الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا ناس يا عالم القانون يحمي المغفلين

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2023 / 7 / 26
دراسات وابحاث قانونية


في احدى ايام الشتاء الدافئة كنتُ في شارع المتنبي اتنقل بين المكتبات وإذا بكومة كتب في منتصف الشارع لاحَ لي من بينها كتاب قديم لقاضٍ سمعت عنه كثيراً ، مباشرةً مددتُ يدي الى الكتاب وإذا عنوانه " المختار من قضاء محكمة التمييز " لنائب رئيس محكمة التمييز العراقية القاضي الراحل " ابراهيم المشاهدي " ووجدت اكثر من جزء من هذا الكتاب وعلى غلافها الجميل طبعة بغداد عام ٢٠٠٠، اقتنيت جميع هذه الاجزاء خاصة وان قيمتها زهيدة جدا وقيمتها المعرفية كبيرة جدا ، واثناء الطريق من بغداد الى الصويرة رحت اتصفحها مع مجموعة الكتب التي اقتنيتها في وقتها ، ووجدت في نهاية الجزء الخامس الخاص بقرارات محكمة التمييز في القسم المدني في صفحة (205) مقالاً كتبه سيادة القاضي عن قاعدة " القانون لا يحمي المغفلين " ومن بين ما ذكره عنها في المقال الشيق ان القاعدة المذكورة قاعدة رومانية قديمة لم تعد تصلح في الوقت الحاضر ، لأن المغفل هو كل شخص لا فطنة له وفي القانون المدني العراقي رقم ٤٠ لسنة ١٩٥١ يكون كل شخص بالغ اهلا للتعاقد مالم تسلب اهليته او يحد منها بحكم القانون ، إذ ان عوارض الاهلية (4) : الجنون ، العته ، الغفلة ، السفه ،وهذه ان اصابت شخص ما أثرت في اهليته وتصرفاته فإذن الغفلة هي احد عوارض الاهلية والمغفل هو احد الاشخاص الذين جعل القانون اهليتهم محدودة وبالتالي حماهم اثناء التعاقد معهم ،لأن المغفل لا فطنة له وبالتالي لا يهتدي للتصرفات الرابحة ولا يميزها عن التصرفات الخاسرة فيغبن في معاملاته لسذاجته .
و بموجب المادتين (109 – ١١٠) من القانون المدني العراقي رقم ٤٠ لسنة ١٩٥١ فأن تصرفاته تقسم الى :
قبل الحجر عليه تعتبر صحيحة مالم يثبت انها وقعت غشاً
وبعد الحجر عليه يكون حكمها حكم تصرفات الصغير المميز اي من يتراوح عمره بين السابعة من العمر الى بلوغ سن الرشد. وبالتالي لا تكون صحيحة ونافذة الا اذا كانت نافعة له نفعا محضاً ، اما اذا كانت ضارة فتكون باطلة وتتوقف على اجازة وليه ان كانت دائرة بين النفع والضرر. وهذه كلها وسائل حماية للمغفل فهل يصح القول بعد ذلك ان القانون لا يحمي المغفلين !
ومع هذا الوضوح القانوني وكتابة العديد من رجال القانون عن هذه القاعدة و الاحاديث التي تزخر بها مواقع الانترنت عن ذلك وشخصياً تحدثت ايضا عن ذلك في موقع " مسارات قانونية " قبل اشهر ووضحتها بحديث مبسط ، مع كل ذلك لا زال راسخاً في ذهنية الناس مقولة " القانون لا يحمي المغفلين " التي روجتها ورسختها في اذهانهم السينما وخاصة المصرية ، مما يعني ان السينما والمسرح تتقدم على الكتاب مع الاسف في ترسيخ المفاهيم وبث وعي ما !
لذا لا املك غير ان انادي مجددا في مقالتي المتواضعة هذه ، يا ناس يا عالم والعباس ابو فاضل القانون يحمي المغفلين وليس لا يحمي المغفلين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب للمطالبة


.. ميقاتي: الحديث عن رشوة أوروبية للبنان من أجل إبقاء النازحين




.. بايدن: نحن لسنا دولة استبدادية ومع حق التظاهر السلمي وضد الف


.. جامعة أميركية تلغي كلمة لمندوبة واشنطن في الأمم المتحدة بضغو




.. ترمب يتهم الديمقرطيين بمحاولة السماح للمهاجرين لترجيح كفة با