الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل ومراجعة رواية بصقة في وجه الحياة

جعفر الناصر

2023 / 7 / 25
الادب والفن


ماكتبه التكرلي عن هذا العمل:
بدأت كتابة العمل في عام 1947 وكتب التكرلي مقدمة هذا العمل عام 1998
طبع عام 2000 بواسطة منشورات الجمل
سنعرف سبب تأخر نشر العمل لما يقارب نصف قرن. النص ادناه جزء من مقدمة الرواية:هذا اذن نص نادر واستثنائي في مسيرتي الكتابية وهو الوحيد الذي عنيت بتقديمه لانه برغم فجاجته الفنية وسوقيته احياناً،وركاكة لغته،لايزآل يذكرني بعالمي الذي اندثر بالكامل بل بوضعي النفسي المتأزم آنذاك وبالطريقة الصحية الفذة التي اتبعتها للخروج دون أذى كبير جداً من هذه الازمة ذات الجوانب المتعددة التعقيد.
موجز قصة الرواية:
في أحدى بيوت بغداد، العائلة تتكون من الأب معاون في الشرطة متقاعد، عمره اكثر من خمسة واربعين عام،وثلاثة بنات فاطمة سمراء ذآت ملامح صافية وجذابة تبلغ من العمر اثنان وعشرين عام ، وصبيحة وساجدة،والأم هذي العائلة وافرادها:
في ساعة متأخرة من الليل وقبيل بزوخ الفجر،تعود فاطمة للمنزل تودع صاحب التاكسي بضحكة خفيفة ،الأب لايعير أية اهتمام لعودت بنته في ساعة متأخرة،يتحدث الأب عن ابنته فاطمةوعن مدى انعاجبه بها وبملامحها وجسدها،تمضي الأيام بهدوء الأب وسكونه،وطيش ولهوا البنات وعودتهم المتأخرة من الليل،وذآت صباح يومٍ كانت فاطمة منغمرتاً بالنوم العميق،فيأتي والدها يلقي عليها نضرات شهوانية بتفاصيل جسدها وملامحها،وبعد ذلك يذهب للحديقة يستبدأ تفكيره الشاذ والمحرم اجتماعيا بفاطمة، ويمضي هذا اليوم بتبادل الحديث بينه وبين فاطمة ومع بقية افراد العائلة،يأتي الليل الأب شهوة جنسية تسطر عواطفه،يقترب من زوجته يشمئز من منظرها وملامحها،يبدو أن علاقتهم الجنسية مضطربة أو أحدهم لايتوق الآخر،يذهب في أحدى زاوية الغرف ويبدأ الكتابة،ومر يوم آخر ،ساجدة وفاطمة على وشك مغادرة المنزل مع صديقاتهم،الأب ينظر بنظراته الشهوانية على ابنته فاطمة،يخرج الاب مستاءً يذهب لأحدى المقاهي يرقد فيها،يحدق في النساء المارات من امام المقهى في الشارع،وفجأة عزم على الذهاب إلى الباب الشرقي،فبعد نزوله من الباص بدأ يلاحق فتاة، تبلغ العشرين من العمر يلاحقها ليشبع نظراته من مظهرها وجمال انوثتها،بعد ذلك تضيع الفتاة من امام ناضره،ثم يعود راكباً باص وفجئةً يرى فاطمة في سيارة فخمة مع شاب وسيم،وابنته ساجدة تجلس في المقعد الخلفي من السيارة،يقفز من الباص بجنونٍ يتمشى في الازقة الظلماء قاصداً منزله،يصل المنزل ويمكث للنوم وفي اليوم التالي صباحاً الساعة تقارب العشرة،البنت صبيحة تعد الطبخ في المطبخ،ينظر الأب نظرات متفحصة على ابنته،يذهب لغرفته وهكذا انقضت الساعات ومضى اليوم التالي،حتى انبلج الفجر والأب لازال ممسكَ قلمه ويكتب،تمضي ايام والأب يلوذ بسكوته عن تأخر فاطمة وساجدة في وقت متأخر من منتصف الليل،ورغم محاولات اخفاء ذلك إلا انه يدرك كل شيء،وفي صباح يوم تحادث الأم زوجها عن مدى استغرابهم،لنضراته الغريبة وصمته المتقع فلم يجيب عنها بشيء،هنا الأب يبدو حزين وفي حيرة من أمره ،وفي مساء يوم اقتربت بنته صبيحة منه وهو جالساً على الكنبة،اثارت شهواته الجنسية فلبث بالسيطرة على نفسه وتمالك عقله الساذج التفكير،بعد ذلك سمع صوت صبيحة تناديه وهي في غرفتها ذهب وطلبت منه أن يفك عقدة حمالة الصدر،فجئة يشعر بفوضى تمر في رأسه ويحتاج لنوم،يحاول ذلك ويصحى من سباته ليجد نفسه في أحدى بيوت الدعارة،بعد ذلك يخرج من بيت الدعارة مذعورا،يمشي حيث المجهول ليجد نفسه في مكان هادئ مظلم،مرت الاسابيع والأيام لتنقلب شخصية ذلك الأب،الذي كان ساكناً وحيداً لايشارك العائلة بشيء،إلى صديق لبناته بدم شبابي يشاركهن اللهو والسهر والعبث ،الأم انزعجت من تصرف الأب بهذا الشكل وصارت ترمي عليه الكلام اللاذع والسخريه منه،يعتبر الأب أن الدين والتقاليد الاجتماعية التي وضعها الاجداد، ما هي الا قيود ضد حرية السعادة والارتقاء العاطفي، فمثلما تحدثنا مسبقاً بدأ الاب يرافق الشابتين للهو والمرح والعبث والسهر،وفي أحدى الأيام يستذكر الأب قصة قد حدثت معه اثناء عمله في الشرطة،وبسبب ذلك يشعر بالقلق والحزن،ومع مرور الايام يشعران الابنتين بالمضايقة والحرج من وجود الأب معهم في كل الطلعات والسهرات، ومع مضي الوقت بدأت فاطمة تفزع من رؤية ابيها،وبدأ الاهل يعتقدونه مجنونة وتنتهي الرواية بقتل فاطمة على يد أبيها المجنون،انه مجنون بحق ومعتوه العقل.
الفقر والحاجة المادية:
في البداية يجب أن ندرك ان الحاجة المادية،هي التي دفعت الابنتين للعمل الغير أخلاقي والمحرم اجتماعياً وأخلاقياً وحتى إنسانياً،فراتب الأب التقاعدي لايكفي لسد حاجات العائلة،ومايؤكد هذا يستذكر الاب كيف احدهم جاء و وضع النقود على مكتبه،لضمان سير التحقيق كيف مايشائون،فتحقيقاً لسد حاجاتهم اليومية ولحتقيق حياة اللهو والطيش والسهر،تلتجأن الابنتين لسلك هذا الطريق.
تحليل الشخصية:
حين نقرأ نص الرواية نستدرك أن الأب ذو شخصية لاتهتم لأي أخلاق او قيم،فتحقيقاً لرغاباته الجنسية ورؤية للعلاقة بين الرجل والمرأة،لايبالي بأي أهتمام من صلة قرابة العلاقة العائلية او الأخلاق الاجتماعية والدينية،فذلك كله ليس بالحسبان أن ماينوي تحقيقه هو ممارسة العلاقة الجنسية وأن كانت شاذة او محرمة،وهذا يطويه تحت مسمى الحرية الفردية،وأما التحليل النفسي فالأب يعاني من مرض نفسي،نتيجة المواقف والاضطرابات والبيئة التي نشأ من خلالها،فجعلت منه شخصية تعيش بمرض نفسي وتفكير يناقض مبدأ الواقع الذي يعيشه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات