الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 8

حسام علي

2023 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تأكيد تبعية المنطقة الاسلامية للمعسكر الغربي. إن هذا المبدأ وإن كان جزءا من المبدأ السابق ومتمما له، إلا انه يبرز مسألة حساسة في سياسة الاستكبار الفرنسي، خصوصا بالنسبة للدول والمناطق التي تقع تحت السيطرة والنفوذ الفرنسي، أو التي تقع تحت النفوذ الاستبكاري الغربي عموما، حيث تحاول فرنسا جاهدة من أجل إبعاد النفوذ الاستكباري الروسي عن المنطقة الاسلامية والحفاظ على مواقعها التقليدية. ولقد أوضحت فرنسا هذا الدور من خلال ديبلوماسية الخط الثالث، قائلة: إن النظر الى فيتنام كأداة سوفياتية ليس أكثر، هو الذي يسهل استيعاب الاتحاد السوفياتي لها، وأنه يتوجب الإبقاء على المساعدات الاقتصادية الغربية لفيتنام لعدم رميها نهائيا في الدائرة السوفياتية وموقف فرنسا في الشرق الاوسط الذي اتضح كثيرا منذ الهجوم الاسرائيلي على لبنان، يندرج ضمن هذا المنحى.
فقد ساهم الدور الفرنسي في الشرق الاوسط في تغيير مجرى الاحداث وفي مساندة الفئات المعتدلة عربيا، داخل الادارة الامريكية والغرب. ولقد برز هذا الدور الرامي الى إبعاد السوفيت عن المنطقة الاسلامية في جملة مواقف، هي:
1. موقف المعارضة الفرنسية الواضحة للغزو الفرنسي لأفغانستان.
2. السعي المتواصل والحثيث لاحتلال مواقع الاتحاد السوفياتي في كل من العراق ومصر، حيث قامت فرنسا بتقوية علاقاتها العسكرية التسليحية والاقتصادية في هذين البلدين، وقد كان كل من العراق ومصر ضمن دائرة التسليح السوفيتي وضمن مناطق النفوذ الاستكباري الروسي.
3. ولقد قيل في حينه، أن سياسة الجنرال ديغول وانتهاج سياسة الخط الثالث، وفيما يخص الثورة المشتعلة في الشمال الافريقي، والتسليم بأمر الاستقلال لهذه الشعوب، إنما هو وسيلة لإخماد فتيل الحرب وسحب البساط من تحت أقدام الثوريين، ومن ثم عدم إفساح المجال لأي نفوذ سوفيتي في المنطقة، وقد اعترف ديغول بخطته إذ قال أنه يهدف الى نزع الفتيل وإعادة النفوذ الفرنسي الى شمال أفريقيا، ويبدو أن سياسة الجنرال قد نجحت مرحليا، وأمكن للفرنسيين ولأوروبا وأمريكا بشكل عام، أن تحافظ على نفوذها في هذه المنطقة وأن تصد النفوذ السوفيتي.
لقد كشف المسؤولون الفرنسيون عن علاقتهم بالجزائر بتصريحهم التالي: إن الجزائر تعتبر خير شريك لفرنسا بفضل اتجاهاتها السياسية ودورها في أفريقيا والعالم العربي، والبلاد المحايدة. إن علاقة فرنسا بالجزائر يجب أن تبنى على اسس الاحترام المتبادل للاستقلال والحياد، واقتصاد البلدين المتكامل، وأن العلاقات الفرنسية الجزائرية هي أحد المفاتيح من أجل حوار أوروبي عربي أعمق.
ولقد أشارت الى نفس المعنى الآنف، مجلة الاسبوع العربي في الموضوع المنشور على صفحاتها بتاريخ الخامس من تموز لعام 1982، حيث ذكرت: إن أية دولة أوروبية وبضمنها فرنسا، لن تحاول تجاوز الخطوط المرسومة لها في التعاطي مع أزمات المنطقة، الشرق الأوسط، والتي من أهدافها إضعاف النفوذ السوفيتي في المنطقة.
أما عن أهمية دور فرنسا في المنطقة الاسلامية داخل المعسكر الغربي، فقد أشارت إليه مجلة الاسبوع العربي في تحليلها لمحادثات الرئيس الفرنسي – فرانسوا ميتران – مع نظيره حسني مبارك، والذي جاء فيه: فرنسا دولة رئيسية في القارة الاوروبية ، تلعب دورا كبيرا في بلورة الارادة السياسية في هذه القارة القديمة، وإذا كانت فرنسا إحدى الدول المهمة في المعسكر الغربي، فإن أهميتها مرتبطة بكونها وريثة حلم الاستقلالية الاوروبية والرغبة في التمايز عن الولايات المتحدة داخل المعسكر الغربي، أيضا الرغبة في التمايز داخل المجموعة الاوروبية وفي العالم، خصوصا العالم الثالث، ثم أن فرنسا لعبت دورا بارزا في دفع الاوروبيين الى إعادة نظر هادئة في موقفم عن أزمة الشرق الأوسط.

// السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، من إصدارات المركز الاسلامي للأبحاث السياسية/1986م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد مصرع رئيسي.. هذه تحديات كبرى تواجه إيران ! | الأخبار


.. سر من أسرار محمود وبيسان.. كيف تطورت علاقتهم؟ ????




.. انتخابات مبكرة وإدارة انتقال مضطرب.. امتحان عسير ينتظر إيران


.. جنوب لبنان.. حزب الله ينعى 4 من عناصره ويهاجم مواقع إسرائيلي




.. إعصار الجنائية الدولية يعصف في إسرائيل | #التاسعة