهد الكلمة الحرة وتقيد الحريات ويكره الناس على أن يعيشوا كالبهائم دون ثقافة ومسرح وسينما وغناء وموسيقى ، دون مؤسسات تؤمن للناس ان يعبروا عن افكارهم ويشاركوا فى صياغة السياسه العامة لبلدهم وذهبت تضحياتهم وصبرهم أدراج الرياح تحت حذاء المشهدانى تارة وبرصاص الميليشيات وفرق الموت التى تحصد ارواحهم وتجهض أحلامهم بأن علااقا جديدا قد ولد من ملايين الجراح وسنوات الجمر الطويله ومرارات الحرمان والضياع والأنتظار والسجون والمنافى 0
الآن بات واضحا للجميع ان لا أمل يلوح فى الأفق لمستقبل ديمقراطى للعراق فى ظل تسلط القوى التى وثبت الى السلطه باساليب بعثية وصداميه ضاربة عرض الحائط كل أحلام الجماهير وتطلعاتها لغد عراقى جديد مشرق يحترم فيه الأنسان وخياراته فى الحرية والديمقراطيه ليطلق طاقاته فى العمل والأنتاج ليخرج العراق من المأزق الخطير الذى وضعنا فيه الأحتلال الذى جر العراق الى وضع لا يحسد عليه فمشاهد الموت اليوميه تجعلنا نعيش كابوسا هو الأكثر قتامة وسوادا على أمتداد تاريخنا الدامى 0
لقد أتفقت كل القوى السياسيه فى العراق علمانية وأسلاميه على النهج الديمقراطى للعراق وثبتنت فى الدستور مادة تنص على ان العراق جمهورية ذات نظام ديمقراطى تعددى فلماذا يتنصل السيد المشهدانى عن أهم بند فى الدستور ويضع مستقبل العراق تحت حذاءه ؟ الغريب فى الأمر ان مجموعة كبيرة من الحاضرين أبدت اعجابها بـ( مبدأية) المشهدانى وكأن الديمقراطيه تعنى الغاءا للدين وللأسلام وربما هكذا يفعهمها المشهدانى ومن على شاكلة المشهدانى من الأسلاميين( الجدد) 0 هل نسمح لأنفسنا أن نستنتج أن هؤلاء السلاميين الجدد يعادون الديمقراطيه وهم أن قبلوا بها فعلى مضض وسرعان ما سينقلبون عليها حين يتمكنون من الأستحواذ كليا على السلطه ويمسكون بأدوات السلطه سيطيحون بكل الرموز الديمقراطيه وسيتنكرون لكل ما أتفقوا عليه أو ما تظاهروا بقبوله ليقيموا حكما شموليا فيصادروا الحريات بأ سم الشريعة الأسلاميه ويقيموا على أرض العراق نظاما شبيها بنظام الملالى فى أيران او نظام طالبان المظلم 0 من هنا جاء تهكم بوتين وأعذر تهكمه على ديمقراطية من صنع قوات أحتلال يروق لها أن يبقى العراق يتخبط فى دماءه ليصبح بالفتالى بؤرة تستقطب الأرهابيين من مختلف بلدان الأسلام لتاتى وتذبح العراقيين باسم الجهاد فى سبيل الله ولتبعد خطرهم عن الأرض الأمريكيه 0
من حق بوتين أن يتهكم عندما يعلن رئيس مجلس نواب الشعب المنتخب ومن على أعلى المنابر وعلى شاشات التلفزيون انه مستعد ليدوس الديمقراطيه بحذائه أى أنه مستعد ليدوس على مستقبل العراق وتضحيات شعبه الطويله بحذائه فى وقت يفترض ان يعبر كل الساسه العراقيون عن تمسكهم بخيار الديمقراطيه ونبذهم للتسلط والدكتاتوريه مهما كان شكلها وتوجهاتها ومنابعها 0 ساستنا صداميون حتى النخاع ، وسلطويون حتى النخاع ومتحذلقون وكذابون حتى النخاع فكيف يرجى للعراق تقدم وسبيل(ساسته) غير سبيله وعذرا لشاعرنا الكبير المرحوم الرصافى 0
الديمقراطيه هى حكم الشعب من خلال نوابه وممثليه ومؤسساته وتنظيماته وقواه الوطنيه ومنظمات مجتمعه المدنى رجاله ونساءه فهل ان الجالسين فى المنطقة الخضراء المحروسين بعشرات الرجال المدججين بالسلاح والذين يتقاضون الرواتب الهائله ويتمتعون بالسفر الى الخارج وممارسة التجاره والمقاولات والتهريب هم الممثلين الحقيقيين للشعب العراقى المنكود المغلوب على أمره ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ