الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيوب إدارية تستحق المعالجة

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 7 / 30
الفساد الإداري والمالي


حينما يفقد المسؤول ضميره ويتخلى عن مبادئه، وحينما يتجرد مدير القسم الاداري عن أخلاقه الوظيفية، تصبح المهام التدقيقية والرقابية عبئاً ثقيلاً على العاملين في مؤسسات الدولة. وتتحول البلاغات الادارية إلى ألغام سريعة الانفجار تتناقلها المخاطبات الرسمية من قسم إلى آخر، ومن هيئة إلى أخرى تحت مظلة المحاصصات السياسية، التي تسببت في تفكيك الهياكل الادارية، وتقليصها إلى دكاكين ومقاطعات تقتصر اهتماماتها على تغطية الانتهاكات وتبرير الخروقات وتسريب البيانات وبيع الوثائق والمستندات. .
ولكي نتعمق في خبايا هذه الظاهرة، نفترض وجود موظف رقابي اسمه: (صابر)، ونفترض انه رفع مذكرة إلى مديره المباشر، وانه تناول فيها بعض الانتهاكات والخروقات والتجاوزات. فأن السياقات الصحيحة تقضي قيام المدير بدراسة المذكرة، والتأكد من صحة المعلومات، ومن ثم مخاطبة الجهات العليا بكتاب رسمي معزز بالأدلة من دون التعريض بالموظف (صابر)، ومن دون الاعلان عن اسمه حتى لا يكون هدفاً للضغط والتهديد. اما ما يجري الآن في معظم المؤسسات، فيتمثل بقيام مدير الشعبة بمخاطبة مديره الاعلى بصيغة يشير فيها إلى اسم الموظف (صابر) بانه هو الذي رصد الانتهاكات، وهو الذي شاهد الخروقات، وهو الذي اكتشف التجاوزات. وكأنه يوشي به، ويتركه فريسة للعصابات والمافيات التي ارتكبت تلك المخالفات. ثم يرفع الرئيس الاعلى مذكرة فورية إلى الوزير يقول فيها: ان (صابر) هو الذي شاهد الخلل، وهو الذي رصد الحالة، وهو الذي يتحمل تبعات هذا البلاغ. وغالبا ما تكون صيغة المخاطبة بالشكل التالي:-
(نو ان نعلم سيادتكم ان الموظف المدعو صابر المنسوب إلى القسم الرقابي الفلاني، هو الذي رصد هذه الحالة وشاهدها بنفسه، وهو الذي تابعها وسجلها وقام بتوثيقها). فيأتي الرد باخضاع (صابر) للتحقيق. في حين اصبحت جميع العصابات والمافيات على علم بما قام به (صابر)، بعد بضعة أيام يجد صابر نفسه منقولا إلى مكان آخر، بينما تنهال عليه الانتقادات من زملاءه في العمل. .
وعلى السياق نفسه هنالك مجاميع كبيرة من الموظفين الذين يعملون لحساب أصحاب النفوذ، تكاد تنحصر مهامهم بتصوير المستندات بعدسات هواتفهم الذكية، وارسالها إلى جهات خارج الوسط الاداري، وغالبا ما تكون شركات أو مستثمرين. .
والمشكلة الاخرى ان بعض الموظفين يعملون لحساب بعض النواب، وينقلون لهم أدق التفاصيل اليومية. فيقوم النائب بنشرها على صفحته في الفيسبوك بهدف التشهير. .
أذكر ان احدى النائبات نشرت كتابا يتضمن معلومات على درجة من الحساسية قبل خروج الكتاب من مقر الوزارة. فسألتها: كيف وصلك الكتاب ؟. فقالت: نحن نعرف شغلنا يا استاذ. فقلت لها: وهل يمنحك وضعك البرلماني حق اختراق مؤسسات السلطة التنفيذية والتجسس عليها ؟. فسكتت ولم تنبس بكلمة. .
اذكر ان احد النواب، وكان رئيسا للجنة نيابية، قال: نحن نعلم بفحوى الكتب الرسمية قبل خروجها من مكتب الوزير. فما بالك بما يحصل عليه كبار المستثمرين الذين يحملون الاموال اللازمة لشراء ذمم الموظفين. .
وما أكثر الموظفين الذين يعملون بلا ضمير وبلا ذمة. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق