الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن . . مصيدة الغرور النفطي / الجزء ( 2 ) - أولا : التورط بمتحكم الاجندة الامريكية في دورها

أمين أحمد ثابت

2023 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أولا : التورط بمتحكم الاجندة الامريكية في دورها


كما اوضحنا في الجزء الأول سيناريو الربيع اليمني من التدخل المسيطر اطلاقا لإدارة الوضع ومجرى الاحداث الاجندة الامريكية بتوافق مع الاجندة الأوروبية – الحليف التابع – وذلك عبر دور الاشراف الدولي على مسارات ثلاثة متلاحقة ، بدءا بحل الخلاف على الحكم سلميا بموهمات الحوار الوطني الشامل ، ثم دورها في منزلق المسار الى الحرب ، وأخيرا دورها حتى الوصول لنقطة وقف الاقتتال وتقسيم نظام الحكم بين ثلاثي الاقتتال في موهم الشراكة في دولة انتقالية – هذا السيناريو يعد تجربة إذا ما تحققت عنها ليس فقط الأهداف الإجرائية ولكنها تتعدى نحو تحقيق الغاية الرئيسية في الاجندة الامريكية ، والتي سيتم تعميمها تجريبيا على باقي بلدان الربيع العربي وغير العربي إلحاقا في مختلف بلدان العالم ، تحديدا منها أولا الافريقية وبمرتبة ثانية الشرق اسيوية بملحق تالي اسيا الوسطى – هذا السيناريو التجريبي المعدل الجديد يتمثل بدمج معاد لثلاث تجارب فاشلة استراتيجيا لنظام الإمبريالية الامريكية الفاشية والناجحة تكتيكيا بما حققته من اهداف إجرائية عنها ، الأساس عن منتج التجربة العراقية – من الغزو الأمريكي للعراق ، الذي لم يقف عند حدود اسقاط نظام حكم صدام بل تعداه نحو انهاء الدولة مع اقتلاع إرث وجودها المجتمعي . . خلخلة التركيبة المجتمعية العراقية وانسانها ، ما هيأ لسيد السيطرة الأمريكي أن يعيد تصميم بناء المجتمع على أساس مفرخات قوى متناحرة على المصالح تقود واقعا مع مرور الوقت نحو خلخلة قيم المجتمع وانسانها كناتج عن واقع التمزق المجتمعي والتمييز بين الناس بمرجعية الالحاق المتصارع بين تلك القوى المفرخة بعد انهاء الدولة العراقية ومغذى التناحر الدموي على النفوذ منها على رافعة المذهب وأخرى على رافعة الطائفية المناطقية البديلة عن امة المجتمع الواحد او برافعة الكراهية السياسية – لموصفات المدنية بدء باجتثاث حزب البعث وانتهاء بقيم الأحزاب ( الحقيقية ) واستبدالها بمفرخات انتهازية تدخل كملحقة ديكوريه كمتحالفات بين قوى النفوذ الدموية المتصارعة لاشاعة كذبة الديمقراطية الناشئة بعد الحرب في العراق ، اما منقحها عن سابق التجربة الامريكية الفاشلة والمتمثلة بالتجربة الأفغانية ، والتي تمثلت بتخليق واقعا احترابيا على أساس قوى مليشاوية مسلحة – بدلا عن صراع بين قوى سياسية - كان بإحداها او كلها – بصورة انقلاب عن الأولى كما هو في السودان او اليمن بتفريخ الانتقالي من مسمى الشرعية الموضوعة مقابلا لها جماعة الانقلاب الحوثي – واستحدث المتطلب الثالث التعديلي في هذا السيناريو الأمريكي – والذي سيحقق وفق نظرهم واقع توازن القوى الكبرى لمؤسس النظام العالمي القادم ، بأن تكون أمريكا قطبا فوق باقي الأقطاب . . على أن تظل الأقطاب الأوروبية شريكا تحالفيا تحت مظلتها ، بينما تتوهم القطبيات الأوروبية ( فرنسا ، ألمانيا ) بلا واقعية تحقق الغاية الامريكية و . . إن مثلت أمريكا القطب الأقوى منها وقتيا في البدء ، كونها أسست ما ترتكن عليه مستقبلا ب ( الاتحاد الأوروبي ) – كون النظام العالمي القادم المتأخر سيكون مؤسسا على قاعدة التنافس الاقتصادي بصيغة التكتلات الاقتصادية بدلا عن الاختلاف الأيديولوجي حتى في النمط الرأسمالي الامبريالي الواحد لمسار العالم – بينما قدرت بريطانيا حقيقة عجزها عن مواكبة التطور الاقتصادي لكل من فرنسا وألمانيا ، حيث سيكون وجودها في الاتحاد الأوروبي غير نافع لذاتها لتكون المتصدر القطبي الأول لأروبا . . بقدر ما ستكون مسهلة لتجاوز كل من فرنسا وألمانيا لها كقوة قطبية اقتصادية ، فكان لها الخروج عن الاتحاد الأوربي لتلعب دور الشبح الظلي للقطب الأمريكي ، تحت موهم ثبات تصدر أمريكا على العالم فوق باقي الأقطاب . . يمنحها واقع القطبية الأكثر قوة ونفوذا مقارنة بالاقطاب الأخرى – الأوروبية الى جانب المقابل الاخر الممثل بالصين وروسيا – هذا التعديل الثالث لسيناريو التجربة – في اليمن كحقل تجريبي . . قبل التعميم كأساس تنفيذي للأجندة الامريكية في مختلف بلدان العالم – على الأقل خلال الخمسين سنة القادمة او حتى كنهج لهذا القرن الحادي والعشرين – حيث يستمد التلقيح عن التجربة الامريكية اللاتينية ( الأكثر قدما للاستعمار عبر السيطرة الاقتصادية المطلقة لرأس المال الامبريالي على هيئة شركات احتكارية او متحد كارتلات متحكمة بواقع بلدان أمريكا الجنوبية ) ، والتي انتجت منكشف التبعية المطلقة لمجتمعات تلك البلدان تحت التحكم بمعيشة وحياة انسانها ، وهو ما قاد مع مرور الوقت تغير اخلاق انسان المجتمع وقيمه ، حيث مثلت النفعية الفردية الانتهازية الانانية السبيل الوحيد لانسان المجتمع ( فردا او مجموعة ) للعيش ونيل الفرص لتحسينها او عمل الثروة خلال التطبع الذاتي على المسار المرسوم ، وغالبا ما يكون قائما على اللاشرعية القانونية او الأخلاقية – أي من سيبقى من انسان تلك المجتمعات محكومة قناعاته بقيم المجتمع القديمة المبنية على الفضيلة او على القانون او مبادئ مثالية كالوطنية ، لن يكتب له سوى الفشل الدائم والانسحاق تحت متطلبات الحاجات الأساسية للعيش والحياة و . . من يتكل عليه اعانة او محسوبا عليه .
هذا المعدل الثالث ، يكشف التأسيس الواقعي لإعادة انتاج انسان المجتمع تحت القبضة الامريكية ( المعاصرة ) – جبرا – كتابع طوعي بقناعة ذاتية من خلال مطلق التحكم بعيشه وحياته ( وإن كان دخيلا عليه ) ، ومن جانب اخر يقاد المجتمع عبر افراده نحو تفسخ القيم المجتمعية . . بما يطبع المجتمع لاحقا بالتقبل الحياتي وادارتها بمعايير النفعية الطفيلية ، وتكون معايير الفضيلة والقانون والتميز وطبيعة العمل . . ليست سوى اضحوكة يتغنى فيها الفاشلين .
وعليه فإن نموذج هذا السيناريو الأكثر معاصرة ( ثلاثي ابعاد المحاكاة ) . . قد اصبح هو الطريق الأمثل لصناعة ( الفوضى الخلاقة ) ، حيث يمزق البناء المجتمعي ويعاد تشكيله وفق مشيئة ومصالح الصانع ، ويعاد الصراع المجتمعي بإلغاء عن جوهر طبيعته التاريخية لصراع بين مفرخات قوى مليشاوية مسلحة ، وتثبت ثقافة الكراهية بين المكونات الاجتماعية على أساس عصبوي وانتقامي ثأري مورث عن منتج الاقتتال ، ويعمم زيف الفهم والتصورات والقناعات وحتى العلاقات المجتمعية عند غالبية افراد المجتمع ، وتحل قيم الفساد واللا اخلاق واللا قانون و . . حتى ضد الأعراف محل ما هو قيمي ( حقيقي ) عند انسان المجتمع ، حتى تصبح المبادئ – كالوطنية والشرف والصدق والأمانة . . الخ – غطاء مستخدما تتخفى وراءه قيم الانحلال والانهيار القيمي لانسان المجتمع وطابع حياته الدائرة واقعا – ومن خلال النواتج المتعددة لأبعاد السيناريو التجريبي النوعي المستخدم على اليمن ( كسابقة يعتمد عليها قدما ) ، يكون لأول مرة في تاريخ النظام الرأس مالي العالمي قادرا على تحقيق ( التبعية المطلقة ) بدلا عن ( التبعية النسبية ) لمجتمعات الأطراف الى المركز القطبي المتبوع ، والذي كان يعتمد على تبعية أنظمة الحكم لتلك البلدان او من خلال الرساميل او العملاء التابعين المصنعين كواجهات نفوذ محلي سياسي او رأس مالي – هذا الانتقال نحو ( واقع التبعية المطلقة ) عبر انسان تلك المجتمعات الملحقة . . كطابع يسود جوهر متصارع القوى الكبرى على النفوذ العالمي ، والمخفي وراء التسابق التنافسي الاقتصادي وصيغ تحالفات التكتلات الاقتصادية – كمعبر عن القوة في درجة الاستحواذ ، بينما تمثل القوة التسلحية المشاعة قيدا جبريا في عدم استخدامها ، فأي تصادم عبرها يهدد بفناء الأرض بكل ما فيها – وما يكشف حقيقة النهج الأمريكي و . . حتى الأوروبي المتخفي وراء الوقاحة الامريكية . . كمؤشرات يسعى فيها الغرب أن يكون ( جوهر الامبريالية المعاصرة ) – اليوم وغدا ذات اصل طابع فاشي ووحشي . . حتى على الصعيد العنصري الجيني واللوني للبشرة و . . أيضا الديني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح