الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسيون الغربيون وتجاهل قضية اليوغور

هشام جمال داوود

2023 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


اعترف مرشح رئاسي أمريكي بأنه لا يعرف من هم الأويغور. لكن فهم قضية الأويغور ضروري لفهم الصين.
إن زلة المرشح الرئاسي الأمريكي فرانسيس سواريز (ما هو اليوغور؟) او (من هم اليوغور؟) اثارت ردود فعل عكست ضعفا حيوياً في جزء على الأقل من المجتمع السياسي الدولي، ووصفت الردود على هذه الزلة قضية اليوغور بالكامل تقريبا بأنها حالة إنسانية، ومع ذلك فإن قضية اليوغور هي بشكل مباشر أو غير مباشر قضية سلام جيوسياسية ودولية للعالم الحر بشكل عام.
في آذار الماضي قدمت احدى الباحثات وهي نيفا ياو التي كانت آنذاك باحثة في أكاديمية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا شهادتها أمام لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأمريكية الصينية التابعة للكونجرس الأمريكي حول علاقة الصين التاريخية مع اليوغور والشعوب الأخرى في المنطقة.، وقالت ياو إن صعود وسقوط السلالات الصينية غالبا ما كانا مرتبطين بنجاح إدارة العلاقات مع الإمبراطوريات والقبائل في المنطقة الغربية، وتم دفع سلالات صينية متعددة إلى الإفلاس، وفي بعض الحالات تم الاستيلاء عليها بسبب الحروب التي لا تنتهي مع الجماعات البدوية القادمة من المنطقة الغربية.
يشير هذا البيان إلى أن معرفة اليوغور تعني معرفة سبب بناء سور الصين العظيم (أحد عجائب الدنيا) وأداة دفاع جيوستراتيجية قديمة، والأهم من ذلك فهم كيف تمكنت الجيوش القوية من إبقاء الصين داخل سور الصين العظيم لآلاف السنين.
وفي إشارة إلى الآونة الأخيرة، ذكرت نيفا ياو أن بكين كانت تحت ضغط كبير حيث أثارت حركة استقلال اليوغور مخاوف خطيرة تتعلق بالأمن الداخلي والاستقرار، وأكدت أن بكين ترى أن اليوغور هم أهم عقبة أمام تنفيذ مبادرة الحزام والطريق وتتخذ تدابير حتى خارج حدود الصين لإزالة هذه العقبة ومن الواضح أن مبادرة الحزام والطريق هي جزء من خطة هيمنة عالمية من قبل الصين، ونظراً لكونهم عقبة أمام مبادرة الحزام والطريق، فإنهم مهمون للدفاع عن العالم الحر.
ووفقا للممثل الأميركي مايك غالاغر، فإن التحديات العسكرية الصينية "متعمدة واستراتيجية وعدوانية"، ويتعين على الولايات المتحدة أن تنشئ حلقات من النار لردع الصين، حيث يقترح الخبراء تعزيز القواعد العسكرية في اليابان والفلبين، ومع ذلك ونظرا لنضالها الذي لا ينتهي من أجل الاستقلال والكراهية والعداء الذي تغذيه الإبادة الجماعية، أصبحت تركستان الشرقية الآن قاعدة عسكرية ثقافية ضد الصين و مليئة بالأسلحة و سيكون الاستثمار في هذه القاعدة إجراء دفاعيا وطنيا منخفض التكلفة وطويل الأجل وفعالا بشكل خاص في تدمير دفاعات العدو من الداخل.
أعلن اليوغور استقلالهم مرتين، في عامي 1933 و1944 عندما تلقوا الدعم الدولي وعلى الرغم من أن هاتين الجمهوريتين (اللاتي أطلق عليهما تركستان الشرقية) كانا قد وقعتا ضحية للألاعيب السياسية الدولية حيث تم حل جيوشهما وقتل قادتهما إلا أن الشعوب التي أنشأتهما لا تزال حية وتواقة إلى الاستقلال والحرية، وهذا التوق القوي هو مؤشر على أن المنطقة قنبلة موقوتة تنتظر أن تنفجر يوما ما.
الكاتب اليوغوري ابوالعز عبد الحق مؤلف كتاب (الاستقلال أو الموت)، قال إن هيكل جمهورية الصين الشعبية يتعارض مع قوانين الطبيعة وسوف يسقط بالتأكيد، والولايات المتحدة وأوروبا ستكونان في يوم من الأيام إلى جانبنا ضد الصين ... نحن بحاجة إلى أن نعلن للمجتمع الدولي أننا شعب لم يتعرض للاضطهاد لعقود فحسب، بل واصل أيضا النضال ضد القمع وأنه من أجل بقائنا لا يتعين علينا كشعب أن نسير على ظهور الآخرين ولكن فقط نحتاج إلى الآخرين ليمسكوا بأيدينا لمساعدتنا على الوقوف.
لذلك ، فإن معرفة اليوغور تعني الاعتراف بالضعف الرخو للصين ، أكبر عدو للعالم الحر ، وامتلاك سلاح فعال ضدها.
اعتبرت الصين الدول الإسلامية أكثر حلفائها موثوقية لإخفاء الإبادة الجماعية لليوغور وتسهيل مبادرة الحزام والطريق، ونتيجة لهذا الفهم احتجت الصين على حرق القرآن في السويد على الرغم من احتفاظها بأيديولوجية ماركسية لا تعترف اساساً بالدين وتعلن الإسلام مرضا عقليا، وإنها "تشفي" ثلاثة ملايين من اليوغور في المعسكرات.
من خلال دعوة الدبلوماسيين والصحفيين والعلماء من الدول الإسلامية لزيارة منطقة اليوغور وإطلاعهم على أحوال القرى أقنعت الصين هذه الدول بتجاهل الإبادة الجماعية لليوغور.
لقد جنت الصين بالفعل ثمار جهودها على سبيل المثال، أعلن الزعيم الفلسطيني محمود عباس أنه يعترف بسياسة الصين في شينج يانج باعتبارها ضرورية لمكافحة الإرهاب، وذكر أن قضية اليوغور هي مجرد أداة سياسية أنشأتها الولايات المتحدة للتدخل في الشؤون الداخلية للصين، تمت دعوة حكومة بكين التي تنفذ إبادة جماعية ضد مسلمي اليوغور إلى قمة منظمة التعاون الإسلامي كضيف ، وتمت مقارنة الرئيس الصيني شي جين بينغ بالنبي من قبل رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان.
ردا على خيانة الدول الإسلامية لليوغور صرحت زعيمة اليوغور ربيعة قدير أن (هذه الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية بدأت منذ الاحتلال وتستمر اليوم بطريقة أكثر انفتاحا ومختلفة، نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين وقد تقلل الصين من أعدادنا وتوقف تنميتنا بهذه الإبادة الجماعية لكنها لا تستطيع تدمير وجودنا الوطني، وكما كان الحال على مر العصور سنتغلب على أي اضطهاد وخيانة بإرادة الله وروح الأجداد التي غرست فينا من جيل إلى جيل، فقد تتحرك الجبال و قد تشرق الشمس في الغرب وتغرب في الشرق لكن اليوغور لن يصبحوا صينيين).
اليوغور ليسوا مجرد شعب مضطهد، بل هم أيضا مقاتلون من أجل الحرية لا يقهرون، ويمثل الحزب الشيوعي الصيني تهديدا عالميا لا يقتل اليوغور فحسب بل ينتهك أيضا الحقوق الأساسية لشعبه، ويبقي 1.4 مليار مواطن في سجن هائل ويحاول تصدير أيديولوجيته المناهضة لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. إن وقف الإبادة الجماعية لليوغور ليس مجرد عمل إنساني، بل إنه عمل من أجل السلام في آسيا وأوروبا والعالم.
واخيراً فإن عدم معرفة اليوغور يعني عدم معرفة اللعبة الأكثر شرا وعارا في القرن الحالي التي يتم لعبها على المسرح الدولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان