الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاشوراء … الخندق الأخير .

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2023 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


منذ العاشر من المحرم الحرام سنة 61 هـ،وما زال الإعلام الأموي يصوب سهامه نحو استهداف الثورة الحسينية التي بشهادة سبط النبي ولدت الأمة الإسلامية من جديد،واستيقظت من سباتها، فالدولة الأموية كانت تعتقد أنها ستبني مجدها يوم العاشر ، وان رجال يزيد سيكتبهم التاريخ أبطال ، نعم … كتبهم ولكن في صفحاته السوداء، بالمقابل كتب التاريخ الحسين وأهل بيته وأصحابه النجباء بأحرف من ذهب وظلت قبته تناطح السحاب وتعانقها ملائكة السماء.
يصف الإمام الحسين(ع) حال المجتمع الذي كان في زمانه؛ يعتبر أن أهله باتوا عبيدًا لدنياهم، وأن انتمائهم للدين، وحديثهم في أمور الدين صار سلعة تلوك الألسن الترويج لها، بغية استدراج العطايا من سلطان المال والسياسة،ولا يخفى أن من استخدم الدين لغاية ما، فهو أقرب ما يكون لبيعه وتركه، عندما لا يوصله الدين إلى غاياته المصلحيّة والشخصيّة. يقول سيّد الشهداء عليه السلام: “الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت به معائشهم فإذا مُحِّصوا بالبلاء قلّ الديّانون”.
ما زالت ذكرى عاشوراء وأحداث الطف حية باقية في ضمائر الأحرار،فمهما حاولت ألآت الظلم أن تشوه أو تمحو تلك"الحرارة" في قلوب المؤمنين،او تطمس معالم تلك الثورة لا تستطيع،كونها خارطة أليهة خطت بأمر الله،لتكون مستقبل الأجيال القادمة .
الثورة الحسينية ليست طقوساً مذهبية أو أنها شعيرة أسلامية،بقدر ما أنها موقف وذكرى إنسانية،أحيت قلوب الشعوب جميعاً بغض النظر عن اللون والدين والمذهب،وبدأت تتذوق تلك المعاني الحقة لثورة الإمام الحسين(ع)،لأنها "الدرة" التي أضاءت في ضمائر الأحرار،وتنادت بها شعوب الأرض لأنها تلامس مطالبهم في الحرية والكرامة ورفض الظلم .
التطور والوعي لدى الشعوب أستطاع أن يفتح الأذهان وينير القلوب حول ماهية هذه الثورة وأهدافها التي ضحى من أجلها سيد الشهداء بنفسه وأهل بيته وأصحابه وعياله،وأرتضى سبي نساءه،ما لم يكن هناك هدفاً كبيراً يسمو بتحرير الناس من العبودية وإنهاء الظلم الأموي في كل مكان وزمان،لتثير الأسئلة وتلفت الانتباه وتشكل نقطة جذب فطرية جديدة للإنسانية التي أذلوها، مايشكل خطراً على الظالمين في هذه الشعائر وهي شعاراتها الثورية التي توقض الضمائر(هيهات منا الذلة، لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي، أن كان دين محمد لا يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني).
زيارة مليونية عالمية يشترك فيها كل لون ودين وعقيدة،وهم يقبلون أعتاب العشق الحسيني، وهم يجددون هذا العشق متجدد كل عام ، بكاء ودموع ورثاء، عطاء وضيافة فريدة لا تصدق تذهل القريب والبعيد، مدينة صغيرة أسمها كربلاء تحمل بين شوارعها الملايين من المحبين، لذة نفسية وهيام وحنين متجدد، دواء لكل مرض وانس لكل وحشة، أنها نافذة سحرية إلى الله يدركها ويتذوق معانيها كل موحد ومن كل دين! هذه الشعائر هي الجبهة الوحيدة المتبقية لمواجهة الانحطاط والبهيمية العالمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية