الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة مسامير في نعش الكيان

عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)

2023 / 7 / 26
القضية الفلسطينية


إنها بداية النهاية لجمهورية الموز المدعوة (اسرائيل)، ثلاث مسامير جديدة في نعشها أتت أولها من فلسطين بتقديم مرافعتها المكتوبة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، حتى تتمكن المحكمة من إصدار الفتوى القانونية الدولية لماهية الاحتلال، والثاني التصويت بأغلبية الحضور في الكنيست على إلغاء قانون حجة المعقولية، والثالثة من الولايات المتحدة الأمريكية الحليف التقليدي للكيان الصهيوني، حيث اعترفت جمعية الأنثروبولوجية الامريكية بالنكبة الفلسطينية واعتبرت (إسرائيل) دولة ابرتهايد، وهددت بمقاطعة أكاديمية شاملة واعتبرت بأن الأكاديميين الصهاينة جزء لا يتجزأ من نظام الفصل العنصري.

ورب ضارة نافعة كما يقولون، لإن انعكاسات هذه الخطوات على الكيان الفاشي ستؤدي إلى إلقائه في مزابل التاريخ، والوضع ليس مبشراً للصهاينة، وحظوظ نتنياهو واليمين المتطرف الذي يقوده سموتريتش وبن غفير والوئام الحاصل بينهما الى زوال، فهذا التحالف القائم سينفرط عقده أجلاً أم عاجلاً ولن يصمد أمام الشعب الذي وقف على مدار السبع الشهور الفائتة في الشوارع في مظاهرات هزت الكيان الصهيوني ويحاول بحزم انتزاع زمام الأمور من يد اليمين، ولا تزال هذه الاحتجاجات مستمرة، وهي باقية في الشوارع حتى اقالة هذه الحكومة أو تراجعها عن خطة الإصلاح القضائي، وما سيتبعها من خطوات.

وحتى يكتمل المشهد ويؤول شهر العسل اليميني إلى نهايته، طالعتنا صباح اليوم الصحف العبرية بصفحة سوداء على صفحاتها الأولى، ووسمت اليوم الاثنين بالأسود، في اشارة الى رفضها لهذا الانقلاب على (الديمقراطية كما يدعون) وأرفقتها بسيل من التصريحات التي انطلقت عقب جلسة القراءة الثالثة لإلغاء قانون حجة المعقولية، ولعل أبرز هذه التصريحات، انحياز الهستدروت لجانب المطالبين برد القانون، بعد أن كان طرفاً وسطاً بين المتخاصمين، وصرح ارنون دافيد رئيس الهستدروت أنه سيناقش هذا التصعيد مع نقابيين آخرين، لبحث مسألة الإضراب العام في الكيان الذي سيؤدي الى شلل كامل في الحياة الاقتصادية كوسيلة ضغط مهمة للتراجع عن هذا القرار، وانضم إليهم الرئيس الاسبق للكيان رؤوفين ريفلين، بالاضافة الى أربع جامعات حكومية، وتيار اليسار.

ويعد الوصول الى قرار إلغاء حجة المعقولية، انتصار لليمين المتطرف وخطوة اضافية منه نحو السيطرة على الدولة، وصبغها بصبغة يمينية متطرفة، وسيكون شعبنا الفلسطيني المتضرر المباشر من هذه الإجراءات، حيث قدمت وما زالت مشاريع قوانين مقصدها الرئيسي السيطرة والتغول على حياة الفلسطينيين في كل مناحي الحياة، والعمل بشكل جدي على الترانسفير للعرب داخله للوصول الى الدولة اليهودية، وضرب أية اتفاقيات أو جهود دولية للارتقاء بالوضع المعيشي للشعب الفلسطيني وإعاقة تلك الجهود الدولية سواء التنموية والاغاثية او حتى السياسية، مصحوبة بالتعتيم الإعلامي الدولي المقصود على المجازر التي يفتعلها ويمارسها الجيش الاسرائيلي كل صباح ومساء والتي تحولت من اغتيالات عبر الطائرات والمسيرات الى الإعدام الميداني والذي تطور لاحقاً إلى الإعدام من مسافة صفر.

وإن صح التعبير بوسم هذا النزاع بالنزاع القانوني بين طرفي الحياة السياسية في الكيان الصهيوني، والذي في يبدو كصراع داخلي، لكن ارتداده المستقبلية ستكون الاسوأ على الحياة العامة والاقتصادية والمعيشية للشعب الفلسطيني الأسوأ، وستزداد المعاناة الفلسطينية، وإن اعتبار ما يجري شأن داخلي هو هروب من الواقع الذي سيشعل فتيل حرب أهلية طاحنة في المنطقة، سيكون وقودها الفلسطينيون والفلسطينيون وحدهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه