الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية من الفولكلور الكردي-أنا أعرف ولكن تعال أفهم أحمد آغا

ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)

2023 / 8 / 2
الادب والفن


أنا أعرف ولكن تعال أفهِم أحمد آغا
حكاية من الفولكلور الكردي
ترجمة ماجد الحيدر

يُحكى أن رجلاً يُدعى أحمد آغا، كان يتمتع بنفوذ وسطوة كبيرين وكانت أحكامه وقراراته تنفذ في الحال ودون جدال، والويل لمن يقع تحت طائلة غضبه أو في يد أعوانه القساة. في أحد الأيام دخلت عليه امرأة عجوز واشتكت اليه من ابنها العاق الذي أهملها وطردها من بيته، ورجته أن يستدعيه كي يخيفه ويؤدبه عسى أن يصلح حاله. وبينما هي تتحدث وصل اثنان من أعوان الآغا وهما يجرجران رجلا وينهالان عليه بالصفع واللكم والهراوات وقالا:
- تفضل يا جناب الآغا. هذا هو الرجل الذي طلبت منا إحضاره.
- قيداه وارمياه هنا واذهبا مع هذه العجوز واجلبا ابنها العاق كي أربيّه.
طلب الرجلان من العجوز أن تتقدم أمامهما كي ترشدهما إلى ولدها، لكنها في الطريق استعادت مشهد الرجل المدمى الذي أحضراه إلى الآغا ومقدار الضرب الذي ناله، فحنّ قلب الأم وقالت مع نفسها:
- يا للمصيبة. ابني المسكين ضعيف ونحيل. إنه مجرد جلد وعظم. لسوف يموت بين يديهما من الضرب قبل أن يوصلاه إلى الآغا.
وهكذا صارت تعللهما بالصبر كلما سألاها عن مكان ابنها وهي تفكر في حيلة للتخلص من هذه الورطة، ثم واتتها الفرصة عندما مروا من أمام أحد المقاهي، وأبصرت شاباً ممتلئاً تبدو عليه إمارات القوة والعافية، فأشارت نحوه بإصبعها وقالت لهما:
- ها هو.. هذا هو ولدي!
وسرعان ما انقض عليه الاثنان بالضرب والصفع واقتاداه إلى الآغا وهو لا يعرف ما الأمر. وعندما وصلا إلى المجلس ألقياه أرضاً وهو لا يقوى على الوقوف على قدميه، فصاح به الآغا:
- أيها الولد العاق الحقير! كيف تسيء معاملة أمك هذه وتطردها من بيتك وتدفعها للنوم في الطرقات؟
- عفوا يا جناب الآغا، أنا لا أعرف هذه المرأة.
- الويل لك أيها الجبان! هل بلغت بك الجرأة أن تنكر والدتك التي حملتك في بطنها وأرضعتك وربّتك؟
- أقسم لك يا سيدي، أمي ماتت من عشرة أعوام!
- لا تطل الكلام. هيا قم واحمل أمك على ظهرك وأوصلها إلى البيت. هذه المرة اكتفيت بضربك لخاطر أمك العجوز. لكنني سأقتلك بيدي إن اشتكت منك مرة أخرى. هيا أغرب عن وجهي!
أدرك الشاب أن لا جدوى من النقاش، فحمل العجوز على ظهره وسار بها يتبعه الرجلان الغليظان، وصادف أن مرّا بدكان أخيه الأكبر فصاح به الأخير:
- ما الأمر يا أخي؟ من هذه المرأة التي تحملها على ظهرك؟
- إنها والدتنا!
- هل جننت يا هذا؟ ألا تعرف بأنها ماتت منذ عشرة أعوام؟
- بلى يا أخي أنا أعرف، لكن تعالَ أفهِم أحمد آغا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا