الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الفلسطينية لا تحتاج لكل هذه الاجتماعات

حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)

2023 / 7 / 24
القضية الفلسطينية


المصالحة الفلسطينية لا تحتاج لكل هذه الاجتماعات
يثير خبر اجتماع الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية ( فصائل العب ء الفلسطينية) وبشكل دوري للتباحث في ملف المصالحة الفلسطينية المزيد من الدهشة وعدم الرضا الشعبي الفلسطيني كون أن عشرات الاجتماعات قد جرت في عدد من عواصم الدول لرأب الصدع الفلسطيني – الفلسطيني طيلة 17 سنة دون جدوى.
عشرات الاجتماعات رافقها سفر وفود تضم أعضاء الصف الأول في الفصائل الفلسطينية لعواصم عربية للتباحث في مسألة داخلية لا تحتاج للكم الهائل من الاجتماعات خارج غزة والضفة علماً بأن الأصل أن تتم في ساحات غزة والضفة فالأمر لا يتطلب كل هذه السفريات والتكاليف التي يتحملها بالأساس دافعي الضرائب من فقراء وجوعى غزة والضفة الغربية.
مثلت تلك الاجتماعات والتي تفشل دائماً صورة قاتمة للحالة الفلسطينية التي أصبح الانقسام فيها أمراً واقعاً تعايشت معه حركتي فتح وحماس وكذلك فصائل فلسطينية تعمل بمهام الصليب الأحمر وبعضها دوره لا يقتصر على الكومبارس في دراما الانقسام الفلسطيني.
رغم أن الانقسام قد تفاقم وأصبح واقعاً مريراً في يونيو 2007 إلا أنه لم يكن الأول فلسطينياً يعتبر امتداداً لحالة الشرخ الفلسطيني والصراع على السلطة وغنائمها التي لا ناقة ولا جمل لجموع الفلسطينيين فيها رغم تحملهم تكاليف وأعباء النضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي وفي عهود سابقة ضد الُحكم العثماني وسلطات الانتداب البريطاني.
في الفترة من 11 إلى 14 يونيو 2007 ، انتشر القناصة في عدد من الأبراج السكنية والعمارات في مدينة غزة ، إطلاق نار كثيف وإغلاق طرقات وظهور مثلمون , انطلاق ضجيج الراديو غير الوطنية حيث الدعوة لقتل الأخوة لكي يتم الدخول بهم الجنة، شهداء وجرحى كثر ومنهم من بُترت أقدامهم في أشبه من مذبحة , ومنذ تلك اللحظة العصيبة صارعت غزة الموت والألم في آن واحد, ولا زال الألم قائم رغم وجود عشرات المبادرات واللقاءات الفصائلية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية , إضافة لمحاولة الأشقاء العرب رأب الصدع لكن دون جدوى، ليس بسبب الوسطاء والذي يكن لهم الفلسطينيون كل احترام وتقدير وإنما بفعل تغلغل أصحاب المصلحة الفردية الرثة داخل مؤسسات صنع القرار .
نزف الدم الفلسطيني بأيدي فلسطينية خالصة، 72 ساعة شكلت حقبة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، رافقها انقسام وطني هو الأشد منذ الانقسام الأول على رئاسة وعائدات بلدية مدينة القدس ( البقرة الحلوب آنذاك) عام 1925.
عندما يعتلي القناصة الأبراج فسرعان ما تتصاعد أصوات الرصاص وينزفُ الدم ويسقط الضحايا لتعلو معها آهات ذويهم وتُرفع في بعضها الراية السوداء فوق أعمدة البيوت التي لم تُراعى حُرمتها إيذاناً بأن هناك ثأراً لا بد وأن يتحقق.
سقط الوطن، وضاعت غزة وانهار الحُلم الوطني، وأصبح من أتى لغزة دافعاً آلاف الدولارات للم الشمل، يدفع آلاف مضاعفة للهجرة إلى خارج الوطن لعله يجد نجاشي عادل في أوروبا وأمريكا وبعض دول جنوب شرق أسيا، آلاف الدولارات قد دُفعت ومنها ما يُدفع للمهربين، رغم أن رحلة الهجرة ليست آمنة بدرجة كبيرة، ولنا في أحبة فٌقدوا في الشواطئ وفي الغابات بلدغة عقرب أحد الأمثلة البسيطة لا للحصر.
وبعد انقسام 17 سنة من رفع الفلسطيني بندقيته في وجه أخيه الفلسطيني ؛ ووقوفاً عند المسئولية الوطنية والأخلاقية, كان لا بد من إطلاق هذه المبادرة الوطنية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أسس من الشراكة وقبول الأخر والتداول السلمي للسلطة.
هذه دعوة لقيادة الشعب الفلسطيني وقواه الحية للوقوف أمام مسئولياتهم تجاه الوطن في ظل الانهيارات الواضحة والمخاطر المُحدقة بالقضية الفلسطينية في الظروف الراهنة والتي تُعتبر الأخطر منذ عقود ليس بسبب ممارسات الاحتلال فقط بقدر ما أصبحت كرامة الفلسطيني على المحك .
وهذه أهم البنود لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية :
1- قيام حركتي فتح وحماس ( آفتي السوء في حالة الانقسام) بالاعتذار العلني للشعب الفلسطيني على ما اقترفوه من أخطاء ترتقي للخطيئة أساءت للفلسطينيين وأحرجتهم على كافة الأصعدة, وتبيض السجون من المعتقلين السياسيين والمُعتقلين على أساس حرية الرأي والتعبير.
2- حل الأجهزة الأمنية التي لا تُراعي حقوق الإنسان وحقوق الوطن ( جهاز الأمن الداخلي, جهاز الأمن الوقائي ) ودمج عناصرهما في جهاز أمني موحد وبعقيدة وطنية قائمة على التحرر وتعزيز كرامة المواطن.
3- إلغاء كل السياسات الانقسامية, والتوقف الفوري عن جباية الضرائب والرسوم وخصوصاً غير القانونية منها مع التنويه بأنه في ضوء الانقسام فإن السياسات الاقتصادية غير قانونية بالدرجة الأولى، وإعادة النظر في بعض الضرائب وتوضيح حجم الخدمات المُقدمة قياساً بحجم ما يتم جبايته .
4- حل المجلس الوطني وإدارة البلديات وإعفاء الحكومة الفلسطينية من مهامها , والإعلان عن تشكيل حكومة إنقاذ وطني في مدة أقصاها 3 شهور.
5- تقوم حركة حماس بتسليم غزة ( المعابر, الوزارات, الأمن ) لحكومة الإنقاذ الوطني, والمباشرة بصرف مستحقات الموظفين كاملة وبأثر رجعي خلال مدة أقصاها ست شهور.
6- تلتزم حركة فتح والتي تترأس الحكومة الفلسطينية برام الله بإلغاء سياسة الخيار والفقوس والخلل الفني , والاعتراف بأن ما قامت به من سياسات ليس له علاقة باستعادة الوطن أو مجابهة مشاريع تصفية القضية, وإنما سياسة عقاب جماعي لمليوني وربع المليون جثة فلسطينية متحركة في غزة.
7- دمج موظفي حكومة غزة مع موظفي السلطة , وتوحيد نسب الصرف , بحيث يُعاد النظر بالسياسة المالية الفلسطينية, وأن تتراوح قيمة الرواتب في الجهاز الحكومي الفلسطيني من 2500 شيكل كحد أدنى و 7500 شيكل كحد أقصى.
8- رد الاعتبار للشعب الفلسطيني والتأكيد على اعتبار ذلك ضرورة وطنية وأخلاقية ودون ذلك يُعتبر استثماراً في الموت والسراب.
9- الإعلان عن موعد لإجراء انتخابات فلسطينية عامة وشاملة ( الرئاسة, المجلس التشريعي, المجلس الوطني, البلديات) خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر.
10- إلغاء ترخيص الأحزاب التي تُبنى على أساس ديني أو تلك التي تُحرض على الانقسام وتجزئة ما تم تجزئته.
11- إعادة النظر بالمنهاج الفلسطيني, وإعداد منهاج وطني يؤكد على تراث وحضارة فلسطين مع إرجاع الأصل للكنعانية فالرواية الرصينة تؤسس لمجتمع عصري .
12- التزام الخطباء والوعاظ بخطبة يوم الجمعة بنشر ثقافة المحبة والتعاون ومنع الحديث في قضايا سياسية, لأنه لا يجوز أن يتكلم الخطيب في السياسة أو الاقتصاد أو علم الاجتماع, لذلك لا بد من وجود فريق بحثي حكومي متخصص في كتابة الخطب الدينية وفق معايير وطنية.
13- إنشاء مجلس أعلى للرقابة على المال العام مهمته استرداد أموال الفساد, ومن ضمنها أموال الوزراء وكبار المسئولين الذين تقاضوها على شكل مكافآت وامتيازات.
14- تأميم القطاع التعليمي والصحي، وإلغاء تدريجي لتغول الربحية الفردية على تلك الأنشطة التي لا بد أن تتوفر للجميع دون استثناء وبشكل أن لا يعيق ذلك الفقر وانعدام الدخول.
15- إغلاق الجمعيات الخيرية الإنسانية والعمل على إبطال مفعول ثقافة الكابونة خلال فترة أقصاها ستة أشهر.
ختاماً, فإن رد الاعتبار لضحايا الشعب الفلسطيني هو ضرورة وطنية وأخلاقية, واستعادة الوحدة الوطنية وبناء المؤسسات وإنهاء الانقسام هو اقصر الطرق واقلها تكلفة لتحقيق الاستقرار في الأراضي الفلسطينية، ودون ذلك فسيقع الجميع في وحل الفوضى والفقر واليأس, وتجربة سبعة عشر عام من الانقسام شاهدة حية على ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة