الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلّاس والمسؤول المستقل

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 7 / 31
سيرة ذاتية


ما أكثر المفردات المتداولة هذه الأيام في لهجتنا المحكية، حتى اصبحت واسعة الانتشار على الصعيدين السياسي والاجتماعي، نذكر منها مفردة: العلّاس: وهو الواشي والمخبر السري الخبيث الذي لا شغل له سوى تلفيق الاتهامات للأبرياء والإطاحة بهم، وتعني في الفصحى: صانع الطعام، لكنها تغيرت عندنا فاصبحت صفة لصانع الطعم، وناصب الكمين. .
ودخلت علينا أيضاً مفردة: اللَحَّاس، وهي مفردة فصحى رصينة وغير هجينة، وتعني: (كثير اللَّحْس)، وتشمل كل متملق ومتزلف وانتهازي ووصولي ولوگي. .
اللَحَّاس الذي سنشير إليه بالحرف ( X )، هو الآن من المتسترين بالصحافة، والصحافة منه براء. ولو لم يكن لَحَّاساً محترفاً لما استطاع ان يتسلق سلالم السلطة الرابعة، مستغلا تقلبات الفوضى السياسية التي عصفت بالبلاد والعباد. .
كانت تربطه علاقة صداقة سطحية برجل مهني معروف بمواهبه الإدارية والعلمية، وشاءت الاقدار ان يقع الاختيار على هذا الرجل المهني لاستلام حقيبة احدى المناصب القيادية في مرحلة طارئة من مراحل التغيير الخجول نحو التكنوقراط. فبادر ( X ) لتقديم الدعم السخي لهذا المسؤول المستقل، فقدم له بعض الهدايا المكتبية التي تقبلها المسؤول الجديد بروح رياضية. من دون ان يعلم انها كانت طعماً لاصطياد المكاسب، وجسراً وصولياً لتحقيق المآرب. وهذا ما حصل بالفعل حيث لم يتورع اللَحَّاس من ترشيح نفسه لمنصب المستشار في مكتب الرجل. فجاءه الرفض بطريقة مهذبة، سيما ان اللَحَّاس تجاوز السن القانونية، وكان محالاً منذ سنوات إلى التقاعد، وليس من الحكمة الاستعانة به في خوض معركة تستلزم التسلح بأدوات النجاح لمواجهة التحديات وخوض معركة محفوفة بالمخاطر. .
وما ان تلقى اللَحَّاس رسالة الرفض حتى انقلب ضد الرجل في السر والعلن، وصار يتهجم عليه بمقالات تشويهية جارحة بمعدل مقالة أو مقالتين كل يوم. ثم سخّر جهوده التسقيطية على منصات التواصل للإساءة إلى هذا الرجل الذي كان أشبه بجبل تدكدك ثم مال بجمعه في البحر فاجتمعت عليه الأبحر. فقد جاءت هجمات اللَحَّاس متوازية تماماً مع الحملات التسقيطية التي قادتها دكاكين الاحزاب المتنفذة ضد شريحة التكنوقراط في مرحلة مربكة شديدة العتمة. وكان أول من شارك باغتياله إعلامياً. .
كانوا يسألونه: لماذا تتهجم كل يوم على هذا الرجل ؟. ولماذا تشتمه بهذه الطريقة السوقية ؟. فكان يقول لهم: انا لا انتقده لشخصه، وإنما أنتقد أداءه. لكن الغريب بالأمر ان مدافع هذا اللَحَّاس الخنّاس كانت موجهة فقط نحو هذا المسؤول. الذي غادر موقعه منذ سنوات، وجاء من بعده ثلاثة مسؤولين لكن هجمات اللَحَّاس ظلت متوقدة بالحقد والكراهية ضد التكنوقراطي. لأن اللَحَّاس كان يعلم ان هذا الرجل كان يفتقر للحماية الحزبية، وغير محسوب على جهة سياسية. وليست لديه ميليشيات، ولا خالات ولا عمّات. كان يقف وحده في مواجهة الوخزات والطعنات التي كانت تنهال عليه كل يوم دونما سبب. .
كلمة اخيرة: لن يتغير هذا المسؤول الطيب المستقل حتى لو مرَّ عليه ألف عام. فالطيبة التي يحملها ليست غباءً، وإنما هي حسن تربية. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا