الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم ..زمن الاكابر

شكري شيخاني

2023 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الاكابر هم أصحاب درجة عالية ومتقدمة في الرقي . وهم أقرب للمجد بمعناه الحقيقي..هم بالطبع ليسوا ملائكة لانهم في الاول والاخير بشر ..ولكن ان تكون فيهم صفات وميزات نادرة غير موجودة عند الاخرين نقول عليه انسان اكابر او ابن اكابر ونحن في سوريا وصلنا الى مرحبة مزرية بل وقذرة جدا" سياسيا" واخلاقيا" واقتصاديا" واجتماعيا" ودينيا".. ولكا كلمة من تلك الكلمات الخمس السابقة.. لها دلالات ومعطيات تفرد لها المجلدات لكي نتفهمها بالشكل الصحيح..اقول نحن في سورية ,تبهدلنا عندما غادر الاكابر كرسي الحكم
وهذه ليست من عندي ولكن هذه قصة سمعها احد الساسة السوريين الكبار في العمر والقدر بأذنه مباشرة من فم القائد الوطني الكبير المرحوم أكرم الحوراني رحمه الله
في الفترة التي كان فيها المرحوم الحوراني رئيساً للبرلمان السوري عام 1957، كان رئيس الجمهورية المرحوم شكري القوتلي. وكان ثمة جلسة للبرلمان السوري يُفترض أن يحضرها رئيس الجمهورية.
يقول المرحوم الحوراني إن الجلسة كان يفترض أن تبدأ في التاسعة صباحاً. وبما أن رئيس الجمهورية سيحضر، فقد حرص أعضاء البرلمان جميعاً على الحضور في الوقت المحدد. غير أن الساعة التاسعة حلت دون أن يأتي القوتلي. ومرت خمس دقائق، وبدأ النواب يتذمرون. ثم عشر دقائق، فربع ساعة!
ويقول المرحوم: بدأت أجد صعوبة في ضبط القاعة، لأن بعض النواب اعتبروا تأخر الرئيس بمثابة إهانة للبرلمان. بعد أقل من عشرين دقيقة وصل الرئيس القوتلي إلى البرلمان وبادر الجميع معتذراً. فقد تعطلت سيارة الرئاسة في الطريق، وحاول سائقه إصلاحها فلم يُفلح في ذلك، مما اضطر الرئيس أخيراً إلى استقلال سيارة أجرة للبرلمان. ووقتها ذكّر القوتلي البرلمان بالطلب الذي سبق أن قدمته الرئاسة للبرلمان للبت في أمر شراء سيارة جديدة للرئاسة. غير أن اللجنة المالية في البرلمان قررت لاحقاً أن بالإمكان إصلاح السيارة بشكل يضمن حسن سيرها لفترة طويلة، وقررت رفض طلب الرئاسة والاكتفاء بإصلاح السيارة!
هؤلاء لم يكونوا من الصحابة والتابعين في الأزمنة الغابرة،
بل كانوا قادة مدنيين علمانيين مخلصين لسوريا العظيمة قبل أن يباشر العدو تدميرها من الداخل. (تبهدلنا عندما لم يعد الأكابر يحكموننا!)
والأكابر هنا ليس بالمعنى الأرستقراطي الطبقي، بل بمعنى أبناء الأصول والرقي الذين تمنعهم أنسابهم وأحسابهم ومروءتهم من صغائر الأمور!..وبعد ذلك بقية القصة انتم تعرفونها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أولاد الاكابر
ماجدة منصور ( 2023 / 7 / 27 - 10:33 )
رحم الله امرء....ما زال يتذكر أولاد الأكابر0
شكرا يا ابن الأكابر على مقالك الكريم 0


2 - منذ ان ظهرت سلطة الرعاع والصعاليك
منير كريم ( 2023 / 7 / 27 - 11:56 )
شكرا للاستاذ شكري شيخاني على مانقلت من معان راقية لنا
منذ ان حكمنا الصعاليك والرعاع ونحن نهبط الى ان وصلنا القاع
شكرا للاستاذة ماجدة منصور على مساهمتها القيمة كالعادة
افتقدناك ارجو ان تعودي ثانية وتملئي الفضاء بارائك السديدة وخفة دمك
شكرا


3 - تحياتي للكاتب الفاضل-للاسف نحن نعيش وسط الانحطاط
الدكتورصادق الكحلاوي- ( 2023 / 7 / 27 - 13:48 )
حينما اسقطوا عني الجنسية العراقيهعام 55 اخذونا نحن ال10 -وكنت لتوي انهيت العشرين واصغرهم سنا اخذونا للسجن المركزي بباب المعظم ببغداد باجواء مرعبه-كنا نعتقد ان وري سعيد قرر قتلنا-وفي السجن وبوجود بوليسي كثيف اخذوا ينادوننا واحدا واحدا وكنت العاشر-وحينما بدؤا -مناقشتي ارتبكت بداية لان الاجواء كانت جدا سلميه فقد ساءلوني انني الان لست عراقيا ويجب ترك العراق فاءي بلد تختار وعن اي الطرق-رجعت لنفسي بسرعه وجاوبت-احتج على سلبي حقى في الجنسية العراقيه ولكن اذا كان ولابد فاءني اختار سوريا واختار التسفير برا لارى اكبر قدر ممكن من ارض العراق-لم يتم تسفيري واعيدت الي جنسيتي-ولكن ما ان دعاني المناضل العراقي البطل الذي قتله البعثيين عام 63=سلام عادل-اقول ماان دعاني الى وليمة تكريميه لمختبئه اواسط 56 حتى اخبرني بمنحي -بعثة دراسيه الى اوربا فاءخترت السفر عن طريق دمشق حيث صادفت بدمشق صبيحة وصولي بالنيرن الذي تبرع لي بتذكرته احد الاصدقاء العاملين معي بالاخراج الكمركي ببغداد-اخذني عبد الرزاق الصافي لمقهى رائعه حيث ملتقى العراقيين حيث صفاء الحافظ ووري عبد الرزاق-لقد كنا نعشق سوريا والها وشكري القوتلي-تحيا


4 - شكرا للاستاذ منير
ماجدة منصور ( 2023 / 7 / 27 - 22:02 )
لسؤالك عني0
ما زلت احيا و أموت كل يوم لدرجة أني عقدت عهد ود و صداقة مع الموت
احترامي للحضور الكريم و لصاحب هذه الصفحة الأنيقة أستاذ شيخاني

اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. مفاجآت الجولة الثانية!


.. غداة الانتخابات التشريعية.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يقدم ا




.. رغم إصراره.. اجتماع لكبار الديمقراطيين لبحث مستقبل بايدن


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - أبو عبيدة: عززنا القدرات الدفاعية




.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يعلن تقديم استقالته لرئيس الجمهوري