الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستوطنون يستهدفون الكنائس والمقدسات المسيحية في القدس المحتلة

علي أبوهلال

2023 / 7 / 25
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


يواصل المستوطنون المتطرفون استهداف الكنائس والمقدسات المسيحية، بدعم مباشر من قبل حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، في مدينة القدس المحتلة، كما يجري استهداف المقدسات الاسلامية والمسيحية في كل المناطق الفلسطينية، والتي تواجه هجمات واعتدءات يومية متواصلة.
وفي إطار هذه السياسة العنصرية التي تمارسها حكومة الاحتلال ضد المقدسات، وضد المقدسيين اقتحم مستوطنان أراضي الكنيسة الأرثوذكسية في جبل صهيون (أو جبل النبي داود) في القدس المحتلة، يوم الخميس الماضي 20/7/2023، ووضعا أغطية على الأرض وأعلنا أنهما سيبقيان في المكان. ويأتي ذلك استمرارا لموجة الاعتداءات العنصرية اليهودية على الكنائس والأديرة ورجال الدين المسيحيين، مؤخرا. وظهر مستوطنيْن في أراضي الكنيسة، وهما يجلسان على الأرض ونشرا أغراضا جلباها معه، وعندما طالبهما مسؤول في الكنيسة بمغادرة المكان، بدأ المستوطنان بإطلاق الشتائم والكلمات النابية والعنصرية تجاهه، وقالا له "انصرف من هنا"، وزعما أن "جبل صهيون للشعب اليهودي، وأي دقيقة أخرى تتواجدون خلالها هنا، هو نهب".
وتحاول جمعيات استيطانية مدعومة من دولة الاحتلال الادعاء أن أراضي الكنيسة الأرثوذكسية في جبل صهيون "بملكية يهودية". وأكد أحد العاملين في الكنيسة أن المستوطنين كانا مسلحين، وأن هذا الأمر أخاف المسؤولين في الكنيسة. ووصل المستوطنان إلى أراضي الكنيسة عن طريق حفريات أثرية، وزعما ملكيتهما لهذه الحفريات، وأنهما لا يعتزمان مغادرة أراضي الكنيسة.
ونشر مراسل صحيفة "دير شبيغل" الألمانية في القدس، كريستوفر شولت، قبل يوم واحد من اعتداء المستوطنين على الكنيسة توثيقا مصوّرا في تويتر، وكتب أن "الأب نيكودموس من الدير البندكتي في القدس، طولب بإخفاء الصليب، وحسب مندوبي الحائط المبكى فإن هذا نظام جديد". وطالب مسؤولون إسرائيليون في إدارة "حائط المبكى" (حائط البراق في القدس المحتلة) الأب نيكودموس الذي يرأس دير جورميتيون (رقاد السيدة العذراء) في القدس، بإخفاء الصليب الذي يتقلده بزعم أن إظهار الصليب "لا يحترم المكان". وجاء هذا الطلب العنصري أثناء مرافقة الراهب لوزيرة التعليم والعلوم الألمانية، يتينا شتارك واتزينغر، خلال زيارتها للمكان وأمام أنظارها.
وكتب الصحافي شولت أن "الأب نيكودموس من الدير البندكتي في القدس، طولب بإخفاء الصليب، وحسب مندوبي الحائط المبكى فإن هذا نظام جديد". وقالت مندوبة "الحائط المبكى" للراهب إن عليه إخفاء الصليب، بزعم أنه "ليس لائقا بهذا المكان ومن أي ديانة مهما كانت كبيرة. وهذا مكان يهودي وعليك أن تحترمه. وأدخِل هذا (الصليب) داخل ثوبك". وأجابها الراهب، الذي بدا مذهولا من المعاملة العنصرية، قائلا "أنت لا تحترمينني وتمسين بحقوقي كإنسان، وهذا ليس استفزازا، هذا ردائي، هكذا أنا ألبس". وادعت مندوبة "الحائط المبكى" وهي تشير إلى الصليب أنه "لا مشكلة مع ردائك، لدي مشكلة مع ملحقاته". وأجابها الراهب أن الصليب هو جزء من الرداء الكاثوليكي، "وأنت تطلبين مني ألا أرتدي وفق ما يتطلبه إيماني". وكانت الوزيرة الألمانية متواجدة إلى جانب الراهب طوال النقاش مع مندوبة الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها لم تبد أي كلمة منها عن هذا الانتهاك العنصري الخطير.
ان الاعتداءات المتواصلة على المقدسات المسيحية وعلى الرهبان ورجال الدين المسيحيين، من قبل المستوطنين، ومن قبل حكومة الاحتلال، ووزرائها ومن المسؤلين والموظفين اليهود، يعبر عن عمق الكراهية، وسياسة التعصب والعنصرية، التي تمارسها دولة الاحتلال، تجاه كل من هو غير يهودي، بغض النظر عن جنسه أودينه أولونه، وهذا ما يفضح عنصرية دولة الاحتلال، التي تتبجح أمام العالم، أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
وعلى العالم المتحضر أن يعي مدى عمق سياسة الابارتهايد والتمييز العنصري التي تمارسها حكومة الاحتلال، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وداخل الخط الأخضر والتي تستهدف كل ما هو غير يهوددي، وهذا ما يفسر السياسة اليمنية المتطرفة للحكومة الاسرائيلية الأكثر تعصبا وتطرفا، ومعادة للديمقراطية حتى داخل المجتمع اليهودي نفسه، وفي أوساط الشرائح اليهودية المختلفة، وهذا يعبر عن نفسه في جهدها المتواصل والمحموم لفرض مشروعها المسمى باصلاح القضاء، وسن قوانين وتشريعات عنصرية، وغير ديمقراطية، تلك السياسة التي تواجه معارضة واسعة حتى داخل المجتمع اليهودي نفسه، وهذا يتطلب من كافة دول العالم اتخاذ مواقف معارضة لدولة الاحتلال، والعمل من أجل مقاطعتها، وفرض العقوبات الاقتصادية والسياسة عليها، حتى توقف هذه السياسة العنصرية والمعادية للديمقراطية، هذا من جهة، وومن جهة أخرى فان الاعتداءات على المقدسات المسيحية والاسلامية، وعلى رجال الدين والمصلين من المسيحين والمسلمين، تشكل اعتداء على حقوق الانسان، وعلى القيم الدينية والاخلاقية، وهي غير مقبولة ومستهجنة، وتتعارض مع القيم الانسانية، والحضارية، يجب وقفها، وفرض العقوبات على من يقوم بها، وليست هذه المهمة مسؤولية الفلسطينيين، بل هي مسؤولية المجتمع الدولي، والشعوب والدول الحرة والديمقراطية.
أن دولة الاحتلال ليست دولة استعمارية واستيطانية فقط، بل هي دولة معادية لكل القيم الاخلاقية والدينية والديمقراطة والانسانية، وهي أيضا دولة عنصرية أسوأ من دولة جنوب أفريقيا العنصرية السابقة، وهذا ما يقتضي من المجتمع الدولي، ومن كافة دول العالم فرض المقاطعة الشاملة عليها، وعدم التعامل معها، ومحاسبة كل الجناة والمجرمين فيها.
* محام ومحاضر جامعي في القانون الدولي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم