الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الايزيديون وذكرى الإبادة الداعشية -جرائم ضد الإنسانية-

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2023 / 8 / 1
حقوق الانسان


بعد أيام قليلة تحل الذكرى المؤلمة التاسعة للإبادة الايزيدية ، ففي الثالث من شهر آب للعام 2014 اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أطلق على نفسه اسم " تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" ليضفي على نفسه طابعاً مقدساً ويخلق في ضعاف النفوس ممن انضم له صورة مشوهة باسم الدين، اجتاح هذا التنظيم الإرهابي قرى الايزيديين ومناطق سكناهم في قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له، في غربي الموصل، مركز نينوى، فجأة تحولت السماء الصافية التي تطل عليهم إلى جحيم أعاد إلى أذهانهم سلسلة الإبادات التي حلت بهم قبلاً وظنوا أنهم انتهوا منها، لكنها عادت إليهم في ذلك اليوم بصورة أكثر وحشية لتغيير هويتهم الدينية حين تم اقتحام بيوتهم، واختطفت على إثرها العوائل الايزيدية النساء والرجال والأطفال، والسطو والنهب لممتلكاتهم وأرضهم وأرزاق معيشتهم ، أخذوا منهم الأخضر واليابس ، لم يكتفوا بهذا بل أشهروا في وجوههم سلاح المطاردة عبر الجبال التي احتموا بها من البشر فمات منهم من مات جائعاً عطشاً مفزعاً ولا عزاء لهم .
لم يتورع ضعاف النفوس من جيرانهم خونة الزاد والملح عن معاونة داعش حاملي الرايات السوداء فقاموا بالإبلاغ عن الفارين من الايزيدين، وشاركوا في اختطاف من استطاعوا منهم واستباحوهم كالجواري لم يراعوا جيرة ولا عهداً .
في هذا اليوم المشؤوم وما تلاه بدأت عمليات إعدام جماعية دون رحمة بكبير سن ولا عجوز أو طفل فأعدوا لهم المقابر الجماعية التي تلقت أجسادهم بعد حملات من التعذيب والنحر والرمي الجماعي بالرصاص للرجال، أما الأطفال فقد اقتادوهم إلى معسكراتهم الحربية حيث يتم تجنيدهم ليصبحوا ضمن قوات الخلافة، كانت الطامة الكبرى فيما فعلوه بالنساء والفتيات فقد تم اقتيادهم إلى أماكن خاصة في معسكراتهم وتمت معاملتهم كسبايا وجواري حيث أقاموا لهم أسواقاً للنخاسة تم بيع الفتيات فيها بعد تقسيمهن إلى فئات عمرية يتحدد بناء عليها السعر المقدم لها، أما النساء الأكبر عمراً ولا يصلحون للزواج أو الأخذ كملك يمين فقد مورست ضدهم أيضاً أشكال مختلفة من التعذيب ، لقد تم التفريق بين الأمهات والآباء والأطفال وتشردت العائلات وتفرقت بين أماكن متفرقة بين سوريا والعراق وتركيا وغيرها، وأصبحت الرقة والبعاج وتلعفر والموصل أماكن معروفة للبيع والشراء لمن يبحث عن ملك يمين أو سبية يتم اغتصابها مرات وإهدائها للآخرين مرات أو اعتبارها ضمن الهدايا والمكافآت أو بيعها مرات بأثمان بخسة وأي ثمن يمكن أن يقدم لحياة إنسان .
رغم هذه النكبة والجرائم الشنعاء التي مني بها الايزيديون إلا أنهم قاوموا واستطاعوا أن يلملموا شعاثهم بعد أن اختطف منهم نحو 6417، وأن حصيلة عدد المحررين نحو 3538 من بينهم 1199 من النساء و339 من الرجال والبقية من الأطفال وبالطبع فإن هذه الأعداد تتغير وفقاً لنجاحهم في تحرير المزيد من المختطفات والمختطفين، والعمل على ذلك خاصة وأن الكثيرين منهم لا يزالون داخل مخيم الهول الذي يضم عائلات التنظيم الإرهابي في الحسكة بالأراضي السورية ومناطق أخرى فيها، إضافة إلى المتواجدين داخل العراق لدى بعض العائلات التي انضمت إلى هذا التنظيم أو قدمت له المساعدات في مدينة الموصل . من المؤسف أيضاً هو الاكتشافات العديدة للمقابر الجماعية التي ضمت رفات الايزيديين المغدورين .
الحق أن هذه الذكرى المؤلمة التي تحل كلما اقترب شهر آب بكل ما تحمل من تفاصيل إجرامية لا يمكن أن توصف بأأقل من أنها جرائم ضد الإنسانية جميعها ، وأن من لم يدن هذه الجرائم اللانسانية لا يمت إلى صفة الإنسان بشيء ، ندعو الله أن يتم تحرير جميع أخواتنا واخواننا وأن يعودوا إلى عائلاتهم وذويهم في آمان وأن يقف الإنسان ضد مثل هذه الجرائم وقفة إنسانية دون التحيز والتحزب لاختلافات دينية أو جنسية أو غيرها لنقيم مجتمع إنساني الهدف فيه هو الإنسان ولا غير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا