الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير الجذري من أجل دولة مدنية ديمقراطية

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


إن دولة المحاصصة هي عملية وظاهرة شديدة الخطورة للأزمة العامة في العراق منذ عام/ 2003 وما أفرزته من تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية على مدى فترة حكم استمرت عشرون عاماً أفضى إلى الوضع الحالي وما كشفته وجسدته من موازين القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي نتجت عن ثورة الجوع والغضب التشرينية الباسلة والتي أعيدت بلورتها بصورة أوضح ما أفرزته الانتخابات المبكرة عام/ 2019 من نتائج تلك الانتخابات والانحياز الواضح لقوى الإصلاح والتغيير وهذا ما يعكسه الواقع من أن الأزمة السياسية في العراق هي أزمة سلطة وأزمة نظام حكم فاشل يمثل مأزق شرعي وسياسي يدلل بوضوح على ضعف هيمنة وسيطرة القوى السياسية الحاكمة وعدم قدرتها من خلال حكومتها الجديدة المشكلة من قبل السوداني العاجزة عن إنتاج سلطة تستطيع أن تبني مجتمع جديد وحياة جديدة للشعب العراقي بعد فشل وانتكاسة الحكومات السابقة من خلال دولة المحاصصة الطائفية والقومية ... التي من خلالها فقدت الدعم الشعبي والجماهيري إلى حد كبير وهو ما أشرته الموجات الاحتجاجية التي عمت العراق وتوجتها ثورة الجوع والغضب التشرينية التي استمرت سنة ونصف وقدمت ثمانمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق وكذلك النسب الضعيفة المشاركة في الانتخابات وفتوى المرجعية في النجف (المجرب لا يجرب) مما يدلل على أن القوى السياسية الممثلة للأحزاب والكتل السياسية قد فقدت قدرتها على الهيمنة وبالرغم من استبدال اسمهم إلى الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة فإن ذلك قد دفع قطاعات واسعة من جماهير الشعب التي تحررت إلى حد كبير من وعيها الزائف للأيديولوجية التقليدية الطائفية المزيفة للمكون وقد كشف بشكل واضح عن مدى الضعف الذي وصلت إليه الصراعات الدائرة بينهم في التنافس على سلطة الحكم من أجل الاستثمار بها بمراكز النفوذ والثروة مما يعد ذلك مؤشراً واضحاً على تصدع غير قابل للإصلاح داخل القوى السياسية الحاكمة منذ/ 2003 كما يبين بشكل واضح تهافت النزعات المحاصصية الطائفية والاثنية ... وبالرغم من تكليف وجه جديد المتمثل بالسوداني يحمل راية الإصلاح وشهادة حسن السلوك للشعب العراقي فإن المشكلة للأزمة السياسية لم تكن أحادية الجانب وإنما يمكن فهمها بشموليتها القائمة على المحاصصة الطائفية ودون فهمها والإحاطة بها دون فهم نقيضها المتمثل بقوى التغيير الديمقراطي الإصلاحي الذي يمثل الخلاص لأزمات ومآسي وآلام الشعب العراقي لأن القديم يتداعى ويحتضر ويبقى المجال أمام الجديد مفتوحاً من أجل التغيير الشامل نحو دولة مدنية ديمقراطية عصرية.
إن الأزمة العراقية بكل المقاييس أصبحت أزمة وجود أزمة تكون أو لا تكون وصار بقاء الحال كما في السابق أمراً صعباً جداً بل وحتى مستحيلاً وإن إمكانية التغيير الشامل تفصح عن نفسها بقوة وإرادة من خلال الكفاءة والإخلاص والاختصاص والأيادي البيضاء في أوسع قواها وعناصرها الحقيقية التي تدفع وتؤدي إلى الانتصار على نظام المحاصصة الفاشل على مدى حكم استمر عشرون عاماً وسبب للشعب العراقي المآسي والآلام والفقر والجوع والبطالة وانفلات السلاح والفساد الإداري وتفشي المخدرات واقتصاد ريعي وشعب استهلاكي غير منتج ونظام وظيفي ضخم سبب البطالة المقنعة والفضائيين والعنف الأسري والانتحار ولذلك أصبح النظام عاجزاً عن التغيير بحكومة السوداني نحو المستقبل الأفضل للشعب العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك