الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لقائد الضرورة

خالد العلوي

2006 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


القائد في الاسلام هو اب ٌ رحومٌ عطوفٌ حنون ٌ على جميع افراد شعبه ويتعامل معهم وفق هذا الاساس , اساس الابوة الصادقة التي توجه الابناء وترشدهم وتشد من ازرهم وتثبت خطاهم و تفتح لهم افاق التطور و التقدم كل حسب امكاناته و طاقاته و ميوله , اساس الابوة التي تجعله يعرف متى يصفح عنهم ومتى يؤدبهم , وكيف يوجههم لخيرهم وخير مجتمعاتهم ويدفعهم نحو الرقي والتطور بانفسهم وببلادهم ,وكل قائد لا يتعامل مع شعبه منطلقا من مبدا الابوة اطلق عليه لقب "قائد الضرورة", وهو القائد الذي يرى انه الملهم وانه الوحيد الذي من حقه ان يفكر , والوحيد الذي من حقه ان يقرر , والوحيد الذي من حقه ان يامر وينهى ويربط ويحل لحد ٍ يجعله يحل ما حرم الله ويحرم ما احله والعياذ بالله.

صدام حسين مثلا يعد انموذجا واضحا لقائد الضرورة الذي اتحدث عنه, القائد الذي الغى عقول واراء وطموحات الشعب العراقي لانه يرى انه الشعب وان الشعب هو , فلم يدع الشعب العراقي يقرر مصيره او يختار حياته في اي شيء , فقد كان صدام وصيا عليهم في كل شؤون حياتهم , كان هو من يفكر وهو من يخطط وهو من يدبر وهو من يقرر وما على الشعب الا التنفيذ , حتى بلغت صورة القائد الضرورة شر مبلغ في شخص صدام حين حرم الشعب العراقي من الانتخاب الحر والديمقراطي لمن يراسه لينتخب نفسه نيابة عن الشعب العراقي وليحصل على نسبة 100% من اصوات الشعب المغلوب على امره الذي لم يدل الا بصوت يقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
فبعد ان الغى القائد الضرورة ضوابط الاسلام والانسانية في سياسة امور الناس واخلاقياتهم بات وكانه في كل فعل وقول يقول للناس »أنا ربكم الاعلى«.
لهذا فمن غير المستغرب السرعة التي سقط بها نظام صدام ومن غير المستغرب ان لا يدافع الشعب العراقي عن الطاغية فكيف لشعب ان يدافع عن حاكم لم يقدره ولم يحترمه ولم يعطه ابسط حقوقه الانسانية من حسن المعاملة وحفظ النفس والولد , كيف يدافع عن قائد يرى انه ربهم الاعلى الذي عليهم طاعته من دون مناقشة والا فالموت له .

لهذا سقط صدام ولهذا سقط نظامه وبسرعة شديدة لانه لم يكن يحكم الناس كقيادي يتحلى بصفات الاسلام واخلاقه في التعامل مع شعبه ولهذا ايضا سقط قبله نظام الشاه والشاه نفسه في ايران وسقطت كل دولة وكل مدينة كان قائدها يرى نفسه القائد الضرورة واهمية فيسلب الناس السنتهم ويصادر عقولهم ويمتهن ادميتهم.
القائد الضرورة انموذج سيئ للقائد . فالقيادة في الاسلام قيادة الشورى , قيادة الاخوة في الدين او النظارة في الخلق, قيادة مشاركة الناس عقولهم كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة الخندق حيث اخذ براي سلمان الفارسي, وهو النبي الذي لو اراد لاخذ بالراي الالهي الذي لا يخطئ ولا يخيب , لكنه شارك الناس عقولهم واخذ برايهم في امور الدنيا و تخصصاتها ثم عمل باحسنه.
القيادة في الاسلام قيادة الاخلاق والمثل والقيم , قيادة ترسيخ المفاهيم العليا في التعامل والعيش لا قيادة القائد المفرد الذي يرى نفسه سلطانا و ضرورة لا بد منها ويرى الاخرين جثثا لا بد ان يخلص منها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر