الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعدام...

عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن

2006 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لم اتمالك نفسي فتجاوزت آلامي وطنين الكون الذي يسكن دماغي، لاعبر عن فرحتي لصدور حكم الشعب بحق اكبر طاغية عرفه تاريخ العراق والمنطقة، فقد اعلن رئيس المحكمة الجنائية العليا الخاصة قرارها باعدام المجرم صدام حسين والمجرم برزان التكريتي والمجرم عواد البندر شنقاً، اما المجرم طه ياسين فبالسجن مدى الحياة، وعلى المجرمين علي دايح وعبدالله مزهر بالسجن 22 عاماً والافراج عن المتهم محمد العزاوي بالبراءة لعدم كفاية الادلة.
وهكذا يقوم اليوم الشهداء من مقابرهم المعلنة والسرية، ليرفعوا هاماتهم ويحولوا ملابسهم الكفن الى رايات نصر، ولعلعة رصاص اعدامهم الى هلاهل من البصرة ليتردد صداها في قمم كردستان، معلنين هزيمة البعث النكراء بقيادة بطل المجازر الذي ترك لوثة لاتمحى من تاريخ العراق.
ان هذه الاحكام العادلة جائت بعد جلسات طويلة دامت اشهر عديدة استمعت فيها المحكمة وكل العالم الى عدد كبير من الشهود في جريمة الدجيل التي ارتكبها الجلاد ومرتزقته، حيث كانت المحكمة علنية وشفافة وسمح ووفق القانون للمتهمين بالدفاع عن انفسهم وعبر هيئة الدفاع والتي لم تمارس نشاطها بشكل اصولي، وانما حاولت تشويه سمعة المحكمة وعرقلة عملها، مما اضطر رئيس المحكمة الى طرد عدد منهم، وكانت محاولاتهم هذه لانقاذ رأس الدكتاتور والمتهمين الاخرين وبطرق ملتوية، لانها تعرف أن الجريمة ستثبت عليهم ولن تكون النتيجة لصالح موكليهم. اما صدام بطل الهزائم فحاول ان يوظف منصة المحكمة، لاطلاق آخر خطبه الجوفاء ليدغدغ مشاعر الرعاع الذين تستهويهم كلمات الدجل وشعارات النصر الموهوم.
وقبل يوم النطق بالحكم حتى لحظة انعقاد الجلسة، حشد انصار القائد المغوار من بقايا البعث المنهار، حناجرهم وكل طاقاتهم ووسائل اعلامهم وخاصة فضائية الجزيرة، لاطلاق العنان لمواهبهم بالتهديد لترهيب هيئة المحكمة والشعب العراقي بأجمعه، كما ورد على لسان رئيس هيئة الدفاع خليل الدليمي، محذراً من عواقب خطيرة في حالة صدور الحكم بألاعدام بحق رئيسه الذليل.
أما البعثي ظافر العاني فهدد بأفشال العملية الساسية، من خلا الاعلان عن مباحثات تجري في جبهة التوافق الدليمية ( وهو احد نوابها في مجلس النواب )، ونيتها مراجعة موقفها من الاستمرار في الحكومة الطائفية كما وصفها، محاولين الاستمرار في تغذية اللعبة الطائفية المقيته وجر ابناء العراق الغيارى من ابناء السنة الى صف البعث الذي لم تسلم الطائفة السنية من جرائمه.
أما البعثي العتيق صالح المطلق فقد كشر عن انيابه، ليلفظ آخر سموم البعث بأن الالاف من العراقيين ستهدر دمائهم في حالة صدور الحكم بالاعدام ضد قادتهم. وجاء تصريح المحامي الامريكي رمزي كلارك، محاولاً وكما سبق للتشكيك بنزاهة المحكمة وربطها بالتبعية للسياسة الامريكية، على الرغم من تأكيدات رئيس المحكمة ولعدة مرات باستقلاليتها وكونها محكمة عراقية تابعة للقضاء العراقي المستقل، وحسناً فعل رئيس المحكمة بطرد كلارك في آخر جلسة، ليثبت له ان المحكمة لن تراعي كبرياء امريكا في حالة اساءة اي مواطن منها لكرامة الشعب العراقي .
وضمن حملتهم المسعورة اتهموا المالكي رئيس الوزراء العراقي، بانه اصدر الحكم قبل اعلانه من المحكمة، وعمل على تهيئة الاجواء النفسية من خلال فرض حظر التجوال في اربعة محافظات وغلق مطار بغداد، وربط ذلك بانتخابات الكونغرس الامريكي، اي توقيت اصدار الحكم لخدمة حملة بوش والجمهوريين، ولذا جائت حسبما يدّعون زيارة جون نغروبونتي رئيس المخابرات الامريكية الى بغداد. وان صحّ الربط هذا فلن يغير من جوهر الموضوع شيئاً، فأن جرائم صدام وبعثه الفاشي فاقت كل تصور، ولو جاز وأفلت الفأر من المصيدة الاولى، فان مصائداً اعظم اخرى بأنتظاره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا