الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنعالج ما في بيتنا من كراهية / اولا ... قبل ان نشرع قانونا دوليا للاخرين ...

حسن كعيد لواخ
كاتب وتربوي من العراق

(Hasan Gaeed)

2023 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تناقلت الأخبار نبأ مفاده إن رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني ، وجه بتشكيل لجنة من أساتذة القانون الدولي تتولى دراسة إعداد مشروع قانون ضد الكراهية ، يتبناه العراق من أجل تقديمه
الى المنظمات والمحافل الدولية .. ويأتي هذا التوجيه على تداعيات حادثة حرق المصحف الشريف والعلم العراقي من قبل سلوان موميكا ، وهو عراقي مقيم في السيويد ...
لا شك إن السعي لإعداد مشروع قانون كهذا يحسب للسيد رئيس مجلس الوزراء ، ويستحق عليه الثناء والمديح لما له من سابقة في دعم الجهد الانساني والدولي في محاربة خطاب الكراهية وازدراء الاديان والعقائد
والذي أصبح ضرورة لا مناص منها ، ولكنه أي المشروع جاء مخلا بمبدأ ( الاولويات ) ، أذ إنه أهمل النظر بقضية الكراهية في داخل المجتمع العراقي الواحد ، ولم يخطر ببال مجلس الوزراء الإلتفات الى الشإن
العراقي ودراسة مسألة تفشي الخطاب الطائفي المعلن اليوم وخلال الأعوام المنصرمة التي أعقبت العام 2003 ، والتي تقود الى الكراهية والتناحر والإقتتال ، والتي جاءت نتيجة للتدافع السياسي والإجتماعي بنسخته
السالبة ..
يفترض بالمجلس أن يشكل لجان عديدة في محاولة جادة منه لدراسة هذه الظاهرة وتفكيكها وتشخيص اسباب انتشارها وتغولها في المجتمع ، والعمل على إستثمار خبرة أصحاب الاختصاص والعقلاء والمثقفين ورجال
القانون من خارج القوى الطائفية المشبوهة ، والخروج بصيغة حل مرضية يتفق عليها الجميع ، تنهي مظاهر الفرقة والتناحر ، وتنشر بديلا عنها ثقافة التسامح والمحبة ، وبث خطاب إحترام الأخر ، ليكون عنوانا
للتعامل بين أبناء الطوائف والمعتقدات في العراق ، وحبذا ان يكون ذلك بتشريع قانوني يتم متابعته وتنفيذه واحترام جميع بنوده ..
واليوم يتساءل الكثيرون : لمصلحة من تتسع جغرافية ثقافة الكراهية وينتشر الخطاب الطائفي في المجتمع ، انتشار النار في الهشيم ، وخصوصا من خلال السوشيال ميديا التي باتت تعج بمئات الشيوخ والمعممين
وغيرهم من أساتذة ( الاكاديميات الطائفية ) التي تخصصت بإدارة التلفزة الطائفية والمروجين لها والذين ينفثون سموم الكراهية والأحقاد بين افراد الأمة الواحدة ، من خلال جلساتهم وخطبهم في المساجد والحسينيات
والتي تروج من على صفحات التواصل الاجتماعي حتى غدت من الظواهر السلبية المهددة للسلم المجتمعي ، والمسكوت عنها من قبل الدولة ..
شيخ لا يعرف الحياء ، غير مبال ولا مكترث لما يقول ويصرح ، يشتم وعلى روؤس الأشهاد صحابة رسول الله ، وخلفاءه من بعده وهم ابناء جلدته وعشيرته ..
وأخر لا يقل عنه حياء يتعرض لأزواج النبي ، ويطعن بشرفهن ، ثم يقلب ما تاكل من صفحات التاريخ ليسيء لصحابة الرسول ..
جماهير من الشباب المغسولة أدمغتهم بمحلول الطائفية النتنة يمرون من أمام مسجد الامام الاعظم ابو حنيفة النعمان في منطقة الاعظمية وهم يرددون شعارهم البائس ( يتلفت حسباله نزوره ) .
الى متى تسكت الدولة عن هذا الخطاب ، خطاب الطائفية والكراهية والإزدراء وعدم احترام الاخر المختلف ، أليس الأجدر بنا أن نسخر كل مواردنا من أجل مغادرة هذه الثقافة السقيمة ، بل ومحاربتها بشتى السبل
وبمختلف الأليات ، لإنها لا تقل خطرا عن خطر الامراض المعدية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس