الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصر الغليان العالمي

حسن مدن

2023 / 7 / 29
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


هذا هو الوصف الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على ما يعيشه العالم اليوم، على خلفية موجة الحر «المرعبة»- والوصف لغوتيريس نفسه- التي تجتاح مناطق مختلفة من العالم، لم يعرف عنها في السابق أنها كانت حارة الطقس، حتى أن درجة الحرارة في بعض هذه الدول فاقت الخمسين درجة.

لقد كان العالم يتحدث عن عصر الاحتباس الحراري، ولكن ها هو من يقف على رأس المنظمة الدولية الأهم، يقول إن هذا العصر المنذر بأفدح الأضرار على الحياة وسلامة الكوكب، قد انتهى، لننتقل إلى ما هو أخطر منه بكثير، هو نفسه «عصر الغليان العالمي»، ومن علاماته أن شهر يوليو/تموز 2023 الذي أوشك على الانتهاء، حطم الأرقام القياسية في جميع المجالات، مضيفاً أن ما نعيشه حالياً ما هو إلا «مجرد البداية» لما هو أكثر رعباً، ومن المنطقي أن نقول، بالنتيجة، إن القادم هو بالضرورة أشدّ خطورة، إن لم يفق العالم، والمتنفذون في مفاصل القرار فيه، إلى رشدهم.

لا يبدو قول غوتيريس مفاجئاً، فما يحذر منه كان متوقعاً، وإن كان الرجل قد أوضح أنه رغم كون التأثيرات الشديدة للتغير المناخي تتماشى مع التوقعات والتحذيرات المتكررة من قبل العلماء، فإن «المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير»، حيث بات «الهواء غير قابل للتنفس والحرارة لا تطاق.
ومستوى أرباح الوقود الأحفوري وتدهور المناخ غير مقبول».

ومن هنا أتت دعوته إلى اتخاذ إجراءات سريعة في مواجهة العواقب «المأسوية»؛ حيث «لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار. لا مزيد من انتظار أن يتحرك الآخرون أولاً»، مشيراً إلى أن «الدمار» الذي بدأته الإنسانية يجب ألّا يبعث على اليأس بل العمل، وجديرة بالوقوف عندها عبارته هذه عن «الدمار الذي بدأته الإنسانية»، وهو أمر خلص إليه العلماء أيضاً، حين أشاروا إلى أن نشاط الإنسان لعب دوراً مؤثراً في موجات الحر الشديد التي اجتاحت أمريكا الشمالية وأوروبا والصين هذا الشهر، وتشير دراسة أعدّها فريق إسناد الطقس في العالم، وهو فريق عالمي من العلماء الذين يبحثون في علاقة تغير المناخ بالظواهر الجوية المتطرفة، إلى أنه لولا نشاط البشر لكانت تلك الظواهر التي شهدها هذا الشهر «نادرة للغاية»، وأنه من المستحيل عملياً ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا وأمريكا الشمالية دون تأثيرات التغير المناخي، حيث «لم يتوقف العالم عن حرق الوقود الأحفوري وأصبحت عواقب تغير المناخ، ومنها موجات الحر أكثر حدة».

لم يفت الأوان لتدارك الكارثة القادمة، ولكن هذا يتطلب مغادرة التوحش الحالي في العلاقة مع الطبيعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة