الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية والتعليم والمجال الثقافي والمعرفة والفكر يعاني الإهمال في العراق

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


منذ عقود من الزمن تعاني التربية والتعليم الإهمال وعدم المبالاة فأصبحت لا تربية ولا تعليم وخاصة بعد الاتجاه إلى المدارس والجامعات والتعليم الأهلي الذي ساعد على تخريب وإهمال التربية والتعليم الرسمية فأصبح ولي أمر الطالب يسحب ابنه من كرسي الدراسة ويرميهم في سوق العمل عتالين أو بائعي أكياس النايلون أو متسولين في الشوارع وقد ساهم بشكل كبير تفشي ظاهرة الفقر والجوع والبطالة في المجتمع العراقي وساهم في ذلك أيضاً قيام الكليات والجامعات العراقية بتخريج الوجبات تلو الوجبات وترميهم في مستنقع البطالة لعدم وجود مشاريع إنتاجية أو نشاط في القطاع الخاص أو الاستثمار وقد بادرت الحكومات العراقية لمعالجة الخريجين من الكليات والجامعات بتخصيص رأس مال لكل واحد منهم في العمل في السوق وكان كثير منهم لا يتقنون أي صنعة يمكن أن يمارسوها سوى ما تعلموه ودرسوه في الكليات والجامعات وأصبح كثير منهم ينسون ما تعلموه في الكليات والجامعات بعد أن أصبح بعض الخريجين يزاول عملية سائق تكسي أو عمال في المولات أو بائعي مخضرات أو عمال بناء أو غيرها من أجل ما يسد رمقهم ويحقق حضورهم الإنساني.
إن ما يلوح في الأفق في ظل حكومات المحاصصة والفساد الإداري والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إن العملية التعليمية لا تشهد أفقاً جديداً ينقذها من الانهيار والفشل مثلما لا تجد الثقافة وأهل العلم والمعرفة والفكر والإبداع ما يطورهم ويسد رمقهم ويحقق حضورهم الإنساني وإن هذا الواقع السلبي والمرير الذي تواجهه التربية والتعليم والثقافة وأهلها من واقع مؤلم ومزر لا يلقى اهتماماً من جميع الحكومات التي توارثت السلطة منذ عام/ 2003 حتى الآن فضلاً على إهمال الدولة برمتها الدور الثقافية والمثقفين والإبداع الفني وعدم إصدار القوانين التي تكفل العيش الرغيد والكريم في جميع مستوياته الأدنى للأدباء والفنانين والصحفيين وفي أحسن الأحوال كانت تمدهم بتكريم سنوي لا يتجاوز المليون دينار تستقطع منه ضريبة مائتين وخمسون ألف دينار ليصبح مبلغاً قدره سبعمائة وخمسون ألف دينار لا يسد رمقهم ومستلزمات حياتهم لشهر واحد وهي منّة لا تليق بمن أفنى حياته يبحث ويقرأ ويفكر وينتج ويثقف ويظل زاهداً في أمور دنياه ليجد بعد ذلك نفسه وعائلته في شظف من العيش وفي ضائقة مالية وصحية واقتصادية تسهم مجتمعة بكل ثقلها في الهم والألم والحسرة مما تدفعه إلى التخلي عن كل اهتماماته وإبداعاته لينصرف إلى العمل والجهد في سبيل تدبير لقمة العيش له ولعائلته ومما يتقاضاه من راتب تقاعدي زهيد ومتواضع لا يكفيه سوى أيام معدودة.
يجب أن تعلم الدولة العراقية أن لأهل الفن والأدب والإبداع والفكر لهم مكانة خاصة ومحترمة في الدول الأخرى ولكنهم في العراق المستباح وشعبه المذبوح يعاني أهل الفن والأدب والإبداع المظلومية في الحياة الراهنة وهم بحاجة إلى الانتباه والرعاية بوصفهم النخبة المتنورة والمضيئة في المجتمع الذي يطمح الشعب إليه ... مجتمع تسوده الحياة الحرة الكريمة والمستقبل المشرق السعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة