الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الممالك والإمارات هادئة والجمهوريات ذو الحكومات المُنتَخَبة تتصارع وتثور!

سيامند حسين إبراهيم

2023 / 7 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


هذا السؤال يتم طرحه في مراكز الأبحاث منذ عشر سنوات إبان بدء الربيع العربي. على الرغم من بساطة وسهولة الجواب إلا إنه ظل محل نقاش إلى يومنا هذا لأنه يحمل داخله فلسفة اجتماعية وسياسية كاملة، فقد قالوا بأن السبب هو قناعة الملك أو الأمير بأن حكمه ثابت وشرعيته مستمدة من الدستور الملكي ولهذا فإنه لا يخاف على حُكمه وثرواته من التغيير حتى وإن كان فاسداً أما الرئيس في الدولة الجمهورية فإن الدستور الذي جلبه هو نفسه ينص على تغييره أو حتى الإنقلاب الذي حكم به البلاد سوف يخلق انقلاباً آخر عليه في المستقبل، لأن نفس الإنسان أمارة بالسوء وللسلطة شهوة ولذة ومزايا كبيرة فإن الجمهوريات في العالم الثالث مبتلاة بحكام طُغاة يبقون في سدة الحكم حتى أكثر من ملكة بريطانيا نفسها. هنا يكمن سبب الفقر والمجاعة والقهر والظلم في بلدان العالم الثالث فالحاكم المتشبث بالسلطة لابد له من اصدار قوانين قاسية بحق الناس كي يضمن بقائه وهذه القوانين القاسية تقوي قبضة الأمن والجيش على السكان وهكذا سيعيش الناس في خوف ورهبة من الحكومة مما سيؤدي بهم الى رشوة هذه السلطات لكف الأذى وإلى انتشار الفقر والجهل وهما سبب معظم المصائب ومنه إلى الانحلال الأخلاقي ثم إلى تراكم الثروات في يد تجار السلطة الذين هم واجهة تجارية لأموال المسؤولين الذين نهبوا القطاع العام من موازنة الدولة المخصصة لخدمة ومعيشة الشعب وهكذا تستمر هذه الحلقة الفاسدة في تفتيت الدول والشعوب وتحطيمها منذ مئة عام وإلى اليوم حيث أدت إلى تدمير كيانات الدول التي تدعي بأنها جمهوريات وتجري انتخابات تمثيلية وتصرف ربع الميزانية على البروباغندا الإعلامية التي تمجد الرئيس ذو العشرين وسام ونجمة كونه أنقذ البلاد من الحوت الذي ابتلع القمر وقهر التنين الذي ينفث النيران. بطبيعة الحال فالشعوب التي تحظى بهكذا حكومات تسوء أخلاقها كما يقول إبن خلدون لأن القهر والظلم يولد الحقد والشعور بالظلم يولد روح الانتقام والانفجار ولطالما كانت هذه الروح وراء ثورات هوجاء تعصف بالبلدان فتدمر الصالح والطالح وتكون النتيجة أسوء من نظام الحكم نفسه لأن ما يجري ليست ثورة منظمة بل انفجار احتقان وغضب شعب مقهور منذ مجيء تلك الحكومة. قد يختلف البعض معي في توصيف الجمهوريات وحكوماتها ولكن حتى الدولة التركية التي تقام فيها انتخابات يشارك فيها ملايين السكان وهي افضل من الانتخابات العربية ولكنها تحظى بحكومة فاسدة ورئيس متشبث بالسلطة و اقتصاد متدهور بل حتى فرنسا أول جمهورية ديموقراطية في العالم الحديث تعاني من اضطرابات عمالية ومشاكل بشكل سنوي وذلك لتركز السلطات في يد الرئيس أي الرئيس هو الأمر الناهي.
هنا يتبادر للذهن هل الممالك والإمارات هي أفضل حُكماً، في الحال سيفكر القارئ بالسعودية والامارات وقطر والبحرين ولكن يجب ان لا ننسى ممالك السويد والنرويج وبلجيكا وبريطانيا والدنمارك واسبانيا فهناك عشرات الإمارات والممالك في العالم. بنظرة أولية لحال هذه البلدان سنرى إن اقتصادها مزدهر ومكتفية بما لديها فالحكومات هناك مجرد موظفين لدى الملك وهدفهم هو ارضاء الشعب كي لا ينقم عليهم وينتفض ثم يذهب الشعب الى الملك كي يغير الحكومة أو ينتخب غيرها أي أن قاضي البلاد هو منها وهو ملكها أما الجمهوريات فالرئيس يمثل النظام بشكل عام والقاضي هنا عندما ينتفض الشعب سيكون الامم المتحدة وامريكا وروسيا وهؤلاء قطعاً لا يريدون خيراً لأحد.
حقيقة الأمر ليس أن الممالك والامارات أفضل لحكم البشر لأن الشعوب تستحق نظام حكم ديمقراطي انتخابي يتغير كل عدة سنوات تكون فيه السلطة للبرلمان والشعب وليس بيد امير او ملك يُقبل الناس يديه ولكن وللأسف في ظل هذه الحروب والمجازر فإن الدول ذي الأنظمة الملكية كانت أفضل لشعوبها من الأنظمة الجمهورية. هنا سيسأل الكثير منا إذاً لماذا لا نحول الأنظمة الجمهورية إلى الملكية ونرتاح من ظلم الساسة والعسكريين الذين يحكمون الدول العربية والاسلامية والافريقية والجواب هو لا نستطيع ولأسباب كثيرة أهمها هو الفكر والثقافة الشعبية لكل دولة فالممالك والإمارات خُلقت نتيجة انضمام عشائر وقبائل الى بعضها البعض واختيار شخص يحكمهم منذ عدة قرون أو قرن على الاقل وهذا نتج عنه شرعية عشائرية، ثانيا شعوب الممالك تعودت على فكرة العيش في كنف ملك يحكم كل شيء كبريطانيا مثلا فإنك تستأجر الدكان او البيت من جلالة الملك كما هو مكتوب على الأوراق وهذا ما لا يمكن لشخص الماني قبوله فهو تعود على الحرية المطلقة ثالثاً الحكام والرؤساء الذين يحكمون دول العالم الثالث وصلوا الى الحكم بالدماء والتزوير فلا يمكن لأمثالهم أن يكونوا جيدين لدرجة تحويل دولهم إلى ممالك لخدمة الشعب لأن كابوس الدماء والتغيير راسخ في عقولهم وأما إن حظيت دول من هذه الدول برئيس حقيقي ويطبق الدستور والعدالة فإنه لن يطمع بالملكية لأنه لا يرى الحكم غنيمة وكنز ولا يوجد هكذا رؤساء في العالم الثالث. رابعاً والأهم هو وجود حكومة ظل واحدة وخفية تدير العالم ومستفيدة من الحروب والمظالم والانقلابات والهجرات الجماعية في هذه الدول ولديها أذرع قوية جداً تحكم العالم وتدير هذه الانظمة نحو الهلاك والغرق وإغراق شعوبها وهذا ما يفسر الانهيار الاقتصادي للدول عامة في وقت واحد.
أخيراً لا يسعني إلا أن أقول بأن النظام السياسي العالمي عامة متجه إلى نفق مسدود لا يعلم أحد ما الموجود في نهايته سوى الله، سواء أكانت حربا عالمية ثالثة أو انهيار النظام العالمي وتحول العالم إلى غابة بدون قوانين ولا حقوق انسان شكلية أو وضعاً جديداً لم نعهده أو نعشه من قبل في التاريخ البشري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -