الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكيم بين الإصرار العقائدي والاعتدال السياسي .

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2023 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ستة أيام ومكتب رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم يضج بالآلف من المشاركين في العزاء الذي يقيمه بمكتبه ببغداد،لإحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع)، حيث يحضر جموع المعزين بأكبر مجلس حسيني في البلاد،بل لا أبالغ أن قلت في الشرق الأوسط.
ما أن شاهدت الصور في قناة الفرات الفضائية التابعة للحكيم،حتى انتابني السؤال،وأثيرت الكثير من التساؤلات عن علاقة الحكيم مع هذه المجالس، وهل صحيح ما يثار حول الرجل من اتهامات تصل بعضها للأسف إلى الإساءة لشخصه،ما دفعني الفضول للحضور إلى هذا المجلس الحسيني الكبير،وما أن وصلت إلى مدخل مكتب الحكيم في بغداد حتى اندهشت من الحشود الكبيرة والمنظمة وهي تدخل إلى المكتب موكباً بعد موكب وبطريقة منظمة،تتشابه كثيراً مع المواكب الحسينية التي تدخل كربلاء يوم العاشر من المحرم،وهنا أثار عندي تساؤل هو ربما تكون هذه الحشود تنظيمات الحكيم وأنصاره بمعنى لا شي جديد،وهذا ديدن الغالب من الأحزاب والتيارات السياسية في أقامة المجالس الحسينية في البلاد،ما شجعني على إجراء استبيان سريع مع هذه الحشود المعزية، وهنا تفاجأت إن الحضور هو عام والهدف هو لحضور تعزية الحسين(ع) والسبب الآخر لكون هذا المجلس يتسم بالتنظيم والهدوء والانسيابية الملحوظة في الدخول والخروج، والبعض من الحضور جاء لحضور مجلس الملا باسم الكربلائي الذي يحي العشر الأولى من شهر محرم الحرام.
الحضور الرسمي كان حاضراً فهناك حضور لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء وعدد من الوزراء والشخصيات السياسية التي حضرت لتشارك العزاء،وما أن قرأ القرآن حتى هدأ وسكن الحضور لتبدأ فعاليات المجلس الحسيني وبعدها يرتقي المنبر السيد أحسان الحكيم وهو يتحدث عن الرسالة السماوية لثورة الإمام الحسين،ويؤكد على الثبات على مبادئ سيد الشهداء وإتمام هذه الثبات على الالتزام والاستعداد الإلهي لثورة الإمام المنتظر(عج) والعلاقة التاريخية بين ثورة الإمام الحسين وظهور القائم(عج)، وما أن تكتمل المحاضرة حتى يرتقي المنبر الملا باسم الكربلائي وهو يروي بقصائده العقائدية مبادئ الحسين،ورسم معالم الطريق الصحيح للقصيدة الحسينية ورد الشبهات والدفاع عن عزاء سيد الشهداء،وما أن يكمل باسم الكربلائي عزاءه المعتاد حتى يبدأ الحكيم بتوزيع الطعام على المعزين بيده ومن صف إلى صف ومن شخص إلى شخص وهو يخدم ضيوف الحسين ومعزيه.
الحكيم من الجانب الآخر كان يمثل الخط المعتدل في الوجود الشيعي الرسمي،وهنا لااقصد الشيعي كمذهب بل الوجود الشيعي السياسي ، حيث أستطاع إن يكون زاوية الاعتدال حتى في كل مراحل العملية السياسية،وهذا الأمر شاهدناه مع عمه شهيد المحراب ،ووالده الراحل السيد عبد العزيز الحكيم اللذان كانا يمثلان حالة الاعتدال وحجر الزاوية في ترسيخ العملية السياسية والمشروع الوطني الفتي،حيث أستطاع اكتساب هذه الخبرة في العمل السياسي من هذه التركة الدينية والسياسية التي أهلته أن يكون ما عليه الآن من مقبولية سياسية تعدت الوضع الداخلي إلى الوضع الإقليمي والدولي.
أعتقد ويتفق معي الكثير من المراقبين للمشهد السياسي وتحديداً حركة الحكيم السياسية انه أتقن كثيراً مسك العصا من المنتصف، وأستطاع أن يسخر ذلك الإرث الكبير من مرجعية جده الإمام الحكيم،إلى أعمامه الشهداء الخالدون إلى إن يكون بيضة القبان في الائتلاف الشيعي، وعلى الرغم من الخلافات التي تعصف بالإطار الشيعي بين الحينة والأخرى إلا إن الحكيم كان يدير الخلاف بشفافية عبر تأثيره السياسي وعلاقاته مع الجميع،وهذا ما انعكس بالفعل في تشكيل حكومة السوداني على الرغم من عدم مشاركته بها،وتخفيف حدة التوتر في داخل القوى السياسية، بالإضافة إلى عبوره إلى الوضع الإقليمي ليكون ذا تأثير واضح على تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران ، وإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، ويكون وسيطاً في تقريب وجهات النظر بين دمشق والرياض، ما يعني أن الحكيم تجاوز كل عقد السياسيين ويعبر بكل وضوح عن التزامه بعقائده واعتداله، كما هو الملاحظ عن سر الاستهداف السياسي للحكيم ، وان السر بات واضحاً في استهداف الحكيم من مناوئية ومنافسة بسبب هذا التميز في التمسك العقاىدي الحقيقي والدور السياسي المعتدل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة