الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل تمارس القرصنة البيولوجية على المغرب وتنافسه زراعيا في الأنتاح والتصدير

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 7 / 30
الصناعة والزراعة


ما ذا يقع في الفلاحة المغربية؟ وما هي المخاطر المستقبلية لما يقع حاليا؟
يشتغل الإسرائيليون كجواسيس، يأتون إلى المؤتمر في اليوم الأول ولا ترى لهم اثرا بعد ذلك. ينتشرون في الارض ويسرقون المادة الجينية من اشجار اركان والنخيل ونباتات مختلفة ادأينما حلوا.
هذه المحاولات التي تمت قبل ثلاثين سنة بدأت تعطي أكلها الآن. 80 % من بذور الخضروات المعروضة للبيع في السوق المغربية مصدرها إسرائيلي. إسرائيل مارست القرصنة البيولوجية على المغرب.
هذا ما قاله، محمد الناجي، الذي يعمل في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط كاختصاصي في الموارد البحرية بالأساس وله دراية بالأمور المتعلقة بالفلاحة، وبالتالي فتدخله عبارة عن شهادة من الداخل.
يقول هذا الخبير إن رهان الكيان الصهيوني على الفلاحة المغربية ذو بعد استراتيجي. وقبل الوقوف عليه في حقيقته، يجمل بنا أن نعرف ما هي إسرائيل. هي بقعة ارضية صغيرة، استنزفت مياهها العميقة وأصبحت مياهها مالحة لا تصلح للزراعة بعد ما لجأت إلى استعمال مياه الصرف الصحي. ولا ينبغي أن ننسى أنها طورت البحث العلمي، حيث خصصت له 5,44 % من الناتج المحلي، في حين أن النسبة المسجلة في المغرب هي 0,7 %.
تتوفر إسرائيل على بحث علمي متطور خاصة في المجال الفلاحي في إطار البيوتكنولوجيا، وبالتالي تسعى، بحكم أن لها شركات كبرى تشتغل على المستوى العالمي، إلى توسيع مجال اشتغالها؛ لهذا اتجهت في البداية نحو مصر والأردن ثم السودان وأخيرا المغرب.
ما هي رهانات إسرائيل؟ هناك رهانان أساسيان: أولا التطبيع؛ بمعنى أن هذا الورم الخبيث المبثوث في قلب الأمة العربية الإسلامية يصبح دولة عادية. ثانيا، هناك الرهان الاقتصادي، لأن إسرائيل من أقوى الاقتصادات العالمية.
لإسرائيل بحث علمي متطور ولكنها تفتقر إلى الموارد الطبيعية كما رأينا، مع مفارقة وهي انها من أكبر الفاعلين في العالم على مستوى الإنتاج والتصدير، ولها عدة شركات، مثل شركة "ناطافيم كورب" وشركة "مهادرين" وشركة وغيرهما.
إذن، وبما أن إسرائيل تبحث عن منافذ تطور فيها أنشطتها فقد، اتجهت صوب المغرب، علما بأنها جاءت إليه منذ بداية التسعينيات، وفي هذه الفترة اخترقت الجامعات، خاصة في المجال الفلاحي، وعشنا هذه التحربة في معهد أكادير.
وبما أن التطبيع توقف سنة 2000، لكن الجذور المبثوثة كانت قد ترسخت أكثر، فجاءت شركات كبرى متخصصة في ثلاثة مجالات: محال البذور، مجال معدات السقي الموضعي (السقي بالتنقيط) ومجال الأسمدة الذائبة. انتشرت هذه الشركات في ربوع المملكة وهيمنت على السوق الداخلي بما فيه جهة سوس ماسة درعة.
قضية البذور في المغرب اصبحت ذات شجون. لم تعد الشركات الإسرائلية تعرض منتوجها بشكل واضح ومكشوف، بل تقوم بذلك من خلال الاختباء وراء شركات هولندية لها باع كبير في هذا المجال. ولا ننسى أن البذور مهمة في تحقيق الأمن الغذائي.
ورغم أن المغرب يحتل الرتبة الرابعة أو الخامسة عالميا في إنتاح الطماطم، لم يستطع منذ أربعين سنة خلق تكنولوجيا لإنتاج البذور، وظل يعتمد بنسبة 80 % على البذور الإسرائلية التي تستعمل لمرة واحدة لأجل شرائها مرة ومرات.
هناك من الأساتذة الجامعيين من يدعون إلى عدم الخلط بين السياسة والعلم وأن إسرائيل دولة متقدمة يجب أن نستفيد منها. والحال أن الخبير المتحدث ةقف عند وهم الاستفادة من إسرائيل بالتركيز على المجال الفلاحي. منذ عشرات السنين والمغرب لا يتوفر على مختبر او شركة لإنتاج البذور. ما زال يستعمل البذور الإسرائيلية، 90 % من معدات السقي من إنتاج شركات إسرائيلية، تم إنشاء وحدات صناعية متخصصة في مجال السقي بالتنقيط في منطقة الدار البيضاء.
وكانت سياسة المخطط الأخضر التي جاء بها أخنوش نعمة بالنسبة لإسرائيل لأنها نصت على تعميم السقي بالتنقيط والمورد الرئيسي هو إسرائيل وفي عقر دارنا.
كما استفاد الكيان الصهيوني من بروتوكول "ناغويا" بشأن الحصول وتقاسم المنافع باعتباره معاهدة دولية جديدة تستند إلى اتفاقي التنوع البيولوجي وتدعم تنفيذها، خصوصا احد أهدافها الثلاثة وهو التقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية. وعلى هذا الأساس، عد بروتوكول "ناغويا" اتفاقا تاريخيا في الحوكمة الدولية للتنوع البيولوجي ومهما لطائفة من القطاعات التجارية وغير التجارية القائمة على استخدام الموارد الجينية وتبادلها.
مارست إسرائيل القرصنة البيولوجية على المغرب، أخذت نوعا من التمر المغربي يسمى "المجهول" وطورته وزودته بمناعة ضد الأمراض وجعلته قادرا على التأقلم في الأراضي ذات المياه المالحة، ثم عرضته في السوق العالمي في تنافس سافر مع المغرب، ومن أجل التمويه على حملة مقاطعة التمور الإسرائيلية من قبل المسلمين، التجأت إلى ضيعات مغربية وسوقتها باسمها في محاولة لإظهارها وكأنها سلعة مغربية وليست ذات منشإ إسرائلي.
سرقت منا إسرائيل اركان كذلك وطورته ليصبح قادرا على مقاومة الملوحة والأمراض، وابتكروا الصنف 100 واستخرجوا منه الزيت الذي يعرضونه للبيع على أساس أنه منتوج مغربي. سرقوا حتى اللوز وطوروه وبدأو ينتحونه. ومن هذا نلمس منافسة مباشرة للمغرب.
يضاف إلى ذلك مشكل فاكهة الأفوكا التي تستهلك الماء بكثرة ولم تعد إسرائيل قادرة على زراعتها بسبب قلة جودة مياه السقي، وتشهد هذه الفاكهة أقبالا عالميا على اقتنائها في ما يشبه الموضة، حيث تنتج منها إسرائيل تقريبا 250 ألف طن سنويا، وتغطي بالتالي جزء كبيرا من احتياجات أوربا.
إلا أنه بسبب الجفاف أصيبت بعض الشركات المصدرة للأفوكا بالمكسيك والبرازيل بالإفلاس، فاضطرت إسرائيل إلى التوجه إلى المغرب وقدمت لهم 455 هكتار و88 مليون درهم كاستثمار وما زال العاطي يعطي..
جاءت إسرائيل لتستنزف فرشتنا المائية ولتقترب من اوربا التي كانت البواخر الإسرائيلية المحملة بالأفوكا تقضي على سطح البحر سبعة أيام حتى تصل إلى موانئها، وجاءت لتستغل اتفاقيات الشراكة التي وقعها المغرب مع عدة دول، خاصة وأن الأفوكا المصدرة منشأها مغربي.
خلاصة القول، ليس هناك نقل للتكنولوجيا ولا تعاون تكنولوجي، كل ما هنالك فتح الأسواق والتبعية الغذائية، بحيث اصبح قطاع الفلاحة المغربي رهين بالبذور والأسمدة الإسرائيلية.
نقابات التعليم العالي مطالبة بتحمل مسؤولياتها ولا بد من قيادتها لحملات التوعية والتحسيس بهذه المخاطر في اوساط الأساتذة الجامعيين، يختم المتحدث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24