الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسامح ومداواة الجروح

حسن مدن

2023 / 8 / 2
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


بات المهاجرون، جزءاً مهماً في التركيبة السكانية للعديد من البلدان الأوروبية، بغض الطرف عن نظرة سكان القارة الأصليون لهؤلاء المهاجرين، وعلينا أن نلاحظ أن الهجرة، من إفريقيا وآسيا خاصة، لم تبدأ مع موجات الهجرة في العقدين الأخيرين، حيث أدت الحروب والفتن وعدم استقرار الأوضاع الأمنية والمعيشية في العديد من البلدان النامية، حتى في تلك التي لم تكن تصنف بأنها فقيرة مثل العراق وسوريا وغيرهما، إلى زيادة معدلات الهجرة، شرعية كانت أو غير شرعية؛ فالهجرة سابقة لذلك بعقود طويلة، وربما تمتد لأكثر من قرن مضى، وبعضها تم بالتفاهم بين حكومات بلدان غربية والبلدان التي أتى منها المهاجرون لتغطية النقص في الأيدي العاملة في البلدان المستقبلة للهجرة.

وحتى اليوم، فإن بلداً مثل ألمانيا استقبل موجات واسعة من الهجرة، خاصة في عهد المستشارة السابقة ميركل، يجري الإقرار أن السبب يعود للحاجة الاقتصادية لألمانيا بالدرجة الأولى، حتى وإن ارتدى في المظهر الطابع الإنساني أو الأخلاقي في إنقاذ المهاجرين من جحيم الحروب في بلدانهم الأم.

تعد فرنسا من أوائل الدول المتقدمة التي فتحت أبوابها في عهد مبكر للمهاجرين من بلدان إفريقية وعربية، وعلى خلفية موجة الاحتجاج الأخيرة التي جاءت بسبب قتل شرطي لشاب مهاجر من أصول جزائرية، وما ترتب على ذلك من احتجاجات عنيفة، تمركزت في الضواحي المهمشة، بُعث مجدداً نقاش متعدد الأوجه حول حقوق المهاجرين بأجيالهم المختلفة، تناول في أحد جوانبه البعد الثقافي؛ حيث يلاحظ أن البلدان التي استعمرت طويلاً بلداناً أخرى، لا تقرّ بهذه الحقيقة في مناهجها الدراسية، التي عليها ينشأ أبناء المهاجرين، ليس فقط لما ينتقل، عبر الأجيال، من سرديات تاريخية حولها، وإنما بحكم واقع معيشة هؤلاء في مناطق عرضة للتهميش والإهمال، مفتقرة لشروط البنية التحتية المتطورة الموجودة في المناطق الأخرى.

المشاركون في النقاش المشار إليه، توقفوا، إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية المتصلة بالتاريخ، عند ما يمكن للثقافة والفن أن يلعباه من دور في إشاعة ثقافة التسامح والتآخي في تلك المجتمعات، وينقل موقع «دي. دبليو» عن مخرج مسرحي من أصول مهاجرة، اسمه المنصف الصفصاف، قوله إنه وجد في الفن ما يساعد على تضميد الجراح ومداواتها، حيث يعمل على إخراج مسرحيات تسرد التاريخ بصورة منصفة، فيما شرحت شابة من جذور إفريقية معاناتها عندما كانت في المدرسة، لأنها كانت الوحيدة ذات البشرة السمراء، فوجدت في الموسيقى شعاع أمل ومصدر قوّة، للتعبير عما تشعر به من غضب، لم تستطع التعبير عنه بالكلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل