الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه/11

عبدالامير الركابي

2023 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يذهب صدام حسين تحت اغراء الريعية واهام الايديلوجيا والرغبة بالحكم الى الهاوية السلطوية، خلافا لحال آل سعود المتحولين الى "حكام" في موضع هو كمايقول عنه اهله " طلع لايحكم"، بمعنى مجتمعية "لادولة"، حين تكسر قاعدتها البنيوية التكوينيه اليوم بفعل عامل طاريء من خارج التوازن المجتمعي، يوم تذهب القبيله للموت باقامه الهرم العطائي من الاعلى، حيث ال سعود في القمه، بينما يستحيل على صدام حسين قتل الازدواج التاريخي اللاارضوي الارضوي، او محو اصطراعيته المتجاوزة للمكان، والمتعدية للحدود الكيانوية، ففي الجزيرة يموت الاستلهام السلفي، واضعا الختام في محله ك "نهاية" مرحله من تاريخ التعبيرية الارضوية بصيغتها الحدسية الابراهيمه، في حين تسقط المنطقة بعدها امام النموذجية الغربية، بما ان هذه انتقلت انقلابيا مستجدا لطور غيرمسبوق على الصعد المختلفة، وهو مايظطلع به الجزء الضخم حجما، الاقرب الى الكيانوية "الوطنيه"، وبالذات المصري المقارب للنمطية الاوربية بدون علو دينامياتها، في الوقت الذي تظل خارج الادراكية، اليات التشكلية الحداثية الراهنه الرافدينيه، تلك السائرة بلا نطقية منذ القرن السادس عشر.
ومقابل انتقال الغرب الى الطور الالي، تتنامى تشكلا في هذا المكان احتمالية الانتقال الى الطور مابعد الموحى به، النبوي الحدسي، ذلك علما بان الموضع المذكور الاساس والاصل لهذه الجهه، كان له ان قرر ابان دورته الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، "نهاية" اخرى، بمعنى انقضاء الطور النبوي من التعبيرية اللاارضوية، ومع الاختفاء في سامراء شمال بغداد وقتها، وصياغة اسطورة الغيبه و"المهدي" من لدن الابراهيمه العائدة الى ارضها، انتهى عمليا اي بقاء او استمرارية تعلق بالنبوية، بحلول نوع تعبيرية اخرى، مع ان مثل هذه"الاسطورة" الاستباقية المستقبلية الاستبدالية، لم تعرف في العصر الحديث اية تجسيدات واقعية، وان هي لم تغب عن اجمالي وغالبية وعي المجتمعية، بالاخص اللاارضوية منها العراقية، فما ظهر هنا وتكرس منذ القرن الثامن عشر هو "الانتظارية" مكررة في حالة ونموذج اللادولة النجفية الاجتهادية، مع ان المظهر النجفي برغم ماهو عليه، يخالف كليا ماممكن ظهوره اليوم من محاولات استعادية تكرارية، تنحو لاستحضار ماقد انتهى دوره وزمنه.
وتبقي الناحية الفصل فيما نحن بصدده، ومالايمكن التوصل الى خلاصه مقبوله لمانحن بصدده من دونه، موضوع اصناف المجتمعية والكيانيه، ماصار يقتضي كشف النقاب عن جانبها الاهم غير المدرك والمغيب "انسايوانيا"، مادام الكائن البشري محكوما لمستوى الاعقالية الموافقه لهذا الطور من صيرورة الكائن البشري، قبل الانتقال الى "الانسان"، ومغادرة غلبة الجسدية على العقلية، والانتباه وقتها الى كون المجتمعيه مجتمعيتين: ارضوية / لاارضوية، وان الكيانيه المجتمعية والحالة هذه هي جغرافية ارضوية سكانيه، واخرى مطابقة لنوعها، "كتابية"كونية، تحققها مرهون بتعبيريتها، مع خضوعها تصّيرا للمراحلية، ومنها النبوية ابتداء.
والعراق هو ارض التحققية الكتابية الاساس والنهائي، الوحيد على مستوى الكوكب المتوافق كينونة مع الطبيعة والتكوين المجتمعي ومالاته، والغرض من وجوده، اي انه ليس الجزيرة العربية ولا مصر وساحل الشام، حيث التبلورات الكتابية الثلاثة الاولى خارج ارضها، فالكتب النبوية الموحاة وجدت في مواضع ليست لاارضوية حيث منطلقها، بل ارضوية اقرب وملحقة تكوينا بالبؤرة اللاارضوية الازدواجية، ادت مهمة التحقق التعبيري الاول ضمن الاشتراطات الانسايوانيه، لان التحقق النهائي المطابق لاشتراطات الانسان وبلوغه الطور الاخير من وجوده على الكوكب الارضي، لم تكن مهياة في حينه، من هنا اختلف تفاعل واستجابة ارض مابين النهرين مع المرحلة الالية الاوربية، فما كانت لتخضع لها كما الحال المصري الشامي، او الجزيري الريعي، مع انها عرفت اشكالا وتجليات عائدة سواء الى الاسقاطية النموذجية والاتباعية المتماهية بلا اسباب،تعاملت معها ب "الاستبدال"، او وفي نهاية المطاف "الريعية" كنهاية سلطوية، فالظاهرتان اذ توجدان هنا في موضع الازدواج المجتمعي واللاارضوية، فانهما تخضعان لقانون الاصطراع الدوراتي الانقطاعي، ومفاعيله السائرة الى التحقق الكتابي و"فك الازدواج".
العراق اليوم ومنذ القرن السادس عشر هو حال تشكل من نوعه كنمطية"كتابية"، علّية، سببية متاخرة، من دون وحي ولانبوة، تقوم بالادراكية الاستثنائية المتطابقه مع صنفها، مايجعلها سماوية كينونة وبنية، كما هي نوعا مجتمعيا، ماينتج في نهاية المطاف وكمقدمه للانقلاب النهائي، حالة من انتهاء امد " السلطة الامتيازية" الارضوية الاحادية، وهو ما قد ميز سلطة صدام حسين ومعه حزبه ومجموعته القرابية، بما هم حالة ريعيه تعتمد وسيلة من خارج التوازنات المجتمعية التاريخية ازدواجيا، لتستثيرعوامل من خارج دائرة الصراع الذاتي، من تلك التي لاتتحقق بذاتها حصرا، والمرتبط تشكلها التاريخي بالتفاعلية المستمرة مع بؤرة الاصطراع الازدواجي ومترتباتها، ومع تفاقم الخطر على المركز الاجتهادي الانتظاري وطلائع انتفاضه كما حصل عام 1977 في انتفاضة خان النص، دلاله على تعاظم الشعور بالخطر الافنائي، حيث كان الخميني منفيا، وحيث تسارعت وتيرة الرؤية التحويرية غير العادية، من الانتظار، الى ضرورة "الحكومة الاسلاميه" وولاية الفقيه التي تبلورت في النجف، تحت طائلة الشعور بوطاة الحكم الريعي، والنزعة التعاضدية مع مركز التشيع العالمي الحديث، وابان لحظة غير عادية، تشارف حد الاستثناء التاريخي.
على هذا المنوال تعود اليوم لتعمل ضمن اشتراطات انتهائية لزمن قارب على الانقضاء، فعالية العوامل المساعدة البرانيه، من نوع تلك التي مثلتها الثورة الجزيرية في القرن السابع وتسببت ب"الفتح" في ازالة كابوس الاحتلال الفارسي، لتتيح للاليات الازدواجية الرافدينية العودة للانطلاق في دورة ثانيه امبراطورية كونية، علما بان الثورة المذكورة هي بالاصل والاساس رافدينه عقيدة وكينونه، لاوجود لها، وماكانت لتصبح ماقد حققته كونيا ابتدائيا، قبل تحقق الامبراطورية وريثة الفتح على مدة خمسة قرون، ومحققة اغراضه، كذلك حال الخميني والتشيع الرافديني، نتاج الدورة الثانيه والابراهيميه العائدة الى ارضها( هذا ماصرح به خامنئي مرة قائلا نحن عراقيون لان التشيع عراقي) كما ان الابراهيمه عراقية لاارضوية اصلا.
ومثل ماتقدم من فعالية العلاقة المتبادلة خارج الكيانيه الحصرية، لاترد في بال او رؤية من يعتقدون جازمين بنهائية التعبيرية الجغرافية الكيانية الحصرية الارضوية، المحدودة القاصرة عن الذهاب لحيث ديالكتيك العلاقة الازدواجية اللاارضوية، وقوانينه الذاهبة الى تعدي الارضوية، الى المجتمعية العقليه، وهؤلاء لايمكن ان يروا في الثورة الخمينه الا الجانب الايراني، فيضعونها ضمن اطار الاحادية المعتادة، والمستحيلة في حالتنا كما هو مجمل تاريخ ايران وعلاقته التاريخيه الانصبابية بالابراهيميه، وماتسفر عنه كحصيلة، انتقلت بموجبها ايران من الكينونه الامبراطورية العبودية، الى الازدواج الابراهمي هي وكل مايقع وراءها من كيانات واصلة الى الصين والهند، ماقد بدل كينونتها، وجعلها دائرة ابراهيمه، هي الثانيه الاقرب الى الدائرة الاولى الشرق متوسطية، ارض المنشأ.
ونحن هنا امام منطقين ومنظورين للتاريخ المجتمعي، والقوانين الحاكمه لمساراته، لاارضوي ازدواجي ذاهب الى مابعد مجتمعية جسدية حاجاتيه، واخر ارضوي جسدي حاجاتي، اعلى اشكالة الاوربي الحديث، وماتمخض عنه وواكبه من مفاهيم ومنظور شامل، متقدم ضمن الاسس الارضوية الاحادية، ليس له ان يرى في الخمينية والثورة الايرانيه عنصر الانهاء لمفعول الريعيه في ارض الازدواج، بالاخص مع الحرب التي قامت قي حينه كخيار مصيري لاايمكن تحاشيه من الطرفين، استمر لثمان سنوات، مع ان اللحظة المذكورة التحريرية التي لعبتها الثورة الايرانيه، لم تلبث ان تحولت من حيث الفعل والدور الى عكسها، كما هو حاصل اليوم، ومنذ الغزو الامريكي الذي انهى الكيانيه العراقية وسحقها، بانتظار الرد الاكبر اللاارضوي، وماسيترتب عليه من مفاعيل واثار ستقلب كليا، وتنهي ماهو سائد في ايران من شكل نظام، يوم ينها ر بظل انتهاء الاحادية كونيا، ليتذكر الكل ساعتها بان ثورة الخمينية ونهاية نظامه وماتركه خلفه، كان ابتداء وانتهاء موصولا زمنا ونوعا وضرورة، بارض الازدواج ومسارات تشكلها الراهن، الاخير النهائي.
ثمة لحظة وحالة انقلاب، هي لحظة "فك الازدواج"، هي افتتاح طور انقضاء الارضوية وهيمنتها المفهومية الاعقالية والواقعية، وبروز، ومن ثم غلبة المنظور والواقع اللاارضوي ونمطيته المقررة ابتداء، وعند اول تبلور الظاهرة المجتمعه كمنتهى ومآل، اخذ الى مابعد مجتمعية جسدية حاجاتيه، مع حلول العقل محل الجسد حضورا، وبدء عملية التمهيد للانتقال من الكوكب الارضي، نحو الكون الاخر اللامرئي، ومن غير المنتظر ولا المقوقع بداهة مع عظم مامشار اليه من انتقالية، حدوثها بسلاسه وبايقاعية منتظمه، مع ماهي محكومة باجتيازه من ثوابث قارة وشبه نهائية، مكرسة واقعا معاشا وتصورات، بالاخص بعد الحقبة الغربيه الاليه، وضخامة ماكرسته من توهمية عليا، مما يعرف بالحداثة المقاربة للعلم والمعرفه العقلانيه الغاية، مع ماهو مفترض من حال اضطراب انقلابي مجتمعي مرافق ومواكب، هو من متحصلات انتهاء الصلاحية المجتمعية الارضوية الاحادية، مامن شانه ادخال الكائن البشري طورا من الاختلال والاضطراب الشامل المجتمعي البيئي المنذر بالفنائية، مع مايتولد عن ذلك من مازق قصوري، ناتج عن التفارق القاتل، بين طبيعه اللحظة ونوعها، مقابل مامتاح من طاقة وقدرة ادراكية دونية ارضوية، ومتبقياتها، مايمنع تهيؤالاسباب للتعامل معها بما تتطلبة وتقتضيه.
هل يمكن التصديق على سبيل المثال، بمروية من نوع تلك التي تقول بان نظام صدام حسين هو المحطة الانقلابية البدئية الثانيه، اي انتقال ارض مابين النهرين التي اسست للتاريخ وللازدواج الارضوي اللاارضوي، وللمنظور السماوي، ذلك الذي اخترق المجتمعات الاحادية، وظل كذلك في الطور الاول اللاتحققي،، انتقالها الى البدئية الثانيه الكونية، والى التحققية الكتابية التي تؤسس للانتقال الشامل الى اللاارضوية، فتشير الى السبل المفضية لعالم الانتقال العظيم مابعد الارضوي، العقلي مابعد الجسدي، عالم مغادرة الكوكب الارضي، بعدما ادى المطلوب منه، وماهو موجود اصلا لادائه.
ـ يتبع ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا