الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تَكَلّمِي أيّتُها الحَوّامةُ آلمتعجرفةُ

عبد الله خطوري

2023 / 7 / 25
الادب والفن


هَيَّا انطقِي .. تَكَلّمِي أيّتُها الحَـوّامةُ آلمتعجرفةُ، انبسي أيتها آلضاربة في آلأزل .. هل الطبيعة تأكل نفسَها ؟ هل الحشرات أمثالكِ تقتات من بعضها في صَلَفٍ في جُحود كما نفعلُ نحن في دُنانا الدّنيّةِ الهادرة بالمُحرمات ؟؟ حتى الهررة تأكل بعضها، وبعض اليَعاسيب والعناكب تموت فور تلقيحها الإناث، أ يجبُ أنْ يَمُوتَ الكائنُ فينا كي يرتاحَ جشع القدر ؟؟ قولي أيتها العملاقةُ آلهادرةُ، لِـمَ تجري رياح الكون بما لا تشتهي روحي ويصبو إليه بَدَني ؟؟ لِمَ ضحكي القليل ضحكٌ كالجُؤار كالسُّعَار كاليُعار ؟؟ لماذا لَيستِ الطفولة فينا حَجَرا لا يلينُ لجَبروتِ الأعاصير المتفاقمة ليل نهار ؟؟ لِمَ تمضي علينا الأيامُ والحوادث ونحن مَلْمُومُونَ في كَفَن من بياض كالسأم ؟؟ ماذا تُجدي الأزهار عندما نُمسي أجْداثا بلا رُواء في مَفازات بلا بدايات بلا نهايات ؟؟ أ لأني مثلك، شفاف ضئيل القد والحجم، أ لإني غبي ساذج قليلا أو كثيرا، يجب أن تحتقرني الخلائق ؟؟ هل فعلا تَحَوّلْنَا جميعُنا إلى سرب يراقات تقتاتُ أعمارَها في لُهاث مَحْموم إلى مَغاور لا عزاء فيها لا دواء ..؟؟.. تكلمي أيتها الحشرة التي تشبهني، هل حقا ما تبقى لنا من الحياة هي المسافة الفاصلة من هنا حيث أنا وأنتِ وهذا الضياء المُعَصْفَرُ بيَخْضُورِ البـِـرَكِ والمستنقعات الآسنة مِنْ فضاءاتنا المحدودة في الزمن والمكان إلى أبد الأبد، هل ذلك ما تبقى فعلا من الحياة ..؟؟.. تكلمي يا طوافةً بلا طواف، يا صاخبةً بلَجَبٍ كالتكتكات الساكنة عقارب الساعات القميئة المطوقة للسواعد والمعلقة على الحيطان .. انبسي .. هل هناك حياة ..؟؟.. كُـفي عن التحديق في بُؤبؤيّ الخَسيفيْن، فليس ثمة الا مزيد من الانهيار في جُــرفِ ُالبوار .. تكلمي، انصحيني .. هل ينبغي عليّ لكي أكون سعيدا في وجود غير سعيد أنْ أكونَ ذا أخلاق فاضلة ومقبولا محبوبا من الجميع، كل الجميع، هل عَلَيّ أن لا أسيرَ في عِذَار الطريق؟ أن لا أجْـأرَ بالصياح في الشوارع المُضيئة والمُعْتمَة؟ أن لا أرفعَ صوتي بنبرات تزعج الآخرين؟أنْ أتحدثَ إنْ تحدثتُ بأدب أو أطبق بالصمت على كل جراحاتي المثخونة شاهرا الصبر مفتاح الفرج، لأن في الصمت حكمة والحكمة تاج على رؤوس العقلاء؟ هل عليّ أن أكونَ عاقلا رصينا ثقيلا كالقَدَر، حَليما كالأزل، قَشيبا كأبهى ما يكون الربيع؟ هل عليَّ أن أقْنَعَ لأن القناعةَ كنزٌ لا يفنى وأن لا أناقش مَنْ هُمْ أحسنُ مني حالا ومَـآلا لأنهم أفضل مني وكفى وأن أسلك ديدينهم الذي بلا دين إذا رُمْتُ ذُراهم ودررهم؟ هل علي أن أضحك دائما؟ أكشر عن أسناني المفرومة المفحمة وأبتسم لأن باب الحياة مشرعة دوما على الابتسام .. قولي .. هل الأخلاق الفاضلة أن أظل طفلا يُـضِـلُّ طفولتَه يُضَيعها يهرقها في كراسي تُخَشِّبُ القلب والعقل، تُسَود الدمَ في مجاري الأبدان ليخرج هائما منحسرا تذروه الريح للريح بلا فائدة تُرْجى كمنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع ..؟؟.. أرجوكِ أيتها الحَصيفة في صمتها، لا تتبرمي مني أنتِ الأخرى .. رُويدك مهلا، تتجرعني عيناكِ الضئيلتان في قمة هامتك البشعة، ترنينَ إلى مفازات في تجاعيد نَمَتْ تحت محاجري قبل أوان الأوان، تصخبين بالهدير مثل حياتك التي تشربينها زُلالا كما لو كانت ماء الحياة .. كالحلم تيارك تطوقكِ الطبيعة تحاصركِ البركُ والبَرَكَاتُ تلفكِ الدنيا بأسرارها بإزارها وبُسُطها ووهداتها الخصيبة .. سنابلٌ قَشيبةُ الحَبِّ تَـتْرى تَخْضَـرُّ على مَهَل في المروج في شهر آذرَ آنستي، عُروش من الكَرْمِ تنضج بحدب ولين، لا تخشى صدأ ولا سخام سواد الأغلال، فتريثي، ها أنا أذا أمامكِ، خرجتُ الى الدنيا هرما كالصقيع، أستغيث في البطاح في البراري في شحوب كشحوب الأيام والليالي، وليس يُرى على جدثي الآن بعد أن وهنتُ تعبتُ غير خيوط عميقة متغضنة آسمها التجاعيد تحاصرني تلف على البدن الصغير الضامر تدور تُدَورُ أشطانُها العصية ضاغطة لا تكل لا تمل فأغورُ أغورُ ولا أؤوبُ بعدها أبدا .. فتمهلي ..!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا