الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للسوريين اشتياقهم

ندى مصطفى رستم

2023 / 7 / 29
الادب والفن


كم اشتاق لحلم كنت قد رسمته فيما مضى، ولكثرة الرسامين المتطفلين أصبح الحلم بعيداً عن ريشتي، كم أشتاق لذاتي التي شلفته الى وهم الأمان. أي أمان هذا الذي أنشده؟ لا أرض لي ولا سماء أيضاً، ولا الهواء يعتاد رئتيّ.
منذ فترة طويلة بات الحلم ينوس مثل وطني يصغر ويصغر ربما حتى التلاشي، وأبقى وحدى عارياً من كل شيء، فالحياة لن تكون بكاملها شطاً للعراة بدون حواجز ومواقف، أي لن تكون الحياة هلامية خالية من الحقائق التي تنشد أن تكون من أخلاقيات المجتمع ذات يوم.
يقول فرويد، عندما تكبر، أمامك السماء لتبصم عليها، بكل صلف وكبرياء ولن تأبه لأي شيء من شأنه أن يفسد عليك فرحتك وعنجهيتك، عندما بصمت، كانت الماء في دورقك لاريب فيها، لا خطأ يرسو على حواف كأسك، وفي النصف الثاني من العمر يوصف غوستاف بأن لا شيء يهم سوى الاحتفاظ بالحياة فقط، حياة لا شيء معها، الحياة، حاف، عاري، بسيط وفقير وحيد الجانب هدفه أن تبقى وكفى! فما فائدة الحياة بهذه الطريقة الساذجة والبسيطة.
يقيناً ما يجعل الحياة حياة هو الحلم والتفكير، وما يقوله غوستاف في النصف الثاني ينتقل تفكيرنا من قبر الرحم الى رحم القبر، وما فائدة الحياة إن لم تتحدث لغتها الأم ولم تذهب عبرها إلى الآخرين الذين كانوا حلمك فيما مضى! تتلاشى الأحلام يوماً وتصبح من الماضي ولكن على المرء أن يتمسك بالحلم الطفولي ويعمقه في قاع ذاته، عندما يكف الحلم عن قيادتك، فأنت تعيش وهماً محضاً. في النصف الثاني من العمر يقود غوستاف العواميد والجبال والأشجار ضد الحياة الرخو في نصفه الثاني، من عادة الحياة أن تجمع المتناقضات وهي تعريف ذاتها، في النصف الاول يركض المرء كونه يعاني من الصعوبات. أما في النصف الثاني فتلوي الذات على ذكرياتها يكتفي بذكر المعانات، هنا يترك المرء كل شيء ليتمسك بالهوية والحلم والذات.
الحياة، بدون حلم ليست حياة، الحياة الرخاء في جزء الثاني تحتاج إلى حلم قوي ومستقيم كي تستقيم وتستطيع أن تحملك وتحمل الحياة معك، ويحملك الحلم بشكل يليق بك، فالحلم في نصف الثاني من العمر هو انتهاء للحياة. سأعود إلى حلمي لأنه يستطيع أن يجعل الحياة عبوراً نحو الجمال، حينها تشتاق لنفسك وتضحك مع نفسك ويأخذك الرضى.
العود الابدي هو الأجمل في حياتنا كم أشتاق لمن شلفهم القدر أمام اشتياقي وكانت حيلتي مع البعد ضعيفة. كل المحاولات كانت عبثاً لاستعادة وجودهم يوماً ما، كم أشتاق إلى تعريف نفسي بحضور كل ما ينكر وجودي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عدت كما كنت
حميد صائغ ( 2023 / 7 / 29 - 18:34 )
قلت بيني وبين نفسي لم نعد نراك، فها انت عرفت ذلك، بدأت بالاشتياق.شكرا لك السيدة ندى


2 - الاجمل
Suha Tacher ( 2023 / 7 / 29 - 18:52 )
هذا ليس حكراً على العرب، والعرب ربما لا يفكرون بهذه الطريقة، مع جل احترامي لهم، ابناء قومي الجميلين، جئت وسلامة مفروش على دربك. شكرا للسيدة


3 - الانتماء
ابو علي ( 2023 / 7 / 31 - 23:35 )
الى اي وطن سيكون اشتياقك؟ لم تقل، في الاشتياق هناك شكلان :الوطن والمهجرانك تريد أن تجعل اشتياقك خارجياً بمعنى مهجريا، عبر هذا ل ووتلك لي، وانا على دين الوطن كداخل ودين المهجر وهو الخارج، لم تأخذي قرارا بمعنيين المغيبين في تفكيرك هناك امورا يلزمها الحسم بعض الشيء، اهلا بعودتك كوهم

اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في