الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساس الخطأ فكرة السابق واللاحق

حسين عجيب

2023 / 7 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


فكرة ( السابق واللاحق ) أصل المشكلة ، وهي خطأ بالفعل

1
فكرة تعاقب السابق واللاحق في اتجاه واحد ، تجمع بين نيوتن وأرسطو وستيفن هوكينغ وغيرهم ، ....الكون يتمدد ؟!
بكلمات أخرى : الماضي حدث سبقا ، والمستقبل لم يحدث بعد ، والحاضر بينهما ( كل شيء ) .
بالمختصر
هذا هو الموقف الثقافي العالمي الموروث ، والمشترك ، والمستمر منذ قرون عديدة .
حدثت بعض الاعتراضات عليه ، لكن بشكل فردي وعابر ، وجزئي ولا يؤثر بالفعل .
ما يزال موقف ارسطو من الكون ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ( اعتبارهما واحدا لا اثنين ) ، يشكل محور الثقافة العالمية الحالية .
ويتلخص بما سبق ، باستثناء مواقف هنري برغسون في الفلسفة واينشتاين في الفيزياء ، ولكن الأهم والأوضح موقف الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ( 1954 _ 1982 ) :
( الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد ) .
( موقف رياض يمثل ، ويجسد ، نقيض الموقف الثقافي العالمي الحالي ) .
....
" الأمس يصير اليوم ، واليوم يصير الغد ، ... "
هذا المعنى الحرفي ، والحقيقي معا ، لعبارة أرسطو ( السابق واللاحق ) . وهو الموقف المشترك بين نيوتن وأرسطو وستيفن هوكينغ ومعهم ، وخلفهم الثقافة العالمية الحالية ( وضمنها الفلسفة والعلم ) ....الكون يتمدد ؟!
....
أعتقد أن فكرة الكون يتمدد ، أسوأ فكرة اعتنقها البشر بشكل جماعي ، طوال التاريخ المعروف والمكتوب خاصة .
عبادة الشيطان على سبيل المثال منطقية ، أو جدلية بالحد الأدنى :
الشيطان مخلوق من الله مباشرة لسبب ، أو لحكمة غير معروفة بعد .
أو النقيض الذي يتلخص كله ، بأن الشيطان يقابل الله بصورة مباشرة ، وعلى خلاف بقية المخلوقات .
والنتيجة : موقف احترام الشيطان ، الاحترام متوسط بين العبادة والشتيمة ، موقف مفهوم ومنطقي .
لكن الكون يتمدد ... !
ومن غير المقبول السؤال : كيف ، ومنذ متى ، وإلى أين ، والأهم غياب الدلائل المنطقية أو التجريبية .
( ناقشت نظرية الانفجار الكبير ، وأعتقد أنها خطأ ومتناقضة منطقيا )
2
الكون ليس خطيا ، ذلك يتناقض مع المنطق والتجربة والملاحظة .
وليس دورانيا بالمقابل ، لا الحياة تتكرر ولا الزمن يتكرر أيضا .
التكرار حالة خاصة آلية ، واصطناعية بطبيعتها . عدا ذلك التغير الدائم والمستمر ، هو القانون الشامل والكوني ، والذي يتفق مع الملاحظة والمنطق والتجربة .
اليوم الحالي كمثال : هو نتيجة الأمس والغد معا ، وبنفس الوقت .
( الحياة جاءت من الأمس والماضي ، والزمن جاء من الغد والمستقبل ) .
يوم الغد ، ويوم الأمس ، يشبهان اليوم الحالي ، ويمثلان الدليل الحاسم على الجدلية العكسية بين الحياة والزمن بالإضافة إلى الظواهر السبعة . ( عدد الظواهر الأربعة ، أو الستة أو السبعة ، يقبل الزيادة ولا يقبل الاختصار أو الانتقاص كما أعتقد ) .
....
فكرة التمدد الكوني نتيجة منطقية ، وشبه مباشرة لفكرة ( الأبدية ) .
الأبدية في الموقف العلماني ، ويتفق معه الديني أيضا في هذه الجزئية ، لا زمنية بطبيعتها .
بعبارة أخرى ،
الأبدية فوق الزمن ، أو خارجه ، حالة استمرارية وخلود بالمطلق .
....
الأبدية خارج الزمن ، ونقيض الزمن بالفعل .
( خرافة ، أو خيال ، لا أكثر ولا أقل ) .
3
كيف سيكون الموقف الثقافي العالمي ، بعد قرن وأكثر ؟!
سوف تقبل النظرية الجديدة ، وتسحب إلى داخل الحظيرة الثقافية السائدة .
( لكن ، بعدما يتم تفريغها بالفعل من الأفكار الجديدة ، ومن مضمونها الحقيقي والمتكامل ) .
كما حدث لبقية أنماط التفكير ( المختلف ) ، وهو بالطبع كان موجودا .
....
الخاتمة مع عبارة من كتاب " الزمن "
تأليف روديغر سافرانسكي ، ت د عصام سليمان :
( كل كائن حي يقاوم نهايته ، ولديه ظاهريا خوف حين يداهمه الموت مباشرة . وأكثر من ذلك الانسان الذي بمقدوره ان يتكهن أكثر ، ويعرف عن إمكان موته ) .
....
الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، غير منطقي ...
أو غير دقيق ، أو ناقص في الحد الأدنى .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات